"الخروج" منظمة دولية تشجع على الانتحار
"الخروج" منظمة دولية تشجع على الانتحار"الخروج" منظمة دولية تشجع على الانتحار

"الخروج" منظمة دولية تشجع على الانتحار

كيف يمكنك أن تقرر موتك بكامل إرادتك؟ وما هي الوسائل الأضمن لوفاة سهلة ومريحة؟ هذين أهم سؤالين تركز عليهما "منظمة الخروج الدولية" Exit International، وتفتح لهما نقاشا على مدونتها الالكترونية، كما تنشر بخصوصهما مؤلفات وكتبا كثيرة.

فالمنظمة تعمل على ربط فكرة الانتحار بالكرامة الإنسانية وتجعل منه حقا من حقوق الإنسان، لكنها قلما تسميه باسمه الحقيقي، فهو في وثائقها "القتل الرحيم الذاتي " أو "الخروج الأخير" أو حتى "الانتحار العقلاني".

فمنذ تأسيسها عام 1997 من طرف الطبيب الأسترالي  فيليب نيتسشكي، أول من نفذ القتل الرحيم في العالم، ومنظمة "الخروج" تسعى إلى نشر أفكارها باستعمال موقعها الالكتروني، الذي يركز بالأساس على تلقين الراغبين في الانتحار الوسائل الأنجع لتنفيذ ذلك بشكل سريع ومضمون، ودون التسبب في تعذيب النفس أو إيذاء الآخرين (كالحرائق وأنبوبة الغاز)، خصوصا الذين لا يملكون 10 آلاف جنيه إسترليني للجوء إلى سويسرا حيت تنتعش سياحة الموت.

وينعت أعضاء المنظمة أنفسهم بالمناضلين الساعين للحصول على حق الإنسان في إنهاء حياته لأنها ملك له، وما زالوا يطالبون بقوانين تبيح هذا الفعل، خصوصا في القانون البريطاني الذي ما زال ينص منذ 1961 على سجن كل من يساعد ويحرض آخرين على الانتحار لمدة تصل أقصاها إلى 14 عاما، والذي تم تعديله بنص يفصل بين الأشخاص الذين يساعدون المنتحر لأهداف خاصة، والذين يفعلون ذلك بدافع الرحمة والشفقة.

لكن المنظمة التي أصبح لها مجموعة من الفروع (أستراليا و نيوزيلندا وانجلترا والولايات المتحدة)، لا تكتفي بهذا النص الذي يطبق غالبا على الأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة فقدوا معها الأمل في استمرار حياتهم، أو بالعجائز الذين بلغوا من العمر أرذله ويرون في الموت خلاصا من آلامهم وعجزهم، بل تطالب بالترخيص لكل شخص فقد الأمل في مستقبل أفضل، أو أراد إنهاء معاناته مع مشاكل الحياة بوضع حد لها.

وتسعى المنظمة في خطابها الرسمي على لسان مؤسسها الطبيب "نيتسشكي" أو على موقعها EXIT إلى دفع تهمة التشجيع على الانتحار عنها، فتقول إنها تسعى فقط لمساعدة من "تعودوا على التحكم بزمام الأمور" وقرروا "بإرادة قوية" وضع حد لحياتهم "حفظا لكرامتهم"، لذا فالموقع يدلهم على "طريق الخروج".

وهكذا نجد على الموقع اقتراحات باستعمال "الهيليوم" كأفضل وسيلة، كما يتحدث عن وسائل أخرى كالأدوية والسموم المنزلية والأسلحة والحبال، مع الإشارة إلى إمكانية تلقين تلك الطرق لأعضائه وشرحها لهم ولكن في ورشات خاصة "لأسباب عقلانية وقانونية".

وأكثر من هذا، أصدرت منظمة الخروج عدة مؤلفات، نذكر من بينها على سبيل المثال أول كتاب في العالم يقدم تفاصيل دقيقة عن طريقة الانتحار بـ"غاز الازوت" (2015).

وسبق للقضاء الأمريكي في ولاية "مينيسوتا" أن ألزم موقع Final Exit  في شهر أغسطس/آب 2015 بدفع غرامة قدرها 30 ألف دولار بتهمة "المساعدة على الانتحار"، الذي أقدمت عليه إحدى عضواته وهي في السابعة والخمسين، إضافة إلى تعويض عائلة الضحية عن "الجريمة" ومصاريف الدفن بـ 2,975.63 دولار.

ومنذ 2002 يلجأ حوالي 18 بريطانيا كل عام إلى سويسرا للحصول على مساعدة طبية للتخلص من حياتهم، ولا تتخذ الحكومة البريطانية أية إجراءات لمنعهم، كما أنها لا تعرّض الأقارب الذين رافقوهم لأية عقوبة قانونية، وهو الأمر الذي تلومها عليه منظمة "الخروج"، وتستغله لصالح آرائها بالقول إن ترخيص "القتل الرحيم" سيكون مريحا للبريطانيين الراغبين في الموت بهدوء في لندن، وإن الكثير منهم يتراجع عن السفر لسويسرا بسبب فكرة "الموت في الغربة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com