كيف كافأ مستثمر هولندي من يتطوع لمساعدة اللاجئين السوريين
تسعى هيئة الإسكان أن تساعد مبادرة "تبنى لاجئاً" في تحسين ظروف التعايش والتنوع ضمن الأحياء السكنية، حيث يقدم ملاك المنازل الهولندية للساكنين خصومات بقيمة 100 يورو في حال قدموا العون للاجئين.
وتشجع مؤسسة ترودو للإسكان في إندهوفين في جنوب هولندا المستأجرين على مساعدة اللاجئين بكافة الطرق الممكنة، من خلال تقديم العون للاجئين من قبل السكان المحليين ومساعدتهم في استخدام المرافق المختلفة، كما يشرحون لهم كيفية عمل المؤسسات الهولندية التي من الممكن أن يحتاجوا إليها، وتستمر تلك الخدمات للاجئين لمدة عشر ساعات في الأسبوع.
وفي المقابل سيخصم من قيمة الإيجار الشهري لمن يقوم بتلك الخدمات حوالي 80 باوندا، وهذه القيمة تعادل ربع قيمة الاستئجار تقريباً.
ويقول توم أوسيمز مدير مؤسسة الإسكان لإذاعة أومروب برابانت الهولندية: "عندما يحصل اللاجئون على أوراق قانونية تصبح مسؤوليتنا أن نقدم لهم المأوى"، ويضيف: "نهدف أن نشجع الساكنين على تقديم العون للسكان الجدد وتعريفهم بالمرافق المختلفة والعادات المتداولة في المنطقة ليشعروا أنهم مرحب بهم."
وأشار: "عندها يستطيع اللاجئ أن يطلب المساعدة عندما يشعر بأي اعتداء مالي أو عند حاجتهم لخدمات صحية أو تعليمية".
وتأمل المؤسسة أن تعمل حملة "تبنى لاجئاً" في زيادة نسبة التعايش بين السكان المحليين والقادمين الجدد.
بينما يملك ملاك المنازل المحليين حوالي 30% من إجمالي سوق الإسكان في هولندا، وقدمت شركة ترودو سكناً لحوالي 85 لاجئاً وتتوقع أن يتضاعف هذا الرقم السنة القادمة.
وتأتي الخدمات المقدمة للاجئين جزءاً من خطة استثمارية أكبر بقيمة 430 مليون يورو تنتهجها الشركة، والتي تنوي بناء حوالي 1,800 وحدة سكنية في الخمس سنوات القادمة.
وظهرت فكرة الحملة بداية بعد نجاح مشروع قدم خصومات للطلاب الذين قاموا برعاية الأطفال في أحيائهم السكنية لمدة 10 ساعات أسبوعياً، وبعد نجاح الحملة في مساعدة حوالي 350 طفلا بدأت المؤسسة في توسيع نطاق الحملة بأفكار أخرى.
ومن الجدير بالذكر أن طلبات اللجوء السياسي في هولندا تضاعفت العام الماضي إلى 59 ألفاً، عندها ظهرت مشاعر عداء للاجئين لدى البعض، مما دفعهم لتنظيم مظاهرات مضادة لاستقبال اللاجئين، حيث أن بعد الهجوم الجنسي الذي وقع كانون الثاني/ يناير في جولونج دعا رئيس الحزب اليميني للحرية لحبس جميع الشباب اللاجئين.
