فنزويلا.. التلاميذ يهجرون المدارس للبحث عن الطعام
فنزويلا.. التلاميذ يهجرون المدارس للبحث عن الطعامفنزويلا.. التلاميذ يهجرون المدارس للبحث عن الطعام

فنزويلا.. التلاميذ يهجرون المدارس للبحث عن الطعام

نشرت صحيفة التايمز البريطانية، تقريراً عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية في فنزويلا، نتيجة للتراجع الحاد في عائدات النفط، ما ترك الدولة على شفا الانهيار.

وأشارت الصحيفة، في تقريرها إلى تسرب التلاميذ من المدارس، وقالت إنه على الرغم من أن العطلة الصيفية لم تبدأ بعد، إلا أننا نجد أن المدارس الواقعة في الأحياء الفقيرة غرب كراكاس، فارغة تقريبًا.

ومع كدح الفنزويليين في البحث عن الطعام، في ظل الاقتصاد المنهار، نجد أن نحو ثلاثة أرباع التلاميذ قد تسربوا من الفصول الدراسية، وذلك لأنهم جائعون لدرجة تفقدهم التركيز في الدراسة، أو أنهم أجبروا من قبل والديهم على الانتظار كل يوم أمام المحلات التجارية القريبة الفارغة.

وقالت بلقيس جوزمان، المشرفة التعليمية في مدرسة سان خوسيه أوبريرو الثانوية التي تضم 700 تلميذ: "نحن الآن في وضع حرج بسبب الوضع الاقتصادي، في حي أنتيمانو الفقير"، حيث يوجد في أحد فصولها 4 طلاب فقط من بين 34.

وكانت الحكومة الاشتراكية معتمدة منذ فترة طويلة، في تقديم دعم واسع النطاق للفقراء، على عائداتها من الاحتياطيات النفطية الضخمة وفشلت في تنويع اقتصادها، وعندما انهارت أسعار النفط العالمية في العام الماضي، تراجع اقتصاد البلاد بشكل حاد، ما جعل البلاد غير قادرة على دفع تكلفة الكثير من السلع، التي تستوردها، ودخلت تحت وطأة نقص مزمن في السلع وأعمال الشغب اليومية، وقالت السيدة غوزمان إن "نقص الغذاء هو السبب الرئيس".

أحيانًا يقوم الآباء بإرسال الأطفال للوقوف في طوابير أمام المحلات التجارية في الأيام التي تسمح بطاقات هويتهم لهم بشراء حصص الغذاء المخصصة لهم، ومع هذا العدد الكبير من العاطلين عن العمل، لا يتوفر لمعظم الآباء، القدرة على شراء أحذية لأطفالهم أو صابون لغسل الزي المدرسي، ولا يوجد لديهم نقود من أجل شراء وجبة خفيفة في المدرسة، أو لركوب حافلة للوصول للمدرسة، وفي بعض الأحيان لا يتوفر ماء للاستحمام.

ولاحظت السيدة غوزمان، أول انخفاض حاد في معدل الحضور في أكتوبر الماضي، عندما بدأ نحو 60 % من الأطفال، يتغيبون عن الفصول المدرسية بانتظام، وقالت: "أجرينا اتصالات هاتفية بالأطفال، وقال الكثيرون منهم إنهم محبطون وبدأوا في البكاء".

وبحسب المجلة البريطانية، يتم إخراج بعض التلاميذ الأكبر سناً من المدرسة، للبحث عن عمل للإنفاق على أسرهم، وقالت السيدة غوزمان إن من بين أولئك الذين يحضرون للمدرسة، يرجع كل يوم أربعة أو خمسة منهم للمنزل، لأنهم يشكون من أوجاع في المعدة، ويقولون: 'لم نأكل الليلة الماضية، ولم نجد طعاماً للإفطار صباح اليوم، وبعضهم يعاني من الضعف بسبب الجوع".

وتتلقى مدرسة السيدة غوزمان، بعض الأموال من مؤسسة دينية خاصة، ولذلك يحقق تلاميذها نتائج أفضل من تلاميذ المدارس المدعومة فقط من الدولة.

وأضافت أن الفقر والجوع والبطالة المنتشرة، أدت إلى نشوب التوترات وزيادة العنف المحلي، الناتج عن أعمال الشغب، بسبب الغذاء والنهب السائد في جميع أنحاء البلاد.

يذكر أن فنزويلا، سجلت أعلى معدل من جرائم القتل وأعلى معدل تضخم في العالم.

وبعد أن فشلت في الاستثمار في الإنتاج المحلي، تعتمد البلاد على الواردات، التي دفع ثمنها من قبل أموال ثروتها النفطية التي جفت بسبب التراجع الكبير في صناعة النفط العالمية منذ التسعينيات، ومن المتوقع أن يتقلص نمو الاقتصاد في فنزويلا بنسبة 8% هذا العام، وقامت الحكومة ببيع احتياطيات الذهب وتعاني من عبء الديون الضخمة للصين وغيرها من الدائنين، حيث تحاول تلبية الحاجات الأساسية للشعب.

ومع نفاد الغذاء والدواء، وحتى سلع أخرى مثل ورق التواليت، يسرع الآلاف من الناس إلى المحلات التجارية، عندما يسمعون عن توزيع سلع.

وهذا يعني بالنسبة للكثيرين، وصول المحلات في جوف الليل، والانتظار حتى وقت متأخر من بعد الظهر، للحصول على أي فرصة لتأمين حاجاتهم الأساسية، وعندما تنفد هذه السلع القليلة، وتغلق المحلات أبوابها، يثور الغضب بين الناس وسرعان ما يتبعه أعمال عنف.

وسرعان ما تطلق الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين متجاهلة هتافاتهم "نحن جائعون!". فيما قتلت امرأة بالرصاص الأسبوع الماضي في أعمال شغب، بسبب الغذاء في غرب البلاد.

وأدخل الرئيس مادورو مؤخرًا، نظامًا جديدًا لتوزيع السلع، وكان من المفترض أن يتم من خلاله إرسال المواد الغذائية مباشرة للمجتمعات المحلية وتخطي الوقوف في الطوابير الممتدة التي أصبحت رمزًا للسنوات الثلاث التي قضاها في السلطة.

ولكن النظام الجديد لتوزيع السلع انهار بالفعل، حيث أعربت المعارضة عن مخاوف من إمكانية استخدامه لمنع وصول المواد الغذائية للمناطق التي وقفت ضد الحكومة الاشتراكية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com