متحف متخصص في تدمير ذكريات الحب الضائعة
متحف متخصص في تدمير ذكريات الحب الضائعةمتحف متخصص في تدمير ذكريات الحب الضائعة

متحف متخصص في تدمير ذكريات الحب الضائعة

إذا مررت بحالة عاطفية حرجة بعد انفصالك عن حبيب، عليك إذا أن تزور متحفاً متخصصاً بالعلاقات الفاشلة في لوس آنجلوس، حيث باستطاعة الأشخاص الذين مروا بانفصال أو فقدوا أحباءهم تقديم تذكاراتهم للمتحف أيضاً.

في أحد صناديق العرض يوجد صحن أزرق اللون، كان يحمل قيمة معنوية كبيرة في السابق، وأرفق بالكلمات التالية:" عزيزي، في حال خطرت على بالك فكرة سخيفة كالمشي لداخل مؤسسة ثقافية كمتحف على سبيل المثال لأول مرة في حياتك، ستتذكرني." وفي خزانة زجاجية أخرى يوجد خاتم ألماس ترك تحته تعليق ذكي قصير “ (s(he) be(lie)ve(d” يعني أنها هي صدّقت وهو كذّب.

ويعرض متحف العلاقات الفاشلة في لوس آنجلوس حطام علاقات حب منتهية، وعلى العرض توجد أشياء من الحياة اليومية قدمها أشخاص مروا بانفصال أو فقدان حبيبهم، منهم المهجور الذي يشعر بالمرارة، والمشتاق، والمرتاح. هي عبارة عن مجموعة من التذكارات الشخصية التي تعطي لمحة متطفلة عن عالم خاص جداً. فأكثر الأشياء تواضعاً، ساعة يد، وفتاحة علب، قداحة من نوع زيبو، كلها تحمل قيمًا عاطفية قوية.

وبجانب كل عنصر توجد مجموعة من الكلمات كتبت من قبل متبرع مجهول. تملك هذه الكلمات قوة عميقة أشبه بقصة قصيرة، منها " أمضيت الصيف بأكمله وأنا أصنع هدية عيد ميلاده هذه، وتركها هو بكل بساطة في سيارتي"، أو عبارة أخرى تقول "أنت لم ترغب بمعاشرتي. وأنا أدركت مقدار حبك لي فقط بعدما توفيت بسبب إصابتك بالإيدز".

وصممت فكرة متحف العلاقات الفاشلة في البداية العام 2006، بواسطة فنانان كرواتيان، كانا في علاقة وانفصلا عن بعضهما، وأوشكا على التخلص من مخلفات علاقة حبهما، الهدايا الصغيرة، والصور، لكنهما قررا بأن الوقت الذي قضياه معاً ينبغي أن يُحتفل به. فافتتحا المعرض في زغرب، عاصمة كرواتيا العام 2010، والآن تملك مجموعتهما موطناً ثانياً في لوس آنجلوس. فهل يوجد مكان أفضل من قلب هوليوود، حيث يفترض أن تتحقق الأحلام، لكنها غالباً لا تحقق، وحيث تظهر البدايات الجديدة الواعدة بأنها مجرد أفكار مبتذلة رخيصة؟ وبشكل مناسب أيضاً.

ووفقاً لمديرة المتحف أليكسس هايدن تدفقت الطلبات للمتحف من كاليفورنيا ومن جميع أنحاء العالم، وبدأت عملية الغربلة. المواد التي ترسل في الغالب لا تملك قيمة مادية كبيرة، لكنها "من الأمور التي يتحدث الناس عن إنقاذهم لها خلال اشتعال حريق، هي أشياء لا يمكن استبدالها، أشياء تحمل قيمة معنوية".

من منا لا يملك تذكارات أو موروثات من علاقات سابقة؟ من منا لا يحن لشدة حبه الأول؟ تقول إحدى الملصقات في معرض لوس آنجلوس: " كانت الإثارة مشتعلة بيننا لمدة عامين، مستلقين لمدة 12 ساعة باليوم، متأملين في كمالية بعضنا الآخر، كان ذلك نعيماً تاماً لمن هو في الـ20 من عمره".

لكن مجموعة المعروضات فعّالة جداً في ضم أشكال مختلفة من العلاقات التي سارت على نحو سيئ. يأتي رمز ديني صارخ مرفقاً بعبارة "في بادرة مضللة لكن بنية حسنة، قام والدَي تعميدي لأصبح مسيحياً، واستغرقت 15 سنة لكسر تلك العلاقة القسرية". كما يوجد بنطال جينز في حالة سيئة ارتداه والد وزوج تعرض لإصابات خطيرة نتيجة حادث على دراجة نارية: "هو لا يزال هنا، لكن توجب علي تعلم التأقلم مع العيش في علاقة فاشلة، علاقة من طرف واحد".

يحتوي المتحف على 120 معروضا، ويعتقد المنظمون أن هذا العدد كافٍ، لانغماس كامل لكن دون إفراط يؤدي إلى الشعور بالتكرار أو الإرهاق. تم استبدال السجادة المطبوعة بنمط يشبه جلد الفهد وغرف تغيير الملابس الحمراء من محل الملابس الداخلية سابقاً، ببياض ناصع على نمط المعارض الفنية، محل الهدايا ممتلئ بالكامل، وفي الأيام التي سبقت الافتتاح، كان الزائرون يهزون الأبواب متشوقين للدخول.

ويزور قرابة 90 ألف شخص المعرض كل عام، ربما نفس عدد الأشخاص الذين يمشون على طرق البوليفارد الجاذب للسياح بالأسبوع الواحد. على الرصيف خارج متحف لوس آنجلوس توجد بعض النجوم المحتوية على أسماء المشاهير في ساحة الشهرة المعروفة، أغلب الأشخاص الذين يمضون قدما في طريقهم قد تعرضوا للشعور بالأسى نتيجة علاقة حب فاشلة في وقت سابق من حياتهم. أو هم حذرون من وقوع قصة لوس آنجلوسية أكثر غرابة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com