كيف غزا السيجار المفضل لـ"كاسترو" أنحاء العالم؟
كيف غزا السيجار المفضل لـ"كاسترو" أنحاء العالم؟كيف غزا السيجار المفضل لـ"كاسترو" أنحاء العالم؟

كيف غزا السيجار المفضل لـ"كاسترو" أنحاء العالم؟

أصبحت العاصمة الكوبية، هافانا، على مدى الشهرين الماضيين، وجهة للعديد من الأحداث، كان أبرزها زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وحفل لفريق رولينج ستونز، وعرض دار الأزياء الفرنسية "شانيل".

ويروي الكاتب نيكولاس فولكس، تجربته خلال زيارة مدينة هافانا، أواخر شهر مايو الماضي، عبر مقال نشره موقع "نيوز ويك" الأمريكي، وزيارته لمقر شركة "لاجويتو"، التي وصفها بأنها "فاتيكان السيجار" الكوبي، حيث يصنع فيها سيجار "كوهيبا".

وجاءت هذه الزيارة إلى كوبا، خلال احتفال سيجار كوهيبا بعيدها الخمسين، وشاركت في تلك الاحتفالية شركة "زينيث" للساعات السويسرية، وتشترك زينيث وكوهيبا العلامتان التجاريتان المعروفتان ضمن مدرسة التميز والرقي والتفرد، زينيث هي الشركة السويسرية المتخصصة بصناعة الساعات منذ أكثر من 150 عاما من الابتكار، في حين أن كوهيبا الكوبية هي العلامة التجارية الشهيرة المتخصصة في صناعة السيجار في العالم منذ عام 1966.

وبهذه المناسبة قدمت زينيث سلسلة محدودة من ساعة كوهيبا، التي تحتوي على الذهب الوردي والفولاذ المقاوم للصدأ، والحزام البني والزخارف على شكل سيجار كوهيبا.

وتشدد شركة زينيث، على أنها فخورة بشراكتها مع كوهيبا، فهي ليست فقط أفضل العلامات التجارية في هافانا، لكنها تمثل أيضا الشركة المتميزة بالمنتجات الفخمة والمعروفة عالميًا.

وعلى الرغم من أن كوهيبا تحتفل بعيدها الخمسين فقط، إلا أن جذورها تعود إلى الماضي، فتاريخ اكتشاف السيجار يعود إلى ما قبل اكتشاف كريستوف كولومبوس لأمريكا، حين وصل إلى الجزيرة في عام 1492، أرسل اثنين من مساعديه لاستكشافها، هناك التقيا بالسكان المحليين، وفي لقائهما مع رئيس القبيلة وكعربون صداقة، قدموا لهما كهدية لفافة من الأوراق الجافة، كانوا يطلقون عليها اسم "كوهيبا".

وحينما وصل كولومبوس إلى جزر الباهاما، قابل سكان عراة الجسد، قدموا له فواكه ورماح خشبية، وكتب كولومبوس في مذكراته: "أن المواطنين جلبوا له بعض الفواكه والأوراق المجففة التي اتسمت برائحة مميزة"، وأضاف أن الأوربيين تناولوا الفاكهة وألقوا الأوراق في البحر.

وحينما أبحر كولومبوس مرة أخرى إلى إحدى الجزر، التي أطلق عليها فيما بعد اسم "كوبا"، وتم تكريمه من قبل السكان المحليين بعدد من التماثيل الصغيرة، كما قام شعوب أمريكا الأصليين المعروفين باسم تاينو، بإحاطة كولومبوس وفي أفواههم أوراقا جافة مشتعلة.

ويعتقد أن أول مدخن أوروبي للسيجار الكوبي، هو رودريغو دي خيريز، أحد أفراد الطقم الإسباني المصاحب لـ"كولومبوس".

وعقب 470 عامًا، بدأ الحارس الشخصي لفيدل كاسترو في مشاركة القائد تدخين سيجار محلي الصنع، يقوم بتصنيعه رجل يدعى إدواردوا ريبيرا، وأحب "كاسترو" تلك الماركة المحلية التي تم تصنيعها عام 1966، أي بعد سبع سنوات من الثورة الكوبية.

ورغم الازدهار الذي شهدته صناعة السيجار في أوروبا، لدرجة أنها أصبحت تجارة عالمية لها ثقلها في السوق الدولي، فإن صناعة أفخر وأجود أنواع السيجار في العالم لا تنسب لها، بل ظلت حرفة لها أسرارها الخاصة التي ينفرد بإتقانها أهل جزر الكاريبي وسكان دولة كوبا تحديدًا، وبقت وحدها المصدر الوحيد لسيجار الأثرياء في العالم، حتى إن الأمريكان حاولوا زراعة التبغ الخاص بالسيجار الكوبي في أمريكا نفسها، لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى جودة ونكهة السيجار الكوبي الساحرة.

وقد فرضت الولايات المتحدة سيطرتها على الأراضي الكوبية لفترة من الزمن، قامت خلالها بالتدخل والسيطرة على صناعة السيجار في كوبا، إلى أن تم تأميم هذه الصناعة بعد الثورة الشيوعية الكوبية، التي تزعمها تشي جيفارا وفيديل كاسترو في عام 1956م.

يعود سر جودة وغلاء سعر السيجار الكوبي، إلى أنه مصنوع من أجود وأقدم أوراق التبغ المزروعة في تربة كوبا الخصبة، والتي تم تخميرها لأوقات طويلة حتى تعطي نكهاتها الأصيلة التي تجذب عشاق التدخين من مختلف بلاد العالم.

ذلك بالإضافة إلى أن صناعته وطريقة لفه تتم بشكل يدوي بالكامل، وهو السبب الثاني وراء غلاء سعر السيجار الكوبي، حيث يجلس العمال- أغلبهم من النساء- في مصانع خاصة للسيجار توجد غالبا في العاصمة "هافانا"، ويقومون بتنظيف أوراق التبغ ومعالجتها بطريقة خاصة ثم لفه وتغليفه بمواصفات معينة حتى يخرج بشكله النهائي الفاخر الذي يتوافر بأنواع وأحجام ونكهات مختلفة ترضي مختلف الأذواق. ولعل سبب وصف السيجار الكوبي بأنه "السيجار الذي يلف على سيقان العذارى" يعود إلى دور النساء البارز في صناعة السيجار الكوبي.

ومن أشهر العلامات التجارية للسيجار الكوبي، كوهيبا ومونتيكريستو وروميو وجولييت وبارتاغاس.

وتعتبر صناعة السيجار من أهم وأكبر الصناعات المربحة لدولة كوبا، حتى أنها تحرص على تحضير مهرجان سنوي للسيجار الكوبي تسعي من خلاله كبرى الشركات المنتجة للسيجار في كوبا لجذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة مبيعاتها السنوية.

واسم كوهيبا مميز، فقد ظهرت في منتصف الستينات في هافانا، كوبا. ما زال انتاج هذا السيجار جارياً حتى اليوم وبالشهرة نفسها. يبلغ ثمن علبة السيجار هذه 750 دولارا، أي 35 دولارا للسيجار الواحد. يوفّر هذا السيجار نكهة قويّة مما يجعله مفضّلا لدى مدخنيه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com