لاجئة سوريّة تتحوّل إلى سيّدة أعمال في الأردن
لاجئة سوريّة تتحوّل إلى سيّدة أعمال في الأردنلاجئة سوريّة تتحوّل إلى سيّدة أعمال في الأردن

لاجئة سوريّة تتحوّل إلى سيّدة أعمال في الأردن

تجلس إلى جانب طاولة كبيرة، ترتدي حجابها الأبيض، تحمل في يدها سيجارة، وفي الأخرى كوبًا من القهوة، لتبدو كسيدة أعمال عربية متحضرة.

لارا شاهين، لاجئة سورية، 34 عامًا، انتقلت من سوريا إلى الأردن منذ ما يقرب من 4 سنوات، حين بدأت الثورة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، الذي ألقى القبض على أشقائها، ومن بعدها غادرت هي وأهلها دمشق.

وبحسب صحيفة "نيوز ويك"، ذهبت "لارا" برفقة والدتها ووالدها وشقيقتها الصغيرة إلى العاصمة الأردنية عمّان، في حين هرب إخوتها الصبيان إلى ألمانيا، وفي ظل تلك الظروف لم يكن أمام "لارا" حل سوى تحمل نفقات والديها وشقيقتها التي لم تتعد عمر الـ17 سنة.

اتجهت لارا في بداية رحلتها إلى العمل الإغاثي، حيث عملت هي و5 نساء في مساعدة النازحين إلى دمشق من المناطق المنكوبة، ثم مع تدهور الوضع، اضطرت النساء إلى السفر للاستقرار في عمّان منذ عام 2012.

واستمرت النساء في العمل الإغاثي، حيث استطعن إغاثة السوريين الفارين من المناطق المنكوبة إلى الأردن، من خلال توفير الإسعافات والطعام والشراب والمأوى، وتضيف: "مع مرور الوقت، طالت الأزمة السورية ولم نعد نعرف متى ستنتهي، تزامنا مع ارتفاع أعداد الفارين إلى الأردن وقلة المساعدات"، لذلك سعت "لارا" في مشروع يُغني السوريين عن المساعدات، وقررت أن يكون هذا المشروع خاصا بالنساء لأنهن العنصر الأكبر في الأردن، فنجحت في افتتاح مشروع "جاسمين" للمشغولات اليدوية.

وحول بداية المشروع قالت: "استأجرنا مكانًا صغيرًا في عمّان، ودعونا السيدات اللاتي لديهن مهارة في صناعة المشغولات اليدوية، وأخريات لديهن النية في التعلم"، وقالت: "من خلال دورات تدريبية تمكنا من تعليم حوالي 40 سيدة الحرف مثل: الصوف والشموع وصناعة الصابون وغيرها من المواد".

وأضافت: "مع مرور الوقت، استطاعت مؤسسة جاسمين تنمية مواهب السيدات، وتسويق منتجاتهن في الأسواق، التي تشمل الرسم على الزجاج وصناعة الصابون العربي، والشموع بكافة الأنواع والأشكال، إلى جانب الورد الصناعي".

وأشارت "لارا" إلى أنّ منتجات "جاسمين" توسعت لتشمل المربيات، والزيتون، والمقدوس الشامي، وكرات اللبنة المغطسة بالزيت، ودبس الرمان، ودبس البندورة.

وتدرك "شاهين" أّن فكرة مشروع "جاسمين" ليست بالجديدة، لكنها ترى أن سر مشروعها في ما حققه من استمرار ونجاح فاق المشاريع المشابهة، واستطاعته أن يداوم على رعاية الأسر المشاركة بالمشروع.

وتقول: "تستطيع السيدة المشاركة بالعمل في بيتها، لتوفير تكاليف المواصلات، ثم ترسل منتجاتها لمقر المشروع ليقوم المنظمون بتسويق المنتجات"، ومن بين المشاركات في المشروع ستينية بلا معيل "رفضت ذكر اسمها"، قدمت من حمص إلى عمّان بعد أن قصفت قوات النظام السوري بيتها في حي الوعر وفقدت ولدها هناك، مصطحبة أحفادها الأربعة وأولادها، ليعيشوا في غرفة صغيرة في عمّان.

هذه الستينية المسنة، التي رفضت المساعدات من الجمعيات طلبت من سيدات "جاسمين"، أن يعلمنها صناعة المنتوجات اليدوية، لتنطلق بعملها وتروج منتوجاتها الخاصة في حيّها الذي تقطن فيه، واستطاعت من أرباحها أن تستأجر منزلاً كبيراً لأسرتها وتقوم بتأثيثه بالكامل.

الدكتور الأردني عبد الله الشواهنة داعم المشروع، الذي أسهم في انطلاقه وإدارته، يؤكد أن هدف "جاسمين" تشغيل العوائل السورية لتعف نفسها عن سؤال الناس والطلب من الجمعيات.

ويطمح الشواهنة إلى أن يصل عدد الأسرة المعالة من مشروع "جاسمين" الى 200 أسرة مع نهاية عام 2015.

وتتفق شاهين والدكتور الشواهنة على أن الصعوبة التي يواجهها المشروع، تكمن في تسويق كافة منتجات "جاسمين"، وتمويل الحملات التسويقية والإنتاجية؛ ما يطرح الحاجة للانتقال لسوق عربية أخرى.

وانتقلت بعض السيدات اللاتي كن يعملن في المركز إلى السويد وتركيا وألمانيا، إلا أنهن لم يهجرن الحرف اليدوية، بل بادرن بنقل تلك المهن إلى بلاد المهجر.

وتكشف "لارا" عن ردود الفعل الإيجابية التي يتلقاها المركز، وذلك عقب نجاحهن في تصدير المنتجات إلى بلاد أخرى خارج الأردن، مثل: تركيا وألمانيا وبريطانيا وكندا ومصر والسعودية، ودول الخليج الأخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com