دراسة: 23% من التونسيين يساعدون زوجاتهم في الأعمال المنزلية
دراسة: 23% من التونسيين يساعدون زوجاتهم في الأعمال المنزليةدراسة: 23% من التونسيين يساعدون زوجاتهم في الأعمال المنزلية

دراسة: 23% من التونسيين يساعدون زوجاتهم في الأعمال المنزلية

وجدت دراسة شملت 3 مدن تونسية كبرى؛ العاصمة تونس وسوسة وصفاقس، أن 23 % من الرجال يقومون بالأعمال المنزلية، ويساعدون نساءهم في الغسل والكي والتنظيف والطبخ.., وكل ما كانت تقوم به المرأة بمفردها في الأعوام الأخيرة من القرن الماضي.

وأكدت جاكلين فيارتي، رئيسة جمعية إيطالية مختصة في العلاقات الزوجية التي أعدت الدراسة، أن مشاركة الرجل لزوجته في الأعمال المنزلية يعد مؤشراً "إيجابياً للغاية"، لترسيخ السعادة الزوجية مضيفة أن المرأة التونسية عرفت تقدماً كبيراً عبر العصور في سبيل تحصيل حقوقها وتحقيق ذاتها مشيرة إلى أن أهمّ إنجاز حققته يتمثّل في خوضها مجال العمل الذي أثبتت فيه جدارتها.

 وأشارت جاكلين إلى أن المرأة مقابل الامتيازات التي حصلت عليها خسرت راحتها، مؤكدة أنها ظلت ولمدة طويلة تلعب كل الأدوار في المنزل؛ إذ إنها الزوجة والأم والقائمة بكل الأعمال المنزلية، فضلاً عن دورها كموظفة في العمل، مضيفة أن دور العمل هو الوحيد تقريباً الذي كان يشاركها فيه الرجل.

وأكدت جاكلين أن الدراسة التي قامت بعملية إحصائية فيها شملت 200 عائلة في مدن؛ العاصمة تونس وسوسة وصفاقس كشفت أن 46 رجلاً يساعدون نساءهم بشكل كبير في القيام بالأعمال المنزلية.

وأضافت أن البقية من الرجال الذين يمثلون 77 % يكتفون بالعمل وقضاء أوقاتهم بين المقاهي، وذلك بحسب التقاليد الاجتماعية الراسخة في البلاد، في حين تعود النساء إلى منازلهن للترتيب والطبخ والاهتمام بالأطفال .

 وقالت جاكلين "بعض الرجال في تونس كما في العالم العربي ما زالت لهم قناعة تفيد أن المسائل المنزلية من مشمولات النساء، وتبقى بمثابة الاختصاص الحصري بهن"، عازية ذلك لأسباب كثيرة مرتبطة بتربيتهم وإلى التقاليد والعادات الاجتماعية التي رسخت في أذهانهم منذ الصغر؛ حتى اعتقدوا أن الأعمال المنزلية "تحطّ من رجولتهم وتمسّ من قدرهم".

من جانبه أكد الباحث الاجتماعي محمود سرسوط أن الرجل التونسي وعلى الرغم من تحرره وتمسكه بمبدأ المساواة مع المرأة، فإنه وبشكل عام هو رجل شرقي، ويعتبر أن "البيت هو مملكة المرأة" ويؤمن بأن المسائل المنزلية تبقى من اختصاصها؛ حتى وإن كانت هذه المرأة وزيرة أو طبيبة أو مهندسة أو أستاذة جامعية.

وشدّد الباحث على أن التدبير المنزلي مثل؛ التنظيف والغسل والكي والطبخ وتربية الأطفال وحتى تدريسهم، وشراء حاجيات المنزل كلها من مشمولات المرأة، مضيفاً أن قلة من الرجال يعتبرون التسوق مثلاً من مهامهم.

 وأضاف سرسوط أن العادات السائدة في مجتمعنا العربي عامة تعتبر أنّ التدبير المنزلي والطبخ "من اختصاص المرأة"، مشدداً على أن الأمر "لا يشكّل قاعدةً عامة"، باعتبار أن هناك بعض الرجال في تونس، كما في بعض البلدان العربية، الأخرى يساعدون نساءهم وربما يقومون أكثر بما يتعلق بالمهام المنزلية.

 وأفاد الباحث أن بعض الميسورين من الرجال انتدبوا مساعدات منزلية لزوجاتهم اللواتي يشتغلن، لرفع تأنيب الضمير عن أنفسهم، مضيفاً أنه ومقابل ذلك هناك  بعض الزوجات اللواتي رفضن المساعدات المنزلية، وتحملن المسؤولية كاملة برغبتهن ورضاهن.

وفي سياق متصل نوه الباحث في علم النفس، علي الكبير، إلى أن مشاركة الرجال النساء في الأعمال المنزلية، يخفف العبء عنهن، ويجعلهنّ أكثر سعادةً، ويزداد شعورهن بالعدل والرضا، مؤكداً أن العلاقات العائلية والزوجية والمودة تتوطد وتتماسك أكثر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com