البحارة لا يدركون الأشياء مثل الذين يعيشون على البر
البحارة لا يدركون الأشياء مثل الذين يعيشون على البرالبحارة لا يدركون الأشياء مثل الذين يعيشون على البر

البحارة لا يدركون الأشياء مثل الذين يعيشون على البر

يعرض المركز الإقليمي للتصوير لغاية 29 مايو في بلدة دوشي ليمين معرضًا تحت عنوان "أضواء أوليس"، مخصّصًا للفنانة اليونانية إيفانجيليا كرنيوتي.

لقد نالت هذه الأخيرة جائزة الجمهور لمهرجان كريتال للمرأة عن فيلمها إيروتيكا، بالإضافة إلى جائزتين من جوائز "سيزار" اليونانية لأكاديمية اليونانية للسينما لأفضل فيلم وثائقي.

وتعتبر إيفانجيليا كرنيوتي واحدة من الفنانين الذين يمكن أن يذهبوا إلى أقاصي الدنيا، في الظروف الصعبة،  حيث تعيش أعلى الحقائق وأعمقها".

رحلة 3 سنوات

في الواقع، شدّت الفنانة الشابة الرحال وحدها لمدة أربع سنوات، على متن ناقلات النفط وسفن الشحن وسفن الحاويات والسفن التجارية اليونانية. وأنفقت 3 سنوات لالتقاط آلاف الصور، و450 ساعة لجمع هذه اللقطات في فيلم يحكي لنا الحياة البحرية بين الخيال والتحقيق الوثائقي، وجدارية أسطورية وقصة اجتماعية ليصبح الفيلم مرآة مائية للمعذّبين في هذه الأرض.

تجارة بحرية وتبادل إيروتيكي

خلال هذه الرحلات، جالت الفنانة الشابة إيفانجيليا كرنيوتي في العالم واستطلعته، من خلال ما لا يقل عن 12 عبورًا في أكثر من 20 بلدًا، من مضيق ماجلان إلى آسيا، عبر القطب الشمالي، وبنما على حدود البحر الأسود. جولة حقيقية حول العالم و 8 سنوات من التيه، لتجلب إلينا صورًا ورؤى انتزعتها من فضاءات يسكنها البشر.

ومما لا شك فيه أنها قاسمت البحارة الذين التقتهم، فكرة أن هناك حقيقة لا يمكن العثور عليها إلا على سطح الماء لأن البحر هو بيئة ملموسة لنمط من الرجال الذين لا يعيشون مثل أبناء الأرض فالبحارة لا يدركون الأشياء، ولا يرغبون  ولا يشعرون مثل الذين يعيشون على البر.

أطفال كبار

تقول الفنانة الشابة إيفانجيليا كرنيوتي إن معظم الرجال الذين يعيشون فوق البر يفرضون قوتهم بالمال أما البحارة فهم أطفال كبار منبهرون دائمًا بالحكاية، ويعيشون في فضول كبير منذ البداية. فهم على الأرض مجرد عابري سبيل. ولديهم لغة مختلفة عن لغة الأرض.

بحارة وشابات

ومن خلال إظهار هذه الوجوه التي لا يكلف المجتمع نفسه عناء النظر إليها فإن الفنانة اليونانية لا تكتفي بإعطاء جسد لعمال البحر، بل تمنحهم أيضا لحمًا بجروحه، وبرغباته وشكاويه.

معرض "أضواء أوليسيس" يراها النقاد وقفة أخرى في هذه المغامرة الطويلة التي قامت بها الفنانة الشابة منذ أكثر من عشر سنوات فالصور المعروضة تأتي إذن من هذه الرحلات العديدة التي استطاعت خلالها الفنانة أن تعيش وأن تنسج روابط عميقة، مثل جسور، مع البحارة ومع العاهرات في جميع أنحاء العالم.

ومن هذا القرب الوثيق، وُلدت آلاف الصور، وفيلم عن حياة هؤلاء الناس الذين يعيشون في عزلة عن العالم في خفاء التجارة البحرية وعالم التبادل الإيروتيكي المقيد بالثمن والرسوم.

بُعدٌ شعري

إيفانجيليا كرنيوتي لا تسيَس حياة البحارة الذين تلتقط صورهم، وإنما تضفي الطابع الشعري لوجودهم بالتقاط الأضواء والأجواء الملونة التي ترافق رحلاتهم التي ترافقها المناظر الطبيعية الخلابة والنساء اللواتي يلتقون بهن ويرافقنهن.

جدارية

مع كاميراته 5D تُهدينا إيفانجيليا جدارية رائعة في شكل طرس (مخطوط على رق). وترقى في صورها الرائعة إلى الممارسة الحوارية عالية التصوير التي لا تهتم بتسجيل المظاهر قدر حرصها على إنتاج أشكال بصفتها محتويات مترسبة.

إنها طريقتها في البقاء وفيّة لأرض الوطن، فيما وراء البحار والأراضي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com