"البعاد" في أفغانستان.. الرجال يخطئون والفتيات يدفعن الثمن
"البعاد" في أفغانستان.. الرجال يخطئون والفتيات يدفعن الثمن"البعاد" في أفغانستان.. الرجال يخطئون والفتيات يدفعن الثمن

"البعاد" في أفغانستان.. الرجال يخطئون والفتيات يدفعن الثمن

تعاني الفتيات في أفغانستان من تقليد قبلي قديم يطلق عليه "البعاد" والذي يعني تقديم العائلات لفتياتها العذراوات كفدية لإنهاء العداوة وفض المنازعة مع عائلة ارتكب ضدها أحد ذوي الفتاة الذكور جريمة معينة من قبيل القتل أو الخطف.

في الأثناء، يعتصم معلم أفغاني يبلغ من العمر 24 عاما أمام  مبنى المجلس التشريعي في أفغانستان منذ أكثر من ثلاثة أسابيع احتجاجًا على ممارسة "البعاد" بحق الفتيات، ودفعن لثمن جريمة لم يقمن بارتكابها.

وحث عادل، البالغ من العمر 24 عامًا، النواب لإقرار تشريعات في مجال حقوق المرأة، التي من شأنها أن تحظر "البعاد" الذي ذكرت الأمم المتحدة بأنه تفشى في البلاد وأكثر شيوعًا بين البشتون.

وقال عادل، الذي يجلس في خيمة نصبت أمام جدار البرلمان في وسط كابول "الرجال يبيعون أخواتهم وبناتهم تحت اسم الزواج بدون موافقتهن، ولا تعيش الفتيات حياة كريمة كزوجة شخص ما، ولا حتى كعبدة لجميع أفراد الأسرة، بل إنهن يعاملن كالحيوانات".

يقول البعض من الفتيات، والنساء إنهن تعرضن للضرب وسوء المعاملة، و في بعض الحالات يدفعن أروحاهن ثمناً ويقُتلن.

وصرحت ضحية البعاد، البالغة من العمر 22 عامًا، من ولاية باروان شرق البلاد، لشبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية كيف أنها أعطيت لرجل في أواخر الأربعينيات، وكان متزوجًا بالفعل ولديه ثمانية أطفال.

وقالت الشبكة الإخبارية، إن هذه الفتاة، التي رفضت الكشف عن هويتها، وجدت نفسها مستخدمة كورقة مساومة من قبل شقيقها الذي أطلق النار بالخطأ على أحد الرجال، بقريتها، بسبب نزاع على أرض.

وقالت الفتاة "وافقت عائلته فقط على السلام والمصالحة مع عائلتنا إذا زوجتهم أسرتنا اثنتين من الفتيات".

وأضافت الفتاة "كان هذا من حظي السيئ، وفي نهاية المطاف وافقوا على تزويج فتاة واحدة، حينئذ جاء والدي وبكى، وقال لي إذا لم أوافق سيقتلون أخي".

وأكدت الفتاة أنها تعرضت للأذى كثيرًا بعد زواجها، فكانت تعامل من أهل بيت زوجها كعدو، وكثيرًا ما تعرضت للضرب حتى من أبناء زوجها.

وأكدت الفتاة غضبها قائلة "أنا لن أغفر أبدًا لعائلتي ما قاموا به تجاهي، فكانت لدي الآمال الكثيرة المتعلقة بمستقبلي، فكنت أريد أن أصبح طبيبة ولكن ذلك الآن لن يحدث أبدًا".

وأشارت الشبكة الإخبارية الأمريكية، إلى أن تلك الممارسة لم تقتصر على الفتيات البالغات فقط، ولكنها شملت أيضًا الأطفال الصغار.

أما شاكيلا، ذات الثامنة من عمرها، فقد هجم على منزلها مجموعة من الرجال المسلحين، ودفعوها بعيدًا، وأخذوها وابنة عمها، لأن أحد أعمامها هرب مع زوجة رجل قوي بالقرية.

كما جاء احتجاج عادل من خلال التجارب القاسية التي مر بها، بسبب تلك الممارسة، فهو ينحدر من ولاية بكتيا الريفية، معقل البشتون، حيث اتباع العادات والتقاليد العشائرية.

وتم تزويج اثنتين من شقيقاته، إحداهما كان عمرها 12 عامًا فقط، من أجل حل نزاع، فيما تلقت عائلته أيضًا اثنتين من النساء في حادث مماثل، ولكنه منفصل.

وأثارت ممارسة البعاد ردود فعل مختلفة، فتم اقتراح مشروع قانون يتضمن دفع تلك الممارسة ضمن قانون القضاء على العنف ضد المرأة.

ويقترح مشروع القانون توسيع قائمة الانتهاكات ضد المرأة، التي من شأنها أن تكون غير قانونية بموجب القانون الأفغاني.

وقال النائب المحافظ البارز نذير أحمد في العام 2013 "هذا القانون يفرق الأسرة بالمعنى الجماعي ويدمر المجتمع".

وقال محمد سالم الحسني، وهو رجل دين شيعي يدعم الحملة، "البعاد" يشجع "ثقافة الحصانة" بين المجتمعات الريفية.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com