ميادين مصر ليست للاعتصامات فقط
ميادين مصر ليست للاعتصامات فقطميادين مصر ليست للاعتصامات فقط

ميادين مصر ليست للاعتصامات فقط

اعتاد المصريون، في السنوات الأخيرة، التجمع في الميادين العامة سعياً وراء تحقيق المطالب العظيمة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، إلا أن ابراهيم صفوت، أحد منظمي الاعتصامات والذي قاد الآلاف من المتظاهرين في الشوارع، يتوجه اليوم لتلك الميادين من أجل غاية مختلفة تماماً، حيث قال "لقد كنت سميناً بعض الشيء ".

ويعد ابراهيم رئيس مجموعة "عداؤو القاهرة" الذين يجتمعون كل صباح يوم جمعة وذلك قبل أن يتوجه الجميع لتأدية الصلاة.

وحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا ايكونوميست" فقد رأت هذه المجموعة النور لأول مرة من على موقع فيسبوك العام 2012، كما لم يكن يتجاوز عدد المشتركين في المجموعة التي أنشأها ابراهيم وبعض الأصدقاء على شبكة التواصل الاجتماعي في بادئ الأمر العشرات.

أما الآن، فالمجموعة تجذب 3000 شخص إلى نشاطاتها في الجري؛ إذ يتم تغيير أمكنة الجري المحددة وطولها كل أسبوع، وبلغت هذه النشاطات أوجها في الماراثون الذي عقد في الـ 15 من ابريل / نيسان 2016.

وقبل أن يظهر ابراهيم وأصدقاؤه ويستلموا زمام الأمور في الشوارع، تواجد العديد من العدائين، إلى جانب العدائين المنتسبين للأندية، إلا أنهم لم يكونوا يخرجون بالكامل للجري بل تبقى الأغلبية في البيوت؛ حيث تحول الأرصفة المتكسرة والطرق المليئة بالحفر واكتظاظ حركة السير، التي تجعل حتى المشي خطراً، وفقدان المساحات الخضراء وانتشار الهواء الملوث والحرارة العالية و خطر التعرض للتحرش، بين الجميع وبين ممارسة رياضة الجري وتمنحه صورة منفرة .

لكن في صباحات الجمعة، تبدو الشوارع على غير العادة هادئة والهواء منعشاً. فأصبح في كل أسبوع، يثير موكب الشباب والشابات اليافعين أعين المارة، فترى العدائين ذكوراً وإناثاً مرتدين زي الرياضة وينطلقون بهمة وثبات في موكبهم المعهود والذي يتداخله القليل من التحرش.

ولا تثير أعداد العدائين الهواجس فقد أصبح مشهدهم مألوفاً، وها هم عداؤو القاهرة يعتبرون اليوم مانحين الحياة لثقافة الجري، ليس في القاهرة فحسب، بل أيضا في الاسكندرية والاسماعيلية .

ورغم ذلك، لا يمارس أغلب المصريين الرياضة حيث معدلات الإصابة بالسكري في ازدياد.

ويرى أصحاب المبادرة الهدف الحقيقي لها هو تحويل المبادرة من نشاط اجتماعي إلى روتين للياقة والمتعة، فأثناء الجري يقف بعض العدائين لشرب الماء والتقاط صور السيلفي بينما يستمتع آخرون بالمشاهد حولهم.

يقول أيمن جميه أحد المؤسسين "نريد أن يتواجد شيء في الشارع بعيدا كل البعد عن السياسة ".

ولكن السياسة لا تكف عن أن تطل برأسها كل مرة، فعندما نظمت المجموعة أحد النشاطات بالقرب من أهرامات الجيزة العام الماضي، حاولت الشرطة منعها رغم منحهم الموافقية القبلية، إلا أن الصخب والاحتجاج الذي شهدته مواقع التواصل الاجتماعي أجبر رجال الشرطة على التردد في القيام بذلك .

 إن حلم المجموعة يتلخص في قدرتها على تنظيم ماراثون في القاهرة على غرار ذلك الذي في بيروت ولكن الأمر يتطلب دعماً من الحكومة. يقول جميه: "لسنا قريبين من التوصل إلى تفاهم مع الحكومة بهذا الخصوص".

 وبدا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكثر ميلاً إلى دعم العدائين، فقد خرج بنفسه ممتطياً دراجته الهوائية في الطرقات العامة بهدف توعية المجتمع بفوائد اللياقة البدينة، كما قابل الرئيس المصري المجموعة حين كانوا في أحد أنشطتهم؛ حيث وصف جميه الحادثة بقوله "لقد أوقف سيارته والتقط معنا الصور وسألنا عما نفعل ".

إن بذل المزيد من الجهد في مثل هذه المبادرات ربما يدفع بالرئيس السيسي أن يتجاوز مخاوفه حيال المجموعات الكبيرة من الشباب اليافع الذي تحركه دوافعه الرياضية أكثر من أي شيء آخر، وفق جيمه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com