هل هَرِم المجتمع التونسي ..؟
هل هَرِم المجتمع التونسي ..؟هل هَرِم المجتمع التونسي ..؟

هل هَرِم المجتمع التونسي ..؟

كشف المعهد الوطني للإحصاء بتونس، أن المجتمع التونسي تهرم وأصبح عدد الذين تتجاوز أعمارهم  الـ65 عامًا، 800 ألف حاليًا وأن هذا العدد مرشح لبلوغ حوالي المليونين بعد 20 عامًا.

وكان وزير الشؤون الاجتماعية التونسي محمود بن رمضان، قد أكد منذ أيام أن التحولات الاجتماعية تستوجب وضع خطة استشراف تمكن فئة الشيوخ الذين ارتفع عددهم بشكل لافت، من راتب عمري يضمن لهم العيش الكريم، مضيفا أن ما كشفه معهد الإحصاء ينذر بـ "تهرم" أو "تشيخ"، الهرم السكاني بتونس بعد كشف عملية الإحصاء للسكان عن مخاوف كبيرة لدى الخبراء العاملين في الحقل الاجتماعي لما ستؤول إليه الخارطة الديموغرافية.

وفي سياق متصل تفيد دراسات الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري الحكومية، أن "التشيخ السكاني" سيلقي بظلاله الثقيلة في أفق يسبق ما قبل العام 2034، وذلك على مستوى الانفاق على الصحة، كما سيؤدي إلى اختلال أنظمة التأمينات الاجتماعية، في ظل ارتفاع نسبة كبار السن مقابل تقلص عدد الولادات، وبالتالي فإن عدد السكان في سن العمل، سيفرض نفقات لمدد أطول في مجال التقاعد إزاء صناديق اجتماعية هي في الأصل في حالة إفلاس، فيما أن الفئات المنتجة ستتضاءل قياسا إلى صغار السن المتقلص عددهم تدريجيا، ولذلك فإنه وبصفة آلية سيكون ضغط كبار السن قوياً على المجتمع.

تصحر سكاني بسبب نظام تحديد النسل

وتابعت الدراسة أن تونس حالياً، بصدد التصحر السكاني، بعكس الدول المجاورة التي ما زالت تحافظ على نسبة نمو ديموغرافي عالية، في الوقت الذي ينتظر فيه أن يصل عدد سكان الجزائر والمغرب إلى ما بين 50 و60 مليون نسمة، وليبيا إلى 10 أو 11 مليوناً في 2035، مقابل عدم تجاوز تونس في نفس الفترة عددا لا يفوق 13 مليونًا فقط، على الرغم أن نتائج عملية التعداد السكاني للعام 2014 في تونس أكدت أن عدد السكان يبلغ 10 ملايين و982 ألفًا و754 نسمة بما في ذلك المقيمين الأجانب بصفة دائمة. وأكدت ذات الدراسة أن توازنات جديدة وملحة تفترض الاستعداد ومن الآن لفترة تصحر سكاني كانت بعض البلدان الأوروبية قد وصلتها رغم مواجهتها لنظام التنظيم العائلي وتحديد النسل.

تقلص عدد الصغار وتضخم عدد الشيوخ

و ذكرت إحصائيات الدراسة أن جميع الفئات العمرية ستعرف تقلصًا ما عدا سن الـ80 عامًا فما فوق، حيث ستصل نسبة هذه الشريحة العمرية إلى 12,8% عام 2019، ثم إلى 17,7% في العام 2029، مقابل تحديد تمثيل الشريحة الأقل من 5 أعوام بـ 5,3% في العام 2029، وهو ما سينعكس على تقييم عدد النشطين وتفاقم عدد الطلبات الإضافية التي سيواجهها سوق العمل، والتي تقتضي مواصلة المجهود المبذول وتدعيمه لإحداث أكثر ما يمكن من مواطن الشغل.

انخفاض مؤشر الخصوبة وتقلص نسبة الوفيات

من ناحية أخرى أكدت الدراسة أن "تهرم المجتمع التونسي" يعود إلى العديد من الأسباب منها انخفاض مؤشر الخصوبة وتقلص نسبة الوفيات التي انخفضت من 15 وفاة على كل ألف ساكن في العام 1966 إلى 5,8 في العام 2002، وكذلك تطور أمل الحياة عند الولادة الذي مر من 67,1 في العام 1984 إلى 73 في العام 2002 ليبلغ 77 سنة عام 2030.

وأكدت الدراسة أن هذا "التهرم" ستكون له انعكاسات اجتماعية على جميع الميادين الصحية والتغطية الاجتماعية والتقاعد والتعليم والتكوين والتشغيل والسكن وغيرها، مشددة على أنه ومن خلال هذه الدراسة ستكون تونس بصدد "التشيخ" أو " التهرم" وطغيان عدد كبار السن وبصورة سريعة، وخاصة من الناحية الاقتصادية التي ستكون فيها الفئات النشيطة المنتجة مضطرة لإعالة أعداد أكبر من غير الناشطين، فيما سيزداد إنفاق المزيد على كبار السن، ما بعد الكهولة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com