ازدياد إقبال الأتراك على برامج الزواج التلفزيونية
ازدياد إقبال الأتراك على برامج الزواج التلفزيونيةازدياد إقبال الأتراك على برامج الزواج التلفزيونية

ازدياد إقبال الأتراك على برامج الزواج التلفزيونية

شهدت الأعوام الأخيرة زيادة في إقبال الأتراك على متابعة برامج الزواج التلفزيونية التي تحولت إلى ظاهرة على الرغم من الانتقادات التي تطالها.

وفي الوقت الذي يرى بعض المشاهدين في تلك الظاهرة حالة صحية تجتذب الشباب التركي، وتواجه عزوف شريحة واسعة منهم عن الزواج، يرى آخرون فيها مجرد "ترويج إعلامي" غايته الإبهار، وتنعكس نتائجه السلبية على المجتمع وعاداته، في ظل غياب الخصوصية، وجرأة الطرح.

ومن أشهر برامج الزواج في المحطات التركية، برنامج "تزوجني/إيفلين بنيملا" على قناة "آي تي في" تقدمة المذيعة الشهيرة، إسراء آرول، التي تعدّ الأعلى أجرًا بين الإعلاميين الأتراك.

وتعرض تلك البرامج السيرة الشخصية للمتقدمين للزواج، ليتم اختيار الشريك وفقاً لرؤية البرنامج، وتهيئة موعد على الهواء بين الجنسَين، ليتكفل البرنامج بمصاريف الزواج والحفل في حال موافقة الطرفَين عليه.

ويرى مواطنون محافظون في تلك البرامج تجاوزاً لعادات شريحة واسعة من المجتمع التركي المحافظ، وضرباً لقيم المؤسسة العائلية.

في حين يقول المتحمسون لتلك البرامج، إنها واحدة من الحلول المجدية لمواجهة عزوف الشباب عن الزواج، وانتشار ظاهرة العزوبية، نتيجة خيارٍ شخصي، أو بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية للشباب، وعدم قدرتهم على تحمل نفقات الزواج، في ظل انتشار الفقر، وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب التي تجاوزت 19%.

وتعدّ مراسيم الزواج في تركيا، الأعلى كلفة في المنطقة، وتتمحور حول احتفالات الخطبة والحنَّة والعُرس، بالإضافة إلى امتلاك بيت للزوجية، وتأثيثه، ويضاف إلى ذلك الارتفاع الفاحش للمهور.

ووفقاً لأرقام هيئة الإحصاء التركية، التي أصدرتها نهاية العام الماضي، فإن حالات الزواج باتت في تراجع، مقابل ارتفاع حالات الطلاق، التي ازادت بنسبة 45% مقارنة بمعدل الزواج.

وفي ظل الانفتاح الذي عاشته تركيا خلال العقود الماضية، يرى محللون أن سياسات الحكومة التركية، منذ تأسيس الدولة التركية العلمانية الحديثة، على يد مصطفى كمال أتاتورك في عشرينيات القرن الماضي، أسهمت في تغيير نظرة شريحة واسعة من الشباب، للمؤسسة الزوجية؛ ما يُعدّ تغييراً في المنظومة القيمية للمجتمع.

إذ يميل الكثير من الشباب التركي إلى الاستقلالية، والنفور من الارتباط الشرعي، والاتجاه نحو روابط جديدة غريبة عن بنية المجتمع التركي، هي أقرب إلى طريقة عيش الأوروبيين، على الرغم من محاولات حزب العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية، بث الروح في المؤسسة الزوجية، منذ استلامه مقاليد الحكم في البلاد العام 2002.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com