"الكنافة" تحول طالبا فلسطينيا إلى "نجم" في تونس
"الكنافة" تحول طالبا فلسطينيا إلى "نجم" في تونس"الكنافة" تحول طالبا فلسطينيا إلى "نجم" في تونس

"الكنافة" تحول طالبا فلسطينيا إلى "نجم" في تونس

لم يكن خليل المصري، الطالب الفلسطيني الذي قدِم إلى تونس لدراسة اختصاص الطب البيطري في إحدى الجامعات، يعتقد للحظة أنه سيتحول إلى نجم معروف في مدينة بنزرت التونسية حيث يقيم منذ أكثر من 7 أعوام.



ولكن عشقه لفن الطبخ وإعداد حلوى "الكنافة" الفلسطينية جعله ذائع الصيت، ليس فقط في بنزرت (شمال شرق) وإنما في البلاد ككل.

فقد أصبح خليل المصري، قبلة للكثير من محبي الكنافة النابلسية الشهيرة.

وإلى جانب دارسته في المدرسة العليا للطب البيطري بمدينة سيدي ثابت، بمحافظة أريانة شمال العاصمة تونس، اختار خليل أن يمارس نشاطا موازيا لتوفير نفقاته اليومية وإيجار المسكن الذي يقطنه.

واختار الشاب "الميناء القديم"، في إحدى المناطق المعروفة بكثرة الحركة وسط مدينة بنزرت لينشئ مشروعا بسيطا في بدايته وهو عربة صغيرة على شكل مطعم متجول لبيع الكنافة النابلسية.



وتبدو قصة المصري، مع مشروع "الكنافة المتجولة" ملهمة ومثيرة بالفعل، إذ تعود بدايتها إلى سنة 2015، عندما حصل الطالب الفلسطيني، المولود في منطقة بيت حنون شمال غزة، على منحة حكومية للدراسة في تونس.

وكان أحرز المركز الأول في اختبار الثانوية العامة ليختار اختصاص الطب البيطري في المدرسة العليا بسيدي ثابت.

كما قرر بعد انطلاق العام الدراسي أن يقيم في مدينة بنزرت (60 كيلومترًا عن العاصمة تونس)، وشيئا فشيئا بدأ الزائر الجديد يتعرف إلى سكان المدينة ويعرف الكثير من عاداتهم وتقاليدهم وخاصة في مجال الطبخ وأطباق الطعام.

"أول ما وطأت أقدامي أرض تونس، بدأت في التعرف على الناس، توطدت علاقتي شيئا فشيئا بزملائي الطلبة ثم بجيراني، دخلت منازل الكثير من أصدقائي ولكن فكرة المطعم المتجول الذي أنشأته لعبت الصدفة دورا كبيرا في إطلاقه ونجاحه"، بهذه العبارات تحدث خليل المصري، عن مشروع بيع "الكنافة" على متن عربة متجولة في وسط مدينة بنزرت.



وقال لـ"إرم نيوز"، إنه "فوجئ بحب التونسيين لحلوى الكنافة وإقبالهم عليها ليس فقط خلال شهر رمضان وإنما على امتداد أشهر السنة".

وأشار إلى أن ذلك "دفعه إلى التفكير في صنع الكنافة وبيعها يوميا مع التنقل في الشوارع على متن عربة صغيرة بها قِدر لطهو الكنافة وأطقم لتصنيفها وتقديمها إلى المتذوقين".

وأضاف "عند بدايتي لم آخذ الفكرة على مَحمل الجد، كانت رغبتي إيثار بعض الأصدقاء، لكن بعد كثرة الطلب عليها، فكرت في أن أعِدّها على الطريقة النابلسية المميزة وتوزيعها".

وتابع أنه "في البداية كانت الأمور صعبة جدّا خاصة أن بعض التجار في المنطقة التي أتردد عليها أبدوا تبرما مما أصنعه".

وأردف "لكن بفضل مساعدة صديقين لي، من مدينة بنزرت، نجحت في عمل مطعم متجول للكنافة بطريقة خاصة، وذلك اعتمادًا على عربة خشبية مع التنقل إلى الحرفاء لعرض هذا النوع من الحلويات".



وقال الشاب الفلسطيني إن "الكنافة النابلسية بالجبن العكاوي، وهو نوع من الأجبان من مدينة "عكا" الفلسطينية، تلقى إقبالا كبيرا هناك في فلسطين".

وزاد "اكتشفت أيضا أن التونسيين يعرفونها جيدا.. مكوناتها بسيطة ولكن طريقة إعدادها ليست سهلة، تتكون أساسًا من الجبن الأبيض المملح والسمن وعجين الكنافة مع الشحور".

ولفت إلى أنه "في تونس هناك عشق للمكسرات والفواكه الجافة وهو ما دفعني إلى إضافة الفستق، تطبخ الكنافة وجوبا في أوان نحاسية حتى تتماسك جيدا، ويتم تقديمها بعد أن تبرد بطريقة جيدة."

وكشف الطالب الفلسطيني، أن "بضاعته لقيت رواجا كبيرا بعد أن أعجب بمذاقها الكثير من سكان مدينة بنزرت، حتى أن العربة المتجولة التي ينقل على متنها الكنافة الفلسطينية أصبحت تحظى بشهرة كبيرة على منصات التواصل، فيما يقف العشرات في طابور طويل انتظارا لحصولهم على طبق الكنافة".

وتداول الكثير من التونسيين على منصات التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع مسجلة للشاب الفلسطيني وهو يبيع الكنافة على عربته الصغيرة المزدانة بالألوان.

واعتبر عدد من المتابعين أن تجربة الطالب الفلسطيني خليل، تعد ملهمة وتكشف عن رغبة جامحة في النجاح وكسب القوت بعيدا عن التواكل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com