ما أسباب انتشار البطالة بين اللاجئين في السويد؟
ما أسباب انتشار البطالة بين اللاجئين في السويد؟ما أسباب انتشار البطالة بين اللاجئين في السويد؟

ما أسباب انتشار البطالة بين اللاجئين في السويد؟

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أخيرا، شكاوى من اللاجئين في السويد، تمحورت حول معاناتهم في إيجاد فرص العمل وتفاقم أزمة البطالة في البلاد، فضلا عن تدني الأجور والرواتب.

واصطدمت الشكاوى مع تصريحات الحكومة السويدية التي أكدت فيها أن الوظائف الشاغرة في أعلى مستوى لها منذ سنوات.

وقالت وزيرة العمل إيفا نوردمارك الأسبوع الماضي "السويد تشهد انتعاشا قويا للغاية في سوق العمل.

وتوجه "إرم نيوز" لاستطلاع حقيقة ما يجري في سوق العمل السويدي عبر رصد آراء عدد من اللاجئين العرب في السويد.

من سعى وجد

تبين من خلال أغلبية الآراء التي رصدها "إرم نيوز" أن سبب الأزمة هو ازدياد ظاهرة المماطلة في الحصول على العمل في الآونة الاخيرة من قبل بعض المهاجرين، وزيادة حالات المراوغة والتحايل على صندوق التأمين ضد البطالة السويدي "A-kassa " بغرض الاعتماد على المساعدات المالية المقدمة من الدولة عوضا عن راتب العمل.

وقال بطرس درويش (32 عاما) وهو سويدي من أصول سورية لـ"إرم نيوز": "العمل متوفر وهناك الكثير من الفرص، لكن بعض اللاجئين، خصوصا الذين وصلوا أخيرا لا يريدون تكبّد عناء العمل، فالسوسيال (الجهة التي تمنح المساعدات الاجتماعية) والأكاسا (التعويض ضد البطالة) يقدمان لهم المساعدات المالية وهم جليسو المنزل".

ويمنح صندوق التأمين ضد البطالة في السويد A-kassa التعويض المعيشي لكل من عمل لمدة 6 أشهر على الأقل بمعدل لا يقل عن 80 ساعة في الشهر ثم طرد من عمله.

وعن التحايل على الـ A-kassa، قال درويش "اللاجئون يعملون لمدة عام، وبالاتفاق مع صاحب العمل، يتم طردهم، لكي يكسبوا إعانة الـ A-kassa، ويجلسوا في المنزل بعد الحصول على ما يعادل 80% من آخر راتب شهري، وبعضهم يعمل بطريقة غير شرعية (العمل الأسود)".

وأضاف درويش الذي يعمل تاجرا في ستوكهولهم "هناك فئة من اللاجئين تلجأ إلى المماطلة في البحث عن عمل عبر وضع قائمة وهمية بأسماء شركات يدّعون بأنهم زاروها ولم يحصلوا على العمل، وذلك بغرض استمرار حصولهم على الإعانة المالية دون عمل".

وضبط صندوق التأمين ضد البطالة أخيرا حالات لأشخاص يقدمون معلومات غير صحيحة عن عمد، بحسب موقع الصندوق على الإنترنت الذي جاء فيه أيضا عقوبة فقدان العضوية لكل من يقدم معلومات غير صحيحة أو مضللة تؤدي إلى تلقيه تعويضا أكثر مما يستحق.

وعن تلك الممارسات قال حبيب شهاب (61 عاما) وهو سوري يملك مطعما في مالمو: "افتتحت هذا المطعم منذ عشرة أعوام، وأحاول دائما مساعدة العرب القادمين حديثا إلى هنا، كون العمل في المطبخ لا يحتاج لغة سويدية، لكن لاحظنا أخيرا بأن معظم القادمين لا يرغبون بهذا العمل".

وعن محاولات المراوغة مع الـ A-kassa قال شهاب "لا أحد يجرؤ على الطلب مني صراحة طرده بعد ستة أشهر، لكنهم يهملون العمل ويتأخرون عن الدوام بعد مضي الشهر السادس لإجبارنا على الاستغناء عنهم، أو ربما يتذرعون بأنهم سينتقلون إلى مدينة أخرى، لكنني أعلم أنهم يريدون ترك العمل لغرض الحصول على المساعدة من الـ A-kassa".

شواغر سوق العمل

وفي المقابل، لم تنف بعض الحالات التي التقاها "إرم نيوز" وجود من يبحث عن عمل.

وهنا قالت سوزي الحاج (27 عاما) سويدية من أصول لبنانية لـ"إرم نيوز": "قضيت نحو 6 أشهر وأنا أبحث عن عمل، وكان من الممكن أن تكون الفترة أقصر، لكنني كنت أبحث عن فرصة نوعية".

وأضافت الحاج التي تعمل الآن في حقل الكتابة والإعلام "عندما أتينا إلى السويد في بداية موسم الهجرة كنا نقبل بأي عمل، ونسعى إليه كونه يعتبر شرطا للحصول على الإقامة الدائمة، لكن أخيرا لاحظنا أن اللاجئين لا يريدون أي عمل، ولا مانع لديهم من البقاء في المنزل والحصول على المساعدات المالية من الدولة".

وعن فرص العمل المتوفرة قالت الحاج "الحرف والمهن ووظائف المطاعم أو الفنادق أو دور المسنين، وهي أفضل الفرص في البداية لأنها لا تحتاج إلى مستويات عالية من اللغة، لكنني التقيت بعدد كبير من اللاجئين الذين لا يرغبون في العمل في هذه المهن".

وتصرف الحكومة السويدية للعاطل عن العمل مصروفا شهريا، ويزداد المبلغ في حال وجود أطفال في المنزل، وهذا ما يدفع اللاجئين لعدم السعي وراء العمل، كما يدفع المهاجرين لتفضيل السويد عن باقي الدول المانحة للجوء في أوروبا.

وهنا قال زياد ماردينلي (36 عاما) عراقي وصل منذ نحو 7 أشهر إلى ستوكهولم "منذ وصولي إلى السويد بدأت في تعلم اللغة، وبعد تجاوز المستوى الأول والثاني، خضعت إلى تدريب مهني لمدة 3 أشهر على قيادة الباص، وبعد أن أنهيته بدأت العمل".

ويعمل زياد الآن سائقا لباص مدرسة ابتدائية ويتقاضى نحو 5500 كرونة أي ما يعادل 500 دولار أمريكي، وقال لـ"إرم نيوز": "الذي يريد أن يعمل سيجد الشاغر، ومنذ بداية وصوله، فهناك الكثير من المحلات والمخابز العربية، وبالإمكان العمل فيها دون تحدث السويدية بطلاقة".

وفي تعليقه على ما يشاع عن أزمة بطالة وأجور، قال زياد "الأجور في البداية دائما تكون قليلة، وهذا طبيعي في أي بلد، لكن لا وجود لأزمة بطالة، ففي الأشهر الماضية وصل 4 شبان عرب أعرفهم، جميعهم يعملون الآن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com