توقيف بائع طعام متجول يثير استياء في تونس
أثار توقيف عناصر الأمن التونسي، السبت، بائع طعام متجولا، وحجز عربته، موجة استياء وجدلًا واسعًا، وسط مطالب بتمكينه من العودة لعمله.
وتم اقتياد بائع الطعام المتجول الحبيب البي إلى منطقة الأمن بباب الخضراء في تونس العاصمة، وإجباره على توقيع التزام حتى لا يعود للعمل إلا بعد حصوله على رخصة من البلدية.
واشتهر البائع الحبيب البي مؤخرًا في منطقة "باب الخضراء"، أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة تونس، بما يُعرف بـ"أكل الشارع".
ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقاطع فيديو يظهر فيها الحبيب البي وهو يعد الطعام ووجبة السحور للعشرات أمام عربته الصغيرة.
وقال الإعلامي التونسي ياسين الغايدي، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "بلغني وبكل أسف من بعض الأصدقاء أن الصديق الحبيب البي تم اقتياده ليلاً إلى مركز الشرطة وافتكاك عربته".
وأضاف الغايدي في تدوينته: "كنت في اتصال هاتفي معه الآن، وأكد لي احترامه للقانون، وأنه على استعداد ليقوم بكل الإجراءات التي طلبتها منه البلدية، علمًا أن كل شوارع باب الخضراء تحركت اقتصاديا بسبب الحبيب البي".
وجاء في تدوينة الغايدي أيضًا "شهادة حق في صديقنا حبيب البي، إنسان خلوق والابتسامة لا تفارقه.. الكثير من الحرفية والنظافة.. تأسفت كثيرا لما حصل له".
وقال الناشط في المجتمع المدني مراد العبيدي، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع فيسبوك: "الحقيقة.. منذ ليلة البارحة والجميع يسألني عن ما حدث بالضبط".
وأضاف العبيدي في تدوينته: "لقد قاموا بحجز عربته وأجبروه على إمضاء التزام حتى لا يعود للعمل بلا رخصة.. هو قال إنه متفهم لما حصل ولا يريد مخالفة القانون".
وتابع: "منذ سنوات وكل التونسيين يأكلون من باب الخضراء.. لماذا اليوم بالذات؟.. هذه العربات موجودة في كل العالم وفي كل مكان.. دعوا الشباب يعمل.. هناك مقاهٍ ومطاعم ليس لها رخص وتعمل منذ سنوات ولم تمنعهم الدولة من ذلك".
بدوره، قال الناشط السياسي أحمد حمري، في تدوينة نشرها على فيسبوك: "قاموا بتوقيفه وسألوه منذ متى بدأ يُصلي".
وأضاف حمري في تدوينته: "يريدون قتل حلمه.. أيها الجهلة أكل الشارع موجود في كل دول العالم.. في تونس إما أن تقدم الرشوة أو يقوموا بمنعك من العمل".
وقال الإعلامي أمام الله منصوري، في تدوينة على فيسبوك: "هل يمكن أن ينجح أحد في هذا البلد وهو ملتحٍ ومحبوب الناس؟.. تم تلفيق قضية للحبيب البي ومنعوه من العمل وحجزوا عربته.. افعلوا ذلك ثم لا تتساءلوا لماذا يهاجر التونسيون".
وجاء في تدوينة نشرها الناشط في المجتمع المدني وائل بن المولدي: "لقد ابتكر فكرة جديدة ونجحت، وبعده الكثير من عربات الأكل قاموا بتحسين جودة أكلهم ومظهرهم".
وأضاف بن المولدي: "لقد خلق ثورة فكرية إنتاجية جديدة.. أعطى الأمل للعاطلين عن العمل.. عوض أن ندعمه ليكون عبرة للشباب نقوم بتعطيله ونحجز عربته".
