بوطبيلة.. مسحراتي تونس "يخرق" حظر التجول من أجل إيقاظ الناس للسحور (فيديو إرم)
لا تزال مهنة "المسحراتي" في تونس تقاوم وتأبى الاندثار على الرغم من تغير الزمن والتطور التكنولوجي، الذي يغني الناس عن هذا الرجل الذي يضرب الطبل بعصاه لإيقاظهم لتناول وجبة السحور.
ومع تراجع حضور المسحراتي المعروف في تونس باسم "بوطبيلة" في المدن الكبرى، تحافظ بعض القرى على هذه العادة التي تقترن بشهر الصيام ويرى فيها كثيرون بركة وتأصيلا لعادات اجتماعية وحماية لها من الاندثار.
ويبدأ الشيخ الستيني المتقاعد محمد الحبيب الكواش رحلته عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وعلى امتداد ساعتين يجوب الشوارع حاملا طبلا على كتفه، فيُحدث قرعا من حين إلى آخر ويدعو الناس إلى الاستيقاظ للسحور.
ويواجه الكواش في رمضان هذا العام وضعا استثنائيا مع فرض حظر التجول منذ الساعة العاشرة ليلا، ويؤكد لـ"إرم نيوز" أنه حصل على ترخيص من السلطات المحلية للتجول ليلا والقيام بمهمته، ويحدد الرجل وجهته والشوارع والأحياء التي سيجوبها لينهي المهمة قبل وقت الإمساك.
وتقول زوجته سامية الكواش لـ"إرم نيوز"، إنّ زوجها ألف هذا العمل ولا يرغب في التفريط فيه، فهي تقاليد ترافق حلول شهر رمضان يحرص على إحيائها ولا يبتغي منها كسبا ماديا بل هو عمل تطوعي من شاء منحه مقابل ذلك مالا ومن لم يشأ فلا شيء عليه.
وتضيف سامية: "أخاف عليه حين يشتغل ليلا بلا رخصة، ربما يتعرض لمضايقات من المواطنين الذين ينزعج بعضهم من وقع الطبل، فالوقت تغير وكثيرون لا يحبذون الاستيقاظ على إيقاع قرع الطبول، أما وقد تحصل على رخصة من السلط يمكنني أن أنام مطمئنة عليه، فهو أب وصاحب عائلة".
ويجد كثير من التونسيين متعة في رؤية "بوطبيلة" مع حلول شهر رمضان ويفخرون لاستمرار هذه العادة الأصيلة التي تعكس شعورا بالبركة تحل مع حلول الشهر الكريم.
