مذيعات في السودان يخلعن الحجاب بعد الثورة (فيديو إرم)
لم يكن مألوفا على مدار 30 عاما من حكم البشير أن تظهر السودانيات عبر التلفزيونات المحلية دون غطاء للرأس والعنق؛ غير أن "سودان ما بعد الثورة" أفسح المجال أمام المذيعات للظهور على شاشة التلفزيون الرسمي وبعض القنوات الخاصة دون إلزامهن بوضع "الطرحة" وهي غطاء يوضع على الجزء الخلفي من الرأس، ولا يمكن اعتبارها "حجابا" بالمعنى الشرعي.
الجدل المحتدم في السودان حول ظهور بعض النساء في وسائل الإعلام دون "الطرحة"؛ عده البعض حالة طبيعية في بلد يحاول سكانه ـ على محافظتهم ـ استغلال ما جادت به الثورة من حريات كانت مسلوبة وفي حدود ما تسمح به العادات والتقاليد التي تكبل الجميع وتحديدا النساء.
ولم تسلم الصحفيات ممن خلعن الحجاب أو "الطرحة" مع أفول شمس نظام البشير من الانتقاد الذي وصل درجة التنمر؛ وإن كسبن إعجاب بعض الرافضات لخلعه ومساندة زملاء المهنة من دعاة احترام الخصوصية.
المذيعات السودانيات وهن يتخلصن من إرث النظام السابق؛ اعتبرن أن خلع الحجاب من عدمه، لا يجب أن يكون المعيار الوحيد للحكم على تجربتهن الإعلامية؛ وأن نجاح هذه الصحفية أو تلك يقاس بقيمة المحتوى الذي تقدمه وليس الشكل فقط ـ على أهميته ـ في حين يجب أن لا يخالف لبس الصحفيات قواعد الاحتشام التي قد يشكل الخروج عليها استفزازا للمجتمع والمشاهد.
يقول الإعلاميون في السودان: إن الحريات شهدت انفراجة كبيرة ما بعد الثورة، وإن الجدل الدائر بشأن خلع حجاب المذيعات، يجب ألّا يخطف الأضواء من أولويات القطاع الذي ما زال يعاني بعض العقبات المتعلقة بالعقلية وغياب إستراتيجية واضحة للتعاطي مع واقع جديد يتطلب التخلص منه جهدا ليس باليسير.
