في زمن الحجر المنزلي.. " طباخات اليوتيوب" يحضرن موائد الجزائريين عن بعد
في زمن الحجر المنزلي.. " طباخات اليوتيوب" يحضرن موائد الجزائريين عن بعدفي زمن الحجر المنزلي.. " طباخات اليوتيوب" يحضرن موائد الجزائريين عن بعد

في زمن الحجر المنزلي.. " طباخات اليوتيوب" يحضرن موائد الجزائريين عن بعد

كسرت سيدات جزائريات اقتحمن عالم الطبخ من بوابة "اليوتيوب" احتكار الأطباق التقليدية وحتى العصرية واستطعن منافسة الوصفات المتوارثة من جيل لآخر، فتحولن إلى ظاهرة تحظى بمتابعة الملايين من المشاهدين في الجزائر وحتى من خارجها.

ومع إغلاق المطاعم ومحلات بيع الحلويات والأكل السريع، المترتبة عن إجراءات الحجر الصحي لمواجهة فيروس كورونا المستجد، حرصت النساء الجزائريات على خلق البديل بوصفات تُلبي أذواق جميع أفراد العائلة، متسلحات بقنوات "اليوتيوب"، التي شهدت انتعاشا في الآونة الأخيرة.

وجولة بسيطة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي تكفي لملاحظة عشرات الفيديوهات لما بات يُسمى بـ"طباخات اليوتيوب"، اللواتي يقدمن وصفات متعددة ومتنوعة في الأكل والحلويات والمرطبات وحتى كعك أعياد الميلاد والخطوبة.

أم وليد وأخواتها

وتربعت عدّة سيدات على عرش قنوات "اليوتيوب" وبتن يقُدن المطابخ الجزائرية ويتصرفن في قوائم الأكل عن بعد، على غرار سيدة معروفة باسم "أم وليد"، التي لا يظهر من فيديوهاتها إلا صورة يديها، لكنها نجحت قناتها في استقطاب أكثر من 7 ملايين مشترك.

وتعتبر القناة الخاصة بأم وليد، من أكثر القنوات مشاهدة على "اليوتيوب"، حتى أنها تفوقت على قنوات تلفزيونية خاصة بالطبخ وغيرها، إذ تحظى وصفاتها بمشاهدات تصلُ أحيانا إلى الـ20 مليونا للفيديو الواحد، منها فيديو تحضير البيتزا، الذي لا تتعدى مدته الزمنية الربع ساعة، غير أنه حصد 18 مليون مشاهدة بالرغم من أن وصفات البيتزا  لا تُعد ولا تُحصى على الإنترنت.

ولعل ما يميز أم وليد، حسب متابعيها، هو توفيقها بين تقديم وصفات ناجحة وبسيطة وبميزانية معقولة في متناول أغلب العائلات الجزائرية.



الجيل الصاعد

والأسماء في هذا المجال باتت عديدة، ومن الجيل الصاعد نجدُ الشابة "سارة حناش"، التي تحظى بمتابعة 350 ألف مشترك مع سنة واحدة من فتح قناتها، وتصنعُ هذه الأيام وصفتها الخاصة بأشهر الحلويات في رمضان بالجزائر وهي "قلب لوز"، وتتصدر الحديث على منصات التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع إجراءات الإغلاق وعزوف المواطنين عن اقتنائها من محلات بيع الحلويات خوفا من عدوى فيروس كورونا.



وتقول "سارة حناش" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن ولعها بالطبخ ليس وليد اليوم إلا أنها قررت مشاركة وصفاتها على "اليوتيوب" بعد إصرار وتشجيع من محيطها لإظهار موهبتها في الطبخ.

وتُضيف "كنت مجرد بائعة في محل للحلويات بالجزائر العاصمة، غير أن شغفي دفعني للاحتكاك بصُناعها في المطبخ عن طريق المشاركة في إعداد بعض الحلويات وهو ما ساعدني في صقل موهبتي أكثر، من دون أن ألتحق بمدارس التعليم".

وأشارت حناش إلى أن وصفاتها قطعت حدود الجزائر لتصل إلى الدول المجاورة كتونس والمغرب وحتى الضفة الأخرى من المتوسط، وتقول "تصلني أصداء إيجابية عن ما أقدمه وهو ما يسعدني كثيرًا ويحفزني لتقديم المزيد ونجاح النساء في إعداد أطباقي أعتبره نجاحًا لي في المقام الأول".

"أمية" الطبخ

تُقر السيدة نادية شريف، صحافية متخصصة في شؤون المرأة بظهور الكثير من القنوات الخاصة بالطبخ والتدابير المنزلية في الآونة الأخيرة "لدرجة الحيرة أيها تتابعين".

وتضيف لـ"إرم نيوز ": "أصبحت هذه القنوات مُنقذًا للسيدات خاصة في الأوقات الحرجة ومدرسة تتخرج منها المرأة بشهادة احتراف".

وأكدت قائلة: "شخصيًا تعلمت العديد من الوصفات مع أسرار نجاحها والمقادير المضبوطة، لم أعد أفكر كثيرًا ماذا سأطبخ لأني بكبسة زر أجد مئات الخيارات وهو شأن جميع النساء سيما المبتدئات في الطبخ والعاملات".

وفي المقابل تقول سمية بن نور، وهي صيدلانية أنها متابعة لعدة قنوات على "يوتيوب"، لكنها تفضل سارة حناش نظرًا لطريقتها في إيصال المعلومة والإنجاز المبسط والمفهوم للوصفات، موضحة "وصفاتها ناجحة ولا أجد أي مشكل في تجسيدها".

وتضيف "هناك أم وليد الغنية عن التعريف فوصفاتها ألجأ إليها في الأوقات الحرجة وأعتقد أنها المنقذ الوحيد في عز الأزمة حيث بأبسط المكونات تصنعين ألذ الأطباق وكذلك  الشاف وليد الذي أصبحت مؤخرا من متابعيه حيث أنني أكتشف أسرار المطبخ العصري من خلال الأطباق التي يقدمها".

ويرى مراقبون أن العامل الأساسي الذي ساعد في نجاح "طباخات اليوتيوب" هو غياب خدمة التوصيل في الجزائر وكذا ثقافة خادمات المنزل، وهو ما يجعل المرأة الجزائرية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمطبخ حتى لو تقلدت أعلى المناصب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com