سيف أحمد الغرير.. من صياد فقير إلى أحد أغنى أغنياء العرب
سيف أحمد الغرير.. من صياد فقير إلى أحد أغنى أغنياء العربسيف أحمد الغرير.. من صياد فقير إلى أحد أغنى أغنياء العرب

سيف أحمد الغرير.. من صياد فقير إلى أحد أغنى أغنياء العرب

حياة مديدة وثرية تلك التي عرفها رجل الأعمال الإماراتي سيف بن أحمد الغرير، الذي رحل عن عالمنا، اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز الـ95.

ورغم أن ثروة سيف الغرير وعائلته بلغت في 2015 3,4 مليار دولار، وصنفته "فوربس" في المرتبة العاشرة كأغنى أغنياء العرب، واحتل المركز السادس في دولة الإمارات والمركز 1284 عالميًا في عام 2018، بثروة بلغت 1,9 مليار دولار، إلا أن رجل الأعمال الإماراتي الراحل لم تكن حياته دومًا بهذا الرغد.

بيت من طين ومياه آسنة

ولد سيف، الابن البكر لأحمد الغرير، في منطقة الديرة على ساحل دبي عام 1924 في عائلة مكونة من 9 أفراد.

وعرف سيف حياة صعبة، حيث كانت إمارة دبي فقيرة إبان طفولته، وعاشت عائلته في بيت طيني، وكانت تمضي فصول الصيف الحارة والرطبة في الخيام، كما كانوا يضطرون لتصفية مياه الشرب باستخدام المناخل من الديدان التي تملؤها، وحملت والدته مريم سيف السلاح دومًا لغرض الحماية في تلك الأيام.

ومع ذلك، ترعرع سيف على الصيد والتجارة وعرف مسالكهما منذ نعومة أظفاره، فقد امتلك والده أحمد الغرير قوارب للغوص وصيد اللؤلؤ، ونشطت تجارته حتى بدايات القرن الـ20، مما جعل عائلته أحد المساهمين البارزين في نهضة دبي الحديثة.

انخرط سيف في سن المراهقة في صيد اللؤلؤ، كونه الابن الأكبر في عائلته، ورغم أنه كان فتيًا إلا أنه كان يمضي شهورًا عدة متواصلة في عرض البحر، يعيش فيها على الأرز والتمر والسمك.

وكان أول ما امتهنه رجل الأعمال الراحل هو الحفاظ على حبات اللؤلؤ، حيث كان يضعها في صناديق خشبية صغيرة داخل المقصورة التي كان ينام فيها.

ورغم أن اللؤلؤ كان مصدر رزق عائلة الغرير، إلا أن هذه المهنة بدأت تضعف مع ظهور اللؤلؤ الياباني في ثلاثينات القرن الماضي، ما اضطر رب العائلة إلى تغيير مهنته التي عرفها طوال حياته، ليتجه نحو التجارة.

من صيد اللؤلؤ إلى التجارة

طورت عائلة الغرير مراكب صيد اللؤلؤ التي كانت تمتلكها، كي تتمكن من القيام برحلات أطول وتسع حملات أثقل، فبدأت بنقل التمر من العراق إلى أفريقيا والهند، والعودة بالأقمشة والمنسوجات والخشب الذي كان يصنع منه المراكب، وبعدها صار الذهب أيضًا ضمن تجارة العائلة، بعد أن أصبحت دبي مركزًا مهمًا للمعدن الأصفر.

ودغدغت التجارة قلب سيف الغرير في سن مبكرة، حيث كان يشتري السمك بكميات كبيرة من منطقة جميرا الشهيرة بالصيد، ليبيعها لطواقم السفن التجارية الهولندية الراسية في خور دبي.

ولاحقًا سافر إلى سلطنة عُمان لبيع سمك السردين للسفن التي تبحر عبر مضيق هرمز.

مع نهاية الخمسينيات، بدأت دبي تشهد نموًا متسارعًا في ظل حكم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، من خلال الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية، وهكذا أخذت دبي في الازدهار ومعها عائلة الغرير.

بداية الثراء

استمر طموح رجل الأعمال الراحل بالازدياد، ومع التطور السريع لدبي، أنشأ في عام 1960 "مجموعة الغرير" ليضمّ تحت لوائها الأعمال الخاصة بالعائلة، ومع الوقت توسعت أعمال العائلة، حتى شملت مجالات البيع بالتجزئة، والصناعة، والعقارات.

في عام 1967 قرر سيف وإخوته تأسيس ما عرف آنذاك ببنك عُمان، ليصبح اسمه في عام 1993 بنك المشرق، والذي يعتبر أحد أعرق البنوك الخاصة في الإمارات.

ومع انضمام دبي عام 1971 إلى بقية الإمارات لتكوين دولة الإمارات، أسست الدولة الناشئة بنيتها التحتية وقطاعها التجاري بشراكة مع بنك الغرير، معززة بذلك نموها الاقتصادي، ليصبح بنك المشرق بعدها المصدر الأساسي لثروة العائلة.

واستفادت عائلة الغرير إلى أقصى حد من الازدهار، فأسست شركة الإسمنت الوطنية في عام 1968، ثم أنشأت في عام 1976 شركة مطاحن الدقيق الأولية، وكانت كلتا الشركتين الأوليين من نوعهما في البلاد.

أصبح رجل الأعمال الراحل أحد أهم وأقدم وأثرى رجال الأعمال الإماراتيين، وكان رئيس مجموعة الغرير، وترأس غرفة تجارة وصناعة دبي، واتحاد غرف التجارة والصناعة الإماراتي. كما شغل عدة مناصب إدارية أخرى كعضويته في مجلس بلدية دبي (المجلس التنفيذي لدبي).

بصيرة حادة بعين واحدة

واجه سيف الغرير عندما كان صبيًا في إحدى رحلات الصيد إلى الهند، التي تخللتها آنذاك العواصف والرياح القوية، تهيجًا مؤلمًا في إحدى عينيه.

واضطر بوصوله مباشرة للهند إلى التوجه للطبيب، الذي خيّره بين ألم عينه أو فقدانها، فاختار أن يفقدها مقابل إيقاف الألم، مؤكدًا للطبيب أنه "لن يخسر سوى عين واحدة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com