"عطبرة" السودانية.. مدينة "الحديد والنار" تتنفس "ثورة"
"عطبرة" السودانية.. مدينة "الحديد والنار" تتنفس "ثورة""عطبرة" السودانية.. مدينة "الحديد والنار" تتنفس "ثورة"

"عطبرة" السودانية.. مدينة "الحديد والنار" تتنفس "ثورة"

مدينة "الحديد والنار"، أو عطبرة، كانت في طليعة ثورة كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ضد نظام المخلوع عمر البشير، وسيّرت بعد سقوط حكمه في  نيسان/أبريل الماضي، قطارًا من الثوار يدعم اعتصام القيادة في العاصمة الخرطوم.

وتستعد عطبرة الثائرة، للدفع بقطار آخر لحضور توقيع الاتفاق النهائي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير في 17 آب/ أغسطس الحالي.

وتبعد "عطبرة" عن العاصمة الخرطوم حوالي  310 كيلومترات شمالًا، وهي مركز صناعي مهم ونقطة اتصال بارزة تربط شمال السودان بشرقه، وواحدة من مدنه الكبيرة وتعرف بمدينة "الحديد والنار"، حيث توجد بها رئاسة سكك حديد السودان، وأهم وأكبر منشآتها الصناعية والإدارية.

كما ترتبط بخلة تاريخية نضالية ضد الاستعمار وكانت مهدًا للحركة النقابية في السودان.

وأعلنت قوى الحرية والتغيير، اليوم الجمعة، أن ثوار عطبرة سيدفعون بقطار في الـ 16 من آب/ أغسطس الحالي، لحضور التوقيع النهائي على وثيقة الإعلان الدستوري في العاصمة السودانية الخرطوم.

وقال القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير في ولاية نهر النيل مدحت عبد المنعم، إن قطار عطبرة سيشارك في احتفالات البلاد بتوقيع الاتفاق النهائي بين "التغيير" و "العسكري".

وأكد مدحت في تصريح، الجمعة، أن "القطار سيقوم بتنسيق بين قوى إعلان الحرية والتغيير ولجنة تسيير عمال سكة الحديد".

وأضاف مدحت، أن "سكة الحديد إحدى المؤسسات القومية المهمة التي عمل النظام البائد على تدميرها وتشريد عمالها"، مؤكدًا أن "تسيير القطار يعد مشاركة نوعية ورمزية للتذكير بأدوار سكة الحديد الوطنية منذ نشأتها من خلال نضالها ضد المستعمر وضد النظم الشمولية خاصة النظام البائد".

وأوضح مدحت، أن "تسيير القطار يأتي دلالة على أهمية تصحيح الأوضاع بسكة الحديد كناقل وطني مهم".

وعطبرة مدينة مقرن نيلين، تمامًا كالخرطوم، يلتقي عندها نهر عطبرة أو "العطبراوي" بنهر النيل، قبل أن يتجه بعدها النيل إلى مصر ليصب في البحر الأبيض المتوسط.

وتغنى العديد من الفنانين السودانيين بـ "عطبرة" ومواقفها البطولية على مر التاريخ السوداني القديم منه والحديث، شعرًا يشبه طبوغرافيا المدينة المرتفعة منهم جمال عبد الرحيم في رائعة "عطبرة" التي يقول فيها:"لما القطار صفَّر وقف بهرتني صورة عطبرة.. دي محطة الوطن الكبير كانت تضج متحضرة".

ومنها الراحل حسن خليفة الملقب بـ "العطبراوي" نسبة للمدينة، وهو فنان ومناضل تغنى بـ:"أنا سوداني" و"مرحبتين بلدنا حبابا"، وسيل من الأغاني الوطنية الخالدة عند السودانيين، بعض من أغانيه أدخلته المعتقلات والسجون لكنه ظل يرددها حتى مماته.

ولطالما غردت البلابل السودانية بعطبرة في رائعة "نسائم عطبرة الحلوة"، ويسألن القطار بلهفة:"متين ترحل تودينا.. نزور بلدًا حنان أهلها".

وكثير من المحطات السياسية البارزة والوطنية الخالصة وفي كل ضروب الحياة والمعرفة تكون عطبرة حاضرة بتاريخها وحاضرها ومستقبلها عند السودانيين.

وعمل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، بقوة، من أجل تدمير سكة حديد - شريان مدينة عطبرة- منذ تولّي الإسلاميين السلطة بانقلاب عسكري في 30  حزيران/ يونيو 1989، بحجة أن منتسبي سكة الحديد غالبيتهم من اليسار السياسي السوداني والشيوعيين.

وسبق الرئيس الراحل جعفر نميري، البشير، في تدمير سكك حديد عطبرة بعد خلافات سلطته مع الحزب الشيوعي السوداني إبان الانقلاب الشهير لهاشم العطا على حكم الجنرال نميري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com