تسجيل 20 حالة في 5 أشهر.. انتشار ظاهرة انتحار الأطفال يؤرق السلطات في تونس
تسجيل 20 حالة في 5 أشهر.. انتشار ظاهرة انتحار الأطفال يؤرق السلطات في تونستسجيل 20 حالة في 5 أشهر.. انتشار ظاهرة انتحار الأطفال يؤرق السلطات في تونس

تسجيل 20 حالة في 5 أشهر.. انتشار ظاهرة انتحار الأطفال يؤرق السلطات في تونس

أعادت واقعة انتحار طفل عمره 15 عامًا في تونس، الجدل حول أسباب ارتفاع ظاهرة الانتحار في صفوف الأطفال، ما دفع منظمات المجتمع المدني إلى إطلاق تحذيرات من انتشار الظاهرة.

وقال مختصون في علم الاجتماع إن تونس شهدت خلال السنوات الأخيرة (بعد ثورة يناير 2011 خصوصًا) ارتفاعًا متزايدًا في عدد حالات الانتحار في صفوف الأطفال والمراهقين.

ورأى المختصون أن الأسباب وراء تفاقم ظاهرة الانتحار تعود أساسًا إلى غياب التواصل والحوار داخل الأسرة وانتشار الفقر، إضافة إلى غياب الحملات التوعوية والنقص في الإحاطة التربوية والنفسية.

أرقام مرتفعة

وأظهرت أرقام حصرية، حصلت عليها "إرم نيوز" من المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أنه تم تسجيل 20 حالة انتحار في صفوف الأطفال دون سن الـ 15 سنة، خلال الفترة الممتدة بين كانون الثاني/يناير وأيار/ مايو 2019.

وشهد العام الماضي تسجيل 42 حالة انتحار في صفوف الأطفال، في حين وصلت أعداد حالات ومحاولات الانتحار سنة 2017 إلى 462 (34 منهم  أطفال دون الـ15 سنة)، وهي أرقام اعتبر مراقبون أنها مفزعة وتتطلب تدخلاً عاجلاً من قبل السلطات التونسية.

أسباب الظاهرة

وقالت منسقة المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، نجلاء عرفة، لـ "إرم نيوز"، إن السبب الرئيسي الذي يدفع الأطفال في تونس إلى الإقدام على الانتحار هو الضغط النفسي الذي يتعرضون له داخل المدارس وفي الأسرة، إضافة إلى تردي الظروف المادية لدى بعض الأسر التونسية، ما انعكس على نفسية الأطفال، مشيرة إلى أن طفلًا أقدم مؤخرًا على الانتحار لأن والده لم يجد المال ليشتري له ملابس عيد الفطر.

وأضافت أن الأطفال عادة ما يختارون وضع حد لحياتهم شنقًا هربًا من المشاكل العائلية أو هربًا من ضغط الامتحانات والتعنيف النفسي الذي يتعرضون له يوميًا داخل مدارسهم، إضافة إلى تعرضهم إلى العنف اللفظي والمعنوي.

وشددت نجلاء بن عرفة على أن المؤسسات التربوية فقدت دورها الأساسي في تربية الأطفال وتوعيتهم، مشيرة إلى أن المدارس اقتصر دورها اليوم على تلقين الدروس والمعلومات بعيدًا عن التربية والتوجيه.

عجز حكومي

وأكدت نجلاء بن عرفة أن السلطات التونسية لم تقم بحملات التوعية اللازمة للحد من هذه الظاهرة، رغم التحذيرات الأخيرة من قبل منظمات المجتمع المدني بخصوص تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة.

وأضافت أن السلطات التونسية أصبحت عاجزة عن حماية الطفل وتأطيره نفسيًا من خلال توفير أخصائيين اجتماعيين ونفسيين داخل المؤسسات التربوية.

كما اتهمت بن عرفة وسائل الإعلام في تونس بنشر ما وصفتها بـ"ثقافة الانتحار" لدى فئة الأطفال خصوصًا، نتيجة عدم التزامها بأخلاقيات المهنة وحرصها على تمرير مشاهد العنف وتمرير أخبار حالات الانتحار وسردها بالتفصيل دون احترام الضوابط المهنية، وفق قولها.

واعتبرت نجلاء بن عرفة أن وسائل الإعلام مطالبة بالعمل على توعية الأطفال ونشر ثقافة الحياة لديهم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com