تفاعل كويتي مع "مسن بدون" يعيش في غرفة من الصفيح
أثارت قضية مسن من فئة "البدون" في الكويت ردود فعل غاضبة من قبل نشطاء وحقوقيين تجاه السلطات المسؤولة، لما يتعرض له من ظروف إنسانية صعبة، وفق ما وثقه نشطاء تواصلوا معه للوقوف على ظروفه الصحية والمعيشية.
ويعاني المسن، ويدعى فالح الفرهود "بوحسن"، من ظروف صحية سيئة، ومن انتهاء بطاقته الأمنية بالإضافة إلى أنه لا يمتلك سكنًا مناسبًا.
وكان النشطاء قد نشروا فيديو للمسن البالغ ثمانين عامًا والوضع المعيشي الذي يتواجد فيه، حيث قالوا إن "بطاقته الأمنية منتهية منذ أعوام، وهو يعيش لدى إحدى العوائل المقربة له وهو عاجز وليس لديه أحد ويعيش في غرفة من الصفيح تفتقد للشروط الإنسانية البسيطة الملائمة لعمره ووضعه الصحي الحرج".
وتحت وسم #الفرهود_حبيس_الصفيح، انتقد مغردون المسؤولين في بلادهم "لتقصيرهم في إيجاد الحل السريع لهذا الرجل".
وقالت الأكاديمية شيخة الجاسم "حالة (فرهود) لا تليق بسمعة الكويت "الإنسانية" ونتوقع من المسؤولين التحرك السريع لمساعدته في الحصول على الحياة الكريمة التي يستحقها".
واعتبرت الأستاذة في جامعة الكويت ابتهال الخطيب أن التضامن مع حالة بوحسن واجب إنساني وقانوني "فالح الفرهود مسؤولية الدولة، فإن تخلت الدولة عنه، أصبح صوت الشعب هو الحكم".
ونشرت الناشطة الاجتماعية عبير الجمعة والتي رافقت المسن بوحسن منذ أيام، نشرت مقطع فيديو أثناء تواجده في المستشفى للفحص، قائلةً إن "الدكاترة يرفضون دخوله المستشفى بحجة أن حالته ما تستدعي"، مشيرة إلى أنه كان "يتلوى من الألم".
وتعاطفت الكاتبة أروى الوقيان مع حالة الرجل الإنسانية "الله يسامح الوقت والدنيا والزمن اللي يخلينا نستعطف المستشفيات ودور المسنين انها تقوم بدورها الطبيعي"
بدوره علق الكاتب سعود السنعوسي على الوضع الإنساني لـ بوحسن وقال: "أيحتاج الرجل كُل هذا الحشد من أجل أبسط الحقوق الإنسانية؟ كان من الأولى أن يُغلق هذا الملف من أول تغريدة".
وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية قد أكدت سابقاً متابعتها لحالة الرجل المسن وقيامها بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية "إعانة المرضى والنجاة الخيرية" والتي أبدت استعدادها في تقديم المساعدة، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.
وتتصدر قضية "البدون" في الكويت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بشكل متواصل، حيث تعتبر من القضايا الشائكة في البلاد منذ عشرات السنين وتتكرر المناقشات الشعبية والرسمية حولها بين فترة وأخرى، وسط مطالبات بوضع حل نهائي لما تواجهه هذه الفئة.
وسبق أن استحوذت قضية (صرخة بدون) قبل أيام اهتمام النشطاء والحقوقيين عقب ظهور شاب في مقطع فيديو قيل إنه من فئة "البدون" منهارًا مردداً: "متعب ومنهار، وأنه ينتظر حلاً منذ سنين وهو لا يعلم إن كان بدون أو كويتي أو عراقي"، الأمر الذي أثار ردود فعل من قبل النشطاء الذين طالبوا بإيجاد حل جذري لأبناء هذه الفئة.
وتقدر السلطات الكويتية عدد ”البدون“ بأقل من 100 ألف شخص، وتقول إن أكثر من نصفهم من جنسيات أخرى، بينما يتمسكون بمطلب الحصول على الجنسية الكويتية ويقولون إنهم مواطنون.
