"الخيمة" رمز انتخابي في الاستحقاقات الرئاسية الموريتانية (فيديو)
"الخيمة" رمز انتخابي في الاستحقاقات الرئاسية الموريتانية (فيديو)"الخيمة" رمز انتخابي في الاستحقاقات الرئاسية الموريتانية (فيديو)

"الخيمة" رمز انتخابي في الاستحقاقات الرئاسية الموريتانية (فيديو)

دخلت الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية في موريتانيا أسبوعها الثاني، وسط ارتفاع وتيرتها بشكل نسبي عمّا كانت عليه في أسبوعها الأول.

وتغير وجه العاصمة نواكشوط، وارتفعت مكبرات الصوت بالأغاني وشعارات هذا المرشح أو ذلك، وضربت الخيام في الشوارع والساحات العمومية، حيث يفضل الموريتانيون استخدامها دون غيرها في المناسبات الانتخابية، ففيها يجد الكل راحته، وتتسع للجميع، حتي أصبحت رمزًا انتخابيًا لاغنى عنه في أي استحقاقات تشهدها البلاد.

 وتقول مرام منت الغابد، صاحبة مبادرة لدعم أحد المرشحين، إن "الموريتانيين يفضلون استخدام الخيام لتكون مقرًا لإنعاش الحملات الانتخابية، كونها تتسع للجميع ويمكن نقلها بسهولة نحو أي مكان حسب الضرورة، كما أنها رمز تقليدي من رموز المجتمع الموريتاني، فقديمًا كانت السكن والمكان الذي يجتمع فيه الجميع، وعندما انتقل الموريتاني إلى المدينة اصطحبها معه لتبقى رمزًا لكل المناسبات".

وتضيف منت الغابد في حديث لـ "إرم نيوز": "الخيام تعتبر جاذبة للناخبين أكثر من غيرها نظرًا لمكانتها في نفوس الموريتانيين، كما أنها تسمح بتنظيم الحفلات والأنشطة الانتخابية بكل راحة نظرًا لفساحتها وأبوابها المفتوحه على جميع الاتجاهات".

خيام من الموروث 

ويتباهى الموريتانيون خلال المناسبات الانتخابية بخيامهم التي يضربونها لدعم مرشحيهم، ويقومون بجلب أجود أنواع الفراش من منازلهم والشركات العاملة في مجال تأجير الأثاث، بهدف إضفاء نوع من الفخامة على الخيم، وهو ما يغري المارة والمتجولين في الحملات، إلى جانب الحفلات التي يتم تنظيمها، ما يسمح بحضور أكبر عدد من الناخبين والعمل على إقناعهم للتصويت للمرشح الذي يدعمونه.

يقول الصحفي الموريتاني الشيخاني ولد سيدي إن "الخيمة التقليدية تحتل مكانة كبيرة في تاريخ الموريتانيين، وترمز لماضيهم الذي يعتزون به"، مضيفًا أن استخدامها بشكل كبير في الحملات الانتخابية، هو نوع من المحافظة على التراث الذي بدأت المدنية تحاصره من جميع الجهات.

ويضيف ولد سيدي في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "السياسيين يستغلون الخيام لتنظيم أنشطتهم السياسية، وإغراء ملاكها، بالمال والوعود والقرابة أحيانًا، لتعليق صورهم وعرض برامجهم الانتخابية لروادها، لذلك تعتبر الخيام في موريتانيا هي المكان المفضل لجلب الناخبين، وإغرائهم لحضور الأنشطة الداعمة لهذا المرشح أو ذاك، ثم محاولة إقناعهم للتصويت بعد ذلك".

منافس مغربي صيني

وفي الآونة الأخيرة ظهرت الخيام المغربية، والصينية كمنافس جديد للخيام التقليدية الموريتانية خاصة خلال الاستحقاقات الانتخابية، فكشفت الانتخابات الجارية حاليًا عن أنواع جديد من الخيام يختلف شكلها وطبيعة صناعتها عمّا هو مألوف لدى الموريتانيين.

وتعتبر الخيام المغربية تحديدًا المنافس الأول للخيام الموريتانية في انتخابات الرئاسة، نظرًا لعامل الجوار الذي يفرض نوعًا من التقارب الثقافي والعادات المشتركة بين البلدين، كما يتم استخدام هذه الخيام من قبل الموريتانيين القريبين جغرافيًا من الحدود الموريتانية المغربية، وقد غزت السوق خلال الأيام الأخيرة كميات كبيرة من الخيام المغربية، وتم استعمالها بشكل كبير خلال هذه الحملة.

ويرى بعض أصحاب الخيام في هذه الحملة أن الخيام الصينية أو المصنوعة في الصين، تختلف كليًا عن تلك المألوفة في هذه البلاد، أو في محيطها المغربي، كما أن ضيقها والخامة البلاستيكية التي صنعت منها، لا تصلح لموريتانيا التي تتميز بجو حار خاصة في هذه الفترة من الموسم، معتبرين أن الخيام يجب أن تصنع من القماش الطبيعي الذي يسمح بتسرب الهواء ويحجب شمس الصيف الحارقة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com