حملات تدعو إلى نبش القبور في مصر لتطهيرها من "السحر"
حملات تدعو إلى نبش القبور في مصر لتطهيرها من "السحر"حملات تدعو إلى نبش القبور في مصر لتطهيرها من "السحر"

حملات تدعو إلى نبش القبور في مصر لتطهيرها من "السحر"

ظهرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي في  مصر تدعو إلى إبطال مفعول الأسحار واستخراجها من المقابر، عن طريق فئة من الباحثين المختصين بذلك.

ولجأ الكثير من المصريين لهؤلاء الباحثين، وسمحوا لهم بالبحث في قبورهم، ما يفتح الباب للكثير من الاشكالات الدينية والتساؤل حول مدى مشروعية ذلك.

وترى الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة، والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر فرع الإسكندرية، بأن هذه "عادة قديمة، في القرى المصرية وصعيدها، يتم نبش القبور لاستخراج الأعمال أو وضعها، وهذا محرم ولا يجوز شرعًا".

وقالت الدكتورة آمنة إن إتيان الأعمال والشعوذة والدجل يخرجان من الملة، وكل هذه الأفعال من المورثات القديمة، وربما امتدت من أيام الفراعنة، موضحة: "من أتى السحر أو الساحر خرج من العقيدة".

وأضافت أستاذ علم العقيدة، في تصريح خاص لإرم نيوز، أن لجوء البعض من المصريين لمن يلقبون أنفسهم بالباحثين، وفتح القبور والعبث برفات الأموات بحثًا عن الأعمال، هو نوع من الهوس انتاب بعض الناس في هذا العصر، عندما يحدث فراغ عقدي وفراغ نفسي وعلمي، يتجهون لهذه الأمور الشاذة.

وأوضحت أن لجوء بعض الأفراد للمشعوذين ومطالبتهم بالتنقيب في القبور يشجع على الفساد، ومن الكليات والأصول الخمسة في الشريعة الإسلامية، هي حماية العقل والنفس، وهذا النوع من الناس قد يصابون بالجنون.

وطالبت الدكتورة آمنة نصير بتقنين ذلك الأمر، وأن يكون هناك قانون حازم يطبق بلا هوادة على المعتدين ونابشي القبور وهاتكي حرمة الموتى؛ لأن ذلك أمر في منتهى الخطورة.

وأشارت إلى أن استناد البعض لنصوص القرآن والسنة النبوية في وجود السحر والحسد، لا يبرر لهم ذلك، كما أن القرآن والسنة لم يأمرا الإنسان بذلك، ولكنهما يحرمان تلك الأفعال، ويكشفان عن كيفية اتقائه والاستعاذة منه، لافتة إلى أنه حتى لو الشخص لديه يقين بأنه مسحور والسحر في قبر معين، لا يجوز نبشه ويحرم ذلك الإسلام؛ فالقبور لها حرمة والعبث بها من أجل هذه الترهات أمر يحرمه ويجرمه الإسلام.

ومن جانبه، قال الدكتور محمود عبدالخالق، أستاذ الشريعة والفقه بجامعة الأزهر، إن نبش المقابر لا يجوز شرعًا وبه حرمانية، إلا في حالات الضرورة، بأن تكون المقبرة آيلة للسقوط، أو لدفن ميت آخر.

وتعجب أستاذ علم الشريعة قائلًا: "من أخبر هؤلاء المفتشين في القبور بأن بها أسحارًا أو أعمالًا كما يدعون"، متوقعًا أن تكون لهم أغراض أخرى قد تكون غير مشروعة وتخريبية، وقد يكون هؤلاء الباحثون هم من يدسون تلك التصاوير، والأعمال داخل المقابر لتحقيق المكاسب.

ورد الدكتور محمود عبد الخالق، على من يدعون أن عملهم ذلك غرضه تخليص الناس من السحر، بأنه عمل غير مقبول منهم عند الله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com