تصعيد نيابي وشعبي ملحوظ لقضية "البدون" في الكويت
تصعيد نيابي وشعبي ملحوظ لقضية "البدون" في الكويتتصعيد نيابي وشعبي ملحوظ لقضية "البدون" في الكويت

تصعيد نيابي وشعبي ملحوظ لقضية "البدون" في الكويت

تصدرت قضية "البدون" في الكويت، خلال الأيام القليلة الماضية، وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، حيث ثار بسببها سجال بين النشطاء والمهتمين بقضية هذه الفئة، بعد تصعيد النواب والنشطاء لمطالباتهم بإيجاد حل لهذه القضية ومنح "البدون" حقوقهم المدنية والاجتماعية.

تصعيد نيابي

وتطرق بعض النواب في البرلمان، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى قضية حقوق "البدون" المدنية ومناقشة مشروع قانون حول هذه الحقوق، تحت طائلة الاستجواب لوزير الداخلية الشيخ خالد الجراح، من قبل النائب محمد هايف المطيري؛ بسبب "التعسف والظلم الواقع على هذه الفئة".

وشهدت قاعة البرلمان، اليوم الثلاثاء، مناقشة هذا القانون، بعد أيام من مناقشته من قبل النشطاء عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعلن وزير الداخلية خالد الجراح استعداد الحكومة لمناقشة قانون الحقوق المدنية لـ "البدون"، في الجلسة المقبلة عقب أسبوعين، لعرض ما توصلت إليه الحكومة بهذا الخصوص.

الرأي الشرعي واستياء النشطاء

لم يقتصر النقاش على قاعة البرلمان، فقد سبق وأعلنت رابطة دعاة الكويت في بيان رسمي تداولته الحسابات الإخبارية، رفضها للتعسف تجاه فئة "البدون"، واصفةً من يقف ضد منح الحقوق المدنية والإنسانية لهذه الفئة "بالآثم وينبغي عليه مراجعة إيمانه".

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، شكلت القضية محور نقاش أبناء هذه الفئة والمهتمين بهذا الشأن، بدءًا بقضية الحسابات المصرفية لـ "البدون"، التي تمت إثارتها مؤخرًا عقب تداول أنباء عن إغلاق بعض حسابات "البدون" المنتهية بطاقاتهم الأمنية، إضافة إلى قضية حقوقهم المدنية والاجتماعية والمطالبة بإيجاد حل جذري لهذه القضية التي يعود تاريخها لعقود سابقة.

وكانت المحامية عبير الحداد المهتمة بهذه القضية، من أبرز الذين تطرقوا إليها، حيث قالت: "على كل كويتي شريف ألّا يقبل الظلم الواقع على إخواننا الكويتيين "البدون" نعم هم كويتيون وإن لم يملكوا الجنسية، كويتيون بالانتماء والإخلاص لتراب الكويت"، مضيفةً: "تم التضييق عليهم في إصدار عقود الزواج وشهادات الميلاد حتى لجأوا للقضاء واستمر هذا التضييق لسنوات إلى أن وصل إلى حرمانهم من رواتبهم ومصادرة حقهم في استلام أموالهم من البنوك، إما تقبل وتوقع إقرارًا بامتلاكك جنسية نحن نختارها، وإلّا لن يتم تجديد البطاقة".

واعتبر الصحفي عياد الحربي أن المماطلة في حل هذه القضية هو زيادة في معاناة فئة كبيرة في المجتمع، قائلًا: "كل مماطلة في محاولة إيجاد حلول ترقيعية لقضية #البدون من عيش كريم وحقوق مدنية هي ازدياد في معاناة وآلام وأوجاع فئة كبيرة تعيش على هذه الأرض الطيبة، ثم يأتي من يتغنى بأننا بلد الإنسانية. طل".

انتقادات أكاديمية

وبعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي، فلم يغب ملف هذه القضية الشائكة عن مقالات الكتَاب في الصحف اليومية الذين أبدوا تعاطفهم مع هذه الفئة، ومنهم الكاتب حسن العيسى الذي كتب في مقال نشرته صحيفة "الجريدة"، اليوم الثلاثاء، "حالة اللامبالاة نحو معاناة الآخر"غير الحامل للجنسية" ليس لها حل الآن؛ إذا ظلت عقلية هذه السلطة على ذاتها، وظلت بئر النفط تضخ مالًا سهلًا".

وأضاف العيسى في مقاله الذي حمل عنوان (لا مبالاة)، منتقدًا من يعارض حقوق هذه الفئة، "فهؤلاء "البدون" سيبقون على أوضاعهم "المريحة" هنا، بالنسبة إلى الدول التي قدموا منها، سواء كانوا هم أنفسهم أو أجدادهم وأجداد أجدادهم، فهم سيظلون الوعاء الذي يمكن أن تغرف منه وزارة الدفاع أو الداخلية بشرًا، في حالة نقص الأفراد الكويتيين العسكريين عند أي من الوزارتين، فهم "سبير" احتياط، وغير هذا هم لا شيء، فليبق وضعهم دون هوية، دون أي إثبات لهم كشخصيات كاملة الهوية القانونية، تستحق إثبات وجودها في أي معاملة مدنية، ما لم يبارك لهم الجهاز المركزي "لإثبات الوجود" ببطاقة ما".

وتحت عنوان (البدون.. مأساة وطن)، قال الكاتب والداعية الكويتي محمد العوضي: "إن أسلوب التعاطي الذي تقوم به اللجنة المركزية، لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير شرعية مع هذه الشريحة، يتنافى بشكل واضح وجليّ مع أحكام دين الله تعالى ومقاصده الشرعية، ويتعارض مع قوانين حقوق الإنسان الدولية ومقرراتها ونتائج اجتماعاتها واللجان المنبثقة عنها".

وأضاف في مقاله الذي نشرته صحيفة "الراي" المحلية، مؤخرًا: "يا عقلاء الكويت: محاربة "البدون" في أرزاقهم والتضييق عليهم في معيشتهم ظلم لا يرتضيه منصف فضلًا عن عاقل، وما نراه اليوم تجاوز حد المعقول ويجب على أهل الحكمة اتخاذ موقف عاقل يحفظ لـ "البدون" حقوقهم الإنسانية، حتى لا تتحول مشكلتهم إلى مأساة وطن تصيبنا جميعًا لهيب ناره فتحرق أخضرنا ويابسنا".

وتعد قضية ”البدون“ في الكويت من أبرز القضايا التي تتم إثارتها بشكل دائم عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بشكل رسمي وشعبي، وسط مطالبات بوضع حل جذري لقضيتهم الشائكة.

وتقدر السلطات الكويتية عدد ”البدون“ الكامل بأقل من 100 ألف شخص، لكنها لم تعترف إلا بنحو 32 ألفًا منهم، وتقول إن الباقين هم من جنسيات أخرى، لكن الكثير منهم يتمسكون بشدة بمطلب الحصول على الجنسية الكويتية ويقولون إنهم مواطنون.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com