حفل تخرج مرتقب لجامعة بنات سعودية يثير الجدل بسبب مخاوف "الاختلاط"
أثارت مطالب عدد من طالبات جامعة الفارابي الأهلية السعودية في مدينة الرياض، بالسماح لآبائهن بحضور حفل تخرجهن المقبل، جدلًا في أوساط الجامعة، مالبث أن وجد طريقه لمواقع التواصل الاجتماعي وسط انقسام بين مؤيد ومعارض.
وبدأت مجموعة من طالبات الجامعة المتخصصة بالعلوم الطبية فقط، بمطالبة إدارة جامعتهن بأن يُسمح لهن باصطحاب آبائهن إلى حفل تخرجهن، وسط معارضة قليلة من طالبات أخريات يرين في مثل تلك الخطوة اختلاطًا مازال قسم كبير من السعوديين يرفضه.
وتقول الطالبات اللاتي يرغبن بحضور آبائهن للحفل، إن هدفهن إسعاد أولئك الآباء بعد سنوات من التكفل بمصاريف بناتهم ومرافقتهن إلى الجامعة في الذهاب والإياب، ومشاركتهن هموم دراستهن العلمية للفروع الطبية، وإن الحضور سيكون نوعًا من التكريم ومشاهدة نتائج تعب سنين الدراسة.
وترى معارضات حضور الآباء، (وبدا عددهن محدودًا جدًا) من خلال النقاش الدائر، أنهن سيضطررن إلى ارتداء النقاب داخل القاعة التي سيقام فيها حفل التخرج؛ بسبب وجود رجال في القاعة، في إشارة لآباء الطالبات، في حين سيتاح لهن فيما لو كان الحفل نسائيًا التزين بحرية في مناسبة تخرجهن.
وفي مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، لاسيما "تويتر" الأكثر استقطابًا للسعوديين، وجد ذلك النقاش والانقسام لدى الطالبات، من يدعم أحد طرفيه من مدونين يمثلون مختلف شرائح المجتمع السعودي.
وتحت الوسمين " #حضور_والدي_هي_فرحتي " و"#طبيبات_الفارابي"، كان الانقسام حاضرًا بين الطالبات ومن شارك في ذلك النقاش من جهة، وإدارة الجامعة من جهة أخرى، مع تمسكها بعد الاستجابة لمطالب الطالبات، قبل أن تصدر بيانًا حددت فيه موقفها من حضور آباء الطالبات لحفل التخرج.
وقالت الجامعة، في بيان مقتضب نشرته على حسابها في موقع "تويتر"، إنها تحت الإشراف الأكاديمي والتعليمي من جامعة "الملك سعود" الحكومية، وإنها تسعى "للاستفادة من خبرات الجامعة وأعرافها والأسلوب الإجرائي الذي تتبعه، ومن ذلك حفلات التخرج للخريجين".
ولم تحدد جامعة الملك سعود موقفها من مطالب حضور آباء الطالبات في حفل التخرج، بعد أن ربطت جامعة الفارابي القرار بها، ليبقى الجدل والانقسام حول الموضوع كما هو وسط ترقب لموقف إدارة الجامعة الحكومية.
وحضور آباء الطالبات أو أمهات الطلاب لحفل تخرج أبنائهم، من القضايا المثيرة للانقسام في المجتمع السعودي المحافظ، والذي شهد الكثير من الخطوات الانفتاحية في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك كسر كثير من القيود على الاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة، مثل ملاعب كرة القدم والحفلات الفنية التي كان تنظيمها ممنوعًا في الأساس.
وبدأت بعض الجامعات السعودية بكسر الحظر المفروض على حضور والدي الطلاب لحفل تخرج أبنائهم، لكن ذلك القرار يقتصر على عدد محدود من الجامعات، في حين استجاب وزير الحرس الوطني الأمير عبد الله بن بندر في يناير/كانون الثاني لتغريدة طالبة في جامعة "الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية" التابعة للحرس الوطني، ووجه بحضور أولياء الأمور لحفل تخرج الطالبات.
