ناديا مراد.. "طريق الجلجلة" من السبي الداعشي إلى نوبل السلام
ناديا مراد.. "طريق الجلجلة" من السبي الداعشي إلى نوبل السلامناديا مراد.. "طريق الجلجلة" من السبي الداعشي إلى نوبل السلام

ناديا مراد.. "طريق الجلجلة" من السبي الداعشي إلى نوبل السلام

تمردت الفتاة الإيزيدية ناديا مراد، التي فازت بجائزة نوبل للسلام، على كل الأعراف والتقاليد حين تجرأت على البوح بتفاصيل تجربة الأسر لدى تنظيم داعش المتشدد، فأضحت رمزًا للألم والأمل، معًا، عقب تغلبها على أسوأ حقبة تعرض لها إيزيديو العراق.

صبية في مقتبل العمر (1993)، كانت تعيش حياة هادئة بسيطة في قرية كوجو بقضاء سنجار شمال العراق، لكن هذه الوداعة سرعان ما تحولت إلى جحيم، ووضعت خطاها على "طريق الجلجلة"، عندما  اجتاح مسلحو تنظيم داعش قريتها في آب/أغسطس 2014، وحولوا تلك المروج والجبال إلى حقول للرماية ومزاد للسبي.

وباتت قصة ناديا، التي تعرضت لتجربة "السبي الداعشي" المر، معروفة، فقد قضت 3 أشهر في الجحيم، إلى أن تمكنت بمعجزة من الهرب بمساعدة عائلة مسلمة من الموصل.

وبخلاف كثير من الفتيات اللواتي يلذن بالصمت، حين يتعرضن لتجربة مماثلة، أرادت ناديا أن تفضح أولئك الذين يرفعون زورًا شعار الإسلام، غير آبهة بتقاليد طائفتها المحافظة.

بعد نجاحها في الهرب من براثن التنظيم عاشت الشابة، التي فقدت ستة من أشقائها ووالدتها خلال هجوم داعش، في مخيم للاجئين في كردستان، حيث اتصلت بمنظمة تساعد الإيزيديين، أتاحت لها الالتحاق بشقيقتها في ألمانيا، لتتحول الشابة النحيفة، ذات الملامح الباكية، إلى أشرس مدافعة عن حقوق النساء اللواتي تعرضن لتجربة مماثلة.

نشطت في سبيل تحقيق هذا الهدف، والتقت في سبيل ذلك بالعديد من الزعماء والمسؤولين والمشاهير، وقدمت شهادتها في الهيئات والمنظمات الدولية، من بينها الأمم المتحدة، كما رشحت لنيل جائزة نوبل للسلام، ونالتها أخيرًا، وظهرت على شاشات وصفحات العشرات من وسائل الإعلام العالمية.

وتقول مراد، إنها تقود من ألمانيا "كفاح" شعبها، ومن أجل تلك القضية، جمعت حليفات كثيرات، من بينهن أمل كلوني، المحامية البريطانية اللبنانية الأصل، والمدافعة عن حقوق الإنسان، والتي قدمت كتاب مراد "لكي أكون الأخيرة"، الذي صدر باللغة الفرنسية في شباط/فبراير الماضي.

ووفقًا لحوار سابق معها، فهي تقول إنها ترفع صوتها "نيابة عن 6 آلاف امرأة وطفل، أضحوا سبايا عند داعش، لم يوصلوا صوتهم إلى العالم"، وما يحز في نفسها، أن هناك نساء إيزيديات ناجيات، مثلها، يخجلن من رواية حكاياتهن.

ووسط هذا الكفاح المضني وثقل الذكريات، ظهرت مفاجأة سعيدة في طريق الناشطة، ففي 20 آب/أغسطس الماضي، أعلنت ناديا مراد في تغريدة عبر حسابها على تويتر، خطوبتها من ناشط آخر مدافع عن القضية الإيزيدية، يدعى عابد شمدين.

وكانت مراد حازت في عام 2016، على جائزة سخاروف لحرية الفكر، مناصفة مع مواطنتها لمياء حجي بشار.

وجل ما تطمح إليه ناديا، بحسب حوار سابق معها، أن تعود تلك الطفلة البريئة التي كانت تلهو مع أترابها في سفوح جبال سنجار، وأن تحظى بالعيش في ذلك الفردوس البسيط، الذي احتضن قومها الإيزيديين لمئات السنين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com