بعد 7 عقود من الفراق.. الدموع والعناق والجدال تسيطر على لقاءات العائلات الكورية
بعد 7 عقود من الفراق.. الدموع والعناق والجدال تسيطر على لقاءات العائلات الكوريةبعد 7 عقود من الفراق.. الدموع والعناق والجدال تسيطر على لقاءات العائلات الكورية

بعد 7 عقود من الفراق.. الدموع والعناق والجدال تسيطر على لقاءات العائلات الكورية

عبر ما يقرب من 90 عائلة كورية جنوبية الحدود شديدة التحصين إلى كوريا الشمالية اليوم الإثنين ليُلم شملهم بأقاربهم المسنين الذين لم يرونهم منذ انفصالهم في فوضى الحرب قبل حوالي 7 عقود.

بكى الإخوة والأخوات وأبناء وبنات العم والخال عند احتضان أقاربهم في اللقاء الأول منذ 3 سنوات، والذي يرمز لتحسن العلاقات عبر شبه الجزيرة الكورية.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، عجز بعض الأقارب عن التعرف على بعضهم البعض، ولكن ذلك لم يكن مشكلة بالنسبة إلى "كيم بيونغ أوه" (88 عامًا)، وشقيقته الكورية الشمالية "كيم سون أوك" (81 عامًا)، اللذين انفصلا بينما كانا لا يزالان في المدرسة.

وقال كيم بيونغ أوه عندما التقى بشقيقته: "لم أنم قط منذ اختياري للمشاركة في لم الشمل هذا، فروابط الدم لا تختفي، حتى بعد كل هذا الوقت"، وقالت "كيم سون أوك" لشقيقها: "أنت حقًا تشبهني تمامًا".

وعرضت كيم سون أوك على شقيقها صورة قديمة لنفسها في كلية الطب وأخبرته أنها عملت طبيبة، وقالت: "أنا أعيش حياة محترمة في بيونغ يانغ".

وأخبرها كيم بيونغ أوه أنه عمل مديرًا في مدرسة ثانوية حتى تقاعد قبل 10 سنوات، وأنه يفتخر بنجاحها.

وناشدت كيم سون أوك المسؤولين قائلة: "ستكون إعادة توحيد البلاد شيئًا رائعًا، دعوا ذلك يحدث حتى نعيش معًا ولو لدقيقة واحدة فقط قبل أن نموت".

وبعد قضاء 11 ساعة معًا خلال الأيام الثلاثة المقبلة، سيفترق الأخوان، ومن غير المرجح أن يرى أحدهما الآخر مرة أخرى، ولن يتمكنا حتى من تبادل الرسائل، إذا لم يتغير الوضع.

وبدأ برنامج إعادة لمّ الشمل في العام 1985، قبل أن يتوقف، ويُستأنف مرة أخرى في مطلع الألفية وإجمالًا، شاركت أكثر من 17 ألف عائلة من الكوريين الجنوبيين في 20 حدثًا مماثلًا منذ ذلك الحين، وشارك بضعة آلاف آخرين في برنامج قصير للتواصل عبر مكالمات الفيديو.

لكن خوف كوريا الشمالية من وجود أي نفوذ خارجي يعني أن عشرات الآلاف من الأشخاص الآخرين قد حُرموا من فرصة اللقاء، فقد سجل أكثر من 130 ألف كوري جنوبي أسماءهم كأفراد من العائلات المقسمة منذ بدء البرنامج، لكن أكثر من نصفهم ماتوا قبل أن يتم اللقاء، ومن بين أولئك الذين لا يزالون في قائمة الانتظار، هناك أكثر من 12 ألف شخص فوق سن التسعين.

وبالنسبة للعديد من المشاركين، تمثل هذه اللقاءات أول فرصة لمعرفة أخبار أقاربهم الذين فقدوا التواصل معهم منذ 7 عقود.

وقال رئيس كوريا الجنوبية مون جاي في اجتماع مع النواب الرئاسيين: "إنه أمر مخجل لكل من الحكومتين في الجنوب والشمال أن يموت العديد من العائلات دون أن يعرفوا ما إذا كان أقاربهم المفقودين على قيد الحياة".

ويجدر بالذكر أن عائلة "مون" نفسه مقسمة، فقد فرّ والداه على متن سفينة من ميناء هونغ كونغ في كوريا الشمالية في ديسمبر/ كانون الأول العام 1950، ورافق والدته لمقابلة خالته الصغرى خلال لقاء عائلي سابق في العام 2004.

وقال: "إن التوسع في عمليات جمع شمل الأسر والتعجيل بها أولوية قصوى بين المشاريع الإنسانية التي ستنفذها الكوريتان"، مطالبًا بالسماح للعائلات بتبادل الرسائل.

هذا وقد تم نقل 89 من العائلات الكورية الجنوبية بالحافلات عبر الحدود صباح اليوم الإثنين إلى منتجع "ماونت كومجانج" الكوري الشمالي.

وفرّ كثير من اللاجئين جنوبًا خلال الحرب، وتركوا أقاربهم، لكن الآن يعود بعضهم عبر الحدود على كراسيّ متحركة يدفعها الأقارب ومتطوعو الصليب الأحمر، حيث أصبح معظمهم مسنين، وبلغ أكبرهم سنًا 101 عام.

ومع بدء الاجتماعات الإثنين، انتظرت الشقيقتان الكوريتان الشماليتان "كيم جيونج سيل" و"كيم جيونغ يونغ" بتوتر وصول والدتهما، وبمجرد اقتراب والدتهما انهالت الشقيقتان السبعينيتان في البكاء، واستمرتا في البكاء بصوت عالٍ لعدة دقائق، قبل أن تستجمعا أعصابهما، وتبدآ الحديث مع والدتهما "هان شين جا" (99 عامًا)، التي لم تترك يديهما طوال المحادثة.

إلا أن الإحباط غالبًا ما يسيطر على اجتماعات لم الشمل هذه، حيث يصمم الكثير من الكوريين الشماليين على إظهار ولائهم للنظام علنًا، سواء بدافع الولاء الحقيقي أو الخوف، ففي التجمعات السابقة، أنشد بعض الكوريين الشماليين الأناشيد الوطنية.

كما يخيم الجدل على هذه اللقاءات في بعض الأحيان مثلما حدث مع الكوري الجنوبي "تشا جي كيون" (84 عامًا)، عندما تحدث مع ابن شقيقه "تشا سونغ إيل" (50 عامًا)، الذي يعيش في كوريا الشمالية، عن أحوال البلاد، وبعد الاتفاق على ضرورة إعادة توحيد البلدين، قال "تشا سونغ إيل": "يجب طرد الأوباش الأمريكيين".

وعندما حاول "تشا جي كيون" توضيح أن الزعيم الكوري الشمالي "كيم إيل سونغ" كان الغازي في الحرب الكورية في 25 يونيو 1950. قال ابن أخيه: "هذه كذبة، لقد غزانا الأمريكيون الأوغاد وقاتلنا بمفردنا"، مستشهدًا بالرواية الرسمية التي تروج لها كوريا الشمالية، فلم يكن أمام العم "جي كيون" سوى الموافقة لإنهاء الخلاف.

وبعد اجتماع أولي استمر ساعتين، جلست العائلات لتناول العشاء معًا على المأدبة الكورية الشمالية، في جو تسوده الألفة.

وفي الجولة السابقة من هذه اللقاءات في العام 2015، قابلت "كيم هيون سوك" (90 عامًا) ابنتها وحفيدتها الشماليتين، لكنها شعرت أنهما لا يستطيعان التحدث بحرية أمامها.

وقالت: "كل حديثهما بدا وكأنه قادم من فم النظام الشيوعي، وكان الوداع صعبًا للغاية، وفي الواقع، جعلني لقاءهما لتلك الفترة القصيرة أفتقدهما أكثر من ذي قبل".

وأضافت: "أتمنى حقًا أن أتمكن من رؤيتهما مرة أخرى قبل أن توافيني المنية، لكنني لا أستطيع المشاركة في أحداث لم الشمل القادمة؛ لأنه لا يسمح لكل عائلة سوى بلقاء واحد".

وختمت الصحيفة مشيرة إلى أنه من المقرر عقد جولة ثانية من اللقاءات، والتي تشمل 83 أسرة إضافية من الجمعة إلى الأحد، وبينما تختار كوريا الجنوبية المشاركين من خلال يانصيب محوسب، يقول الخبراء إن كوريا الشمالية تختار المرشحين على أساس ولائهم الواضح للنظام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com