كيف ينظر السعوديون لأول قانون عقوبات ضد المتحرشين؟ (فيديوغراف)
كيف ينظر السعوديون لأول قانون عقوبات ضد المتحرشين؟ (فيديوغراف)كيف ينظر السعوديون لأول قانون عقوبات ضد المتحرشين؟ (فيديوغراف)

كيف ينظر السعوديون لأول قانون عقوبات ضد المتحرشين؟ (فيديوغراف)

هيمن الحديث حول إقرار أول نظام قانوني يتضمن عقوبات مشددة ضد المتحرشين في السعودية، على نقاشات أبناء أكبر بلد خليجي فور إعلان مجلس الشورى موافقته على النظام، ما يعني قرب تطبيقه في جميع أنحاء البلاد.

ووافق مجلس الشورى وهو بمثابة برلمان غير منتخب، على مشروع "نظام مكافحة جريمة التحرش"، والذي أعدته وزارة الداخلية بناءً على أوامر من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في سبتمبر/أيلول الماضي.

وأصبح إقرار القانون وتطبيقه رسميًا أمرًا محتومًا في الفترة القليلة المقبلة، ما دفع المدونين السعوديين للنقاش المطول حوله وتداعياته على شوارع وأسواق المملكة التي لا تخلو شأن كل بلدان العالم من متحرشين تتفاوت تصرفاتهم من شخص لآخر ومن مكان لآخر.

ويتضمن النظام الجديد عقوبات مشددة بالسجن لسنوات وغرامات مالية باهظة تعد مؤشرًا على جدية السعودية في ردع المتحرشين بالتزامن مع انفتاح شامل تشهده المملكة، ويتضمن منح النساء مزيدًا من حرية التنقل والعمل وقيادة السيارات ودخول الملاعب وحضور الحفلات الغنائية والترفيهية.

وفي موقع "تويتر" الذي يتخذه السعوديون ساحة رئيسة لنقاشاتهم في القضايا العامة، رصد "إرم نيوز"  الآراء حول نظام مكافحة التحرش وسط انقسام بين من يحتفل بصدور موافقة مجلس الشورى بعد سنوات من المطالبة، وبين من يرى فيها حلًا غير ناجح لظاهرة التحرش المنتشرة في كل بلدان العالم على حد وصف البعض.

ووصفت الكاتبة والروائية السعودية، عزة السبيعي، في تعليقها على موافقة مجلس الشورى بأنه "يوم تاريخي للمرأة السعودية"، فيما كتبت مواطنتها الأكاديمية ملاك الحســيني في تعليقها: "أحسن ما في الأنظمة والعقوبات، إنها تجبر المتجاوزين يخافون".

ودعت الناشطة الشابة في مجال الدفاع عن حقوق النساء، مناهل العتيبي، نساء المملكة للتزين والخروج في الشوارع دون خوف من المتحرشين الذين سيردعهم النظام الجديد، فيما أشارت المدونة أريج العبدالله لأهمية القانون في تحسين صورة المجتمع السعودي لدى الآخرين.

وتربط المعلمة السعودية ساره العبدالله في تعليقها على النقاش الواسع حول نظام مكافحة التحرش بين النظام والشريعة الإسلامية المطبقة في المملكة، فيما لخص الأكاديمي التربوي والكاتب محمد المسعودي رأيه بالنظام بالقول: "أرقى أنواع الخوف.. هيبة "القانون" !.".

ونشر المدون عبدالله القحطاني، مقطع فيديو لشاب يقول في مقابلة تلفزيونية إن سبب التحرش هو تبرج النساء وملابسهن، فيما تظهر في خلفية الفيديو حوادث تحرش بمنقبات وقعت في المملكة في أوقات سابقة.

كما نشر المدون السعودي المعروف، خالد عبدالعزيز، مقطع فيديو لشاب يشرح رأيه وتفسيره للتحرش ونظام مكافحته، والفرق بينه وبين تبرج النساء الذي يعزي معارضو النظام الجديد إليه انتشار حوادث التحرش في الأماكن العامة.

ويقول المدون يزيد العَمْري، وهو واحد من كثيرين يعارضون القانون بشكله الحالي، ويعتبرون النساء سببًا رئيسيًا للتحرش بهن من خلال ملابسهن وزينتهن، إنه "من العدل وضع نظام لمكافحة التبرج ، حتى يتم ردع الطرفين وإيقاف هالمهزلة".

وتتفق الأكاديمية فطيم العسبلي مع مواطنها يزيد العمري وعدد كبير من السعوديين على أن تبرج النساء هو سبب التحرش بهن، وهو رأي يمثل شريحة كبيرة من السعوديين كانت تعارض على الدوام مطالب سن قانون لمكافحة التحرش.

واختار مدون يدعى ماجد، المشاركة في النقاش الواسع حول نظام مكافحة التحرش الجديد بنشر رسم كاريكاتيري يوضح تبرير المتحرش لتصرفه بغض النظر عن ضحيته وملابسها وزينتها.

وعلقت عضو مجلس الشورى السعودي، لطيفة الشعلان، وهي من أبرز داعمي النظام الجديد، قائلةً عقب انتهاء جلسة مجلس الشورى: "نظام التحرش الذي تمت الموافقة عليه اليوم يشكل إضافة مهمة جدًا لتاريخ الأنظمة في المملكة، حيث يسد فراغًا تشريعيًا كبيرًا، وهو نظام رادع  بمقارنته مع عدد من القوانين المناظرة في الدول الأخرى، إذ يسن عقوبات للتحرش كالسجن مدة قد تصل إلى 5 سنوات والغرامة التي قد تصل إلى 300 ألف".

وتشهد السعودية حوادث تحرش كثيرة، لكن كثيرًا من السعوديين يقولون إن عدم وجود قانون واضح لمعاقبة المتحرشين في المملكة زاد من جرأة المتحرشين، وإن وجود قانون واضح بعقوبات رادعة سيحد من تلك الحوادث ويمنح النساء مزيدًا من الطمأنينة في تنقلاتهن.

وتسبب ترك فرض العقوبة على المتحرشين للقضاة وتقديراتهم الشخصية في تباين الأحكام التي يصدرونها بين مشددة ومخففة، فيما سينهي النظام الجديد فور تطبيقه رسميًا ذلك التباين كما يأمل كثير من مؤيدي نظام مكافحة التحرش.

وناقشت لجان متعددة في مجلس الشورى السعودي، سن تشريعات صارمة ضد التحرش، لكنها لم ترَ النور، وبقيت في إطار النقاشات الطويلة والتجاذب بين مؤيديها ومعارضيها، لحين تدخل ملك البلاد العام الماضي في خضم إصلاحات شاملة تشهدها المملكة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com