بطوابير الغاز والخبز.. هكذا استقبل الليبيون شهر رمضان
بطوابير الغاز والخبز.. هكذا استقبل الليبيون شهر رمضانبطوابير الغاز والخبز.. هكذا استقبل الليبيون شهر رمضان

بطوابير الغاز والخبز.. هكذا استقبل الليبيون شهر رمضان

في الوقت الذي لا يكاد يهدأ فيه ضجيج معارك السياسة والحرب بين "الإخوة الأعداء"، استقبل الليبيون شهر رمضان المبارك بالتجمع على أبواب المخابز ومحطات الوقود وفي الشوارع بحثًا عن أسطوانة غاز في ظل الظروف المعيشية والأوضاع الاقتصادية الصعبة في العاصمة طرابلس.

يقول الصحفي والأديب الليبي محمد الظفير: "يستقبل الليبيون شهر رمضان وهم يتجمعون بالآلاف للتسامر والاستمتاع أمام شبابيك المصارف أو أبواب المخابز أو محطات توزيع الوقود أو يمارسون حريتهم وهم يتجولون في الشوارع بحثًا عن أسطوانة غاز".

وأضاف الظفير، ساخرًا، في حديث لـ"إرم نيوز": "يكفي أن يغامر مواطن بالولوج إلى محل قصاب، ليسأل عن سعر كيلو اللحم الذي بلغ 47 دينارًا، بعد أن كان 7 دنانير قبل أن ينعموا بالحرية، ليدرك أنه يعيش أزهى أيامه حيث الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، ويبدو مجيء الشهر الفضيل هذا العام خاليًا من البهجة ".

ويعزو الظفير التردي الحاصل إلى التفكك والتجزئة التي تعصف بليبيا، قائلاً: "لدينا ثلاث حكومات بكافة الصلاحيات بالإضافة إلى برلمانيين، مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بصلاحيات مطلقة، وكذلك ثلاث جيوش كما يوجد في ليبيا خمسة أعلام، لكل من شاء علم".

ربيع أم خريف

ويتابع الكاتب الليبي: "ماذا يعني أن تبقى النساء الليبيات أمام أبواب المصارف لمدة ثلاثة أيام متواصلة في انتظار الحصول على مبلغ زهيد، وماذا يعني أن تصرف مئات المليارات في كل سنة دون أن تصل للمواطن، وماذا يعني لو كل مجموعة شكلت مليشيا وخطفت وقتلت واغتصبت وفعلت ما تريد دون أن يرف لهم جفن، وماذا يعني أن يعيش الليبي في أجواء من التوتر الأمني واستمرار الصراع في عدة مناطق من البلاد، كل ذلك لا يعني شيئًا، لأن المهم أن هناك حرية وليحيا الربيع العربي".

غلاء ينهش جيوب الفقراء

وتصف الناشطة السياسية أميرة سالم الوضع في طرابلس بالقول: "ارتفاع فاحش في الأسعار وخاصة في السلع الأساسية من تموين ولحوم، وظروف في غاية الصعوبة، المواطن يضطر للوقوف في طوابير طويلة من الساعة الخامسة فجرًا إلى توقيت غير معلوم، من أجل عبوة حليب يقال إنه مدعوم من إنتاج شركة ليبية، سعره 2.5 دينار بينما وصل سعره في الأسواق الباكو إلى 6 دنانير ويتم توزيع فقط 3 عبوات لكل مواطن نظير وقوفه الطويل في الطابور".

وأشارت، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى تصريح  لمصرف ليبيا المركزي، قال فيه إنه حذر المجلس الرئاسي من مغبة ارتفاع الأسعار بسبب وقف الاعتمادات، وأن ديوان المحاسبة هو المسؤول عن ذلك بسبب وجود فساد في الاعتمادات، لكن ما لم يقله البيان هو ما ذنب المواطن، ولماذا استغل التجار هذه الأزمة بهذه الصورة".

وتؤكد الناشطة سالم أن حمل الأسرة لن يكون سهلاً، والمرأة الليبية  ستضطلع بمهمة صعبة في رمضان هذا العام، إذ إنها حالما تفرغ من الوقوف في طوابير المصرف والغاز وشراء المواد الأساسية، سيتعين عليها أن تدبر بالقليل الذي يتوفر لها، مما سيزيد من مسؤولياتها.

الليبيون بالخارج يعانون أيضًا

ولا يختلف حال الليبيين داخل ليبيا عن حالهم في الدول المجاورة كثيرًا، فالدبلوماسي الليبي نوري خليفة يؤكد من المغرب أن حال الليبيين في الغربة صعب جدًا، بسبب ظروف غالبيتهم المادية.

 بيد أن خليفة يؤكد أن الليبيين يرتبون، لتخفيف حدة الغربة، لإقامة سهرات وموائد إفطار تجمعهم أيضًا، في إطار العائلات والجيران والأصدقاء، وفي كل جلساتهم ليبيا حاضرة.

وختم حديثه بالقول: "جميعنا ننتظر انفراج الأزمة وعودة ليبيا، لنعود إليها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com