حسناوات لبنان في طريقهن إلى البرلمان
حسناوات لبنان في طريقهن إلى البرلمانحسناوات لبنان في طريقهن إلى البرلمان

حسناوات لبنان في طريقهن إلى البرلمان

تتنافس 86 مرشحة لبنانية لنيل عضوية البرلمان من أصل نحو 600 مرشح يتبارون لشغل 128 مقعدًا، وهو عدد أعضاء المجلس النيابي.

ويتطلع 3.7 مليون لبناني، ممن يحق لهم الاقتراع، إلى مشاهدة وجوه جديدة تحت قبة البرلمان، عقب الانتخابات المقررة في 8 أيار/ مايو الجاري، والتي تقام بعد نحو 10 سنوات من التعثر، مدد خلالها البرلمان لنفسه 3 مرات.

وتسعى النساء إلى نيل عضوية البرلمان لكسر الصورة النمطية التي تقصي المرأة بعيدًا عن المعترك السياسي، الذي تهيمن عليه الطبقة السياسية "الذكورية" التي باتت معروفة، ومملة، وفق حسابات اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتقول المرشحة والشاعرة والناشطة الحقوقية جمانة حداد: إن "الأحزاب السياسية في لبنان أحزاب ذكورية في الغالب، مع وجود بعض الاستثناءات".

ورغم أن لبنان يقدم نفسه كبلد ديمقراطي، لكن البعد الطائفي مكرس في مختلف مفاصل الدولة، كما أن التوريث السياسي يكاد يكون قاعدة أساسية في بلد يتباهى بالحريات وحقوق المرأة.

ويضمّ البرلمان الحالي أربع سيدات فقط، هن بهية الحريري (شقيقة رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري)، وستريدا جعجع (زوجة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع)، ونايلة تويني (ابنة النائب السابق جبران تويني)، وجيلبيرت زوين (ابنة النائب والوزير الراحل موريس زوين).

ويتندر اللبنانيون بأنهم ملوا من الوجوه المكرسة، ويتطلعون إلى وجود حسناوات مرشحات مثل الشاعرة والكاتبة جمانة حداد، والإعلامية بولا يعقوبيان، والمذيعة جيسيكا عازار، وغولاي أسعد، وسواهن من الجنس اللطيف الذي قد يخفف من "جهامة المجلس النيابي اللبناني".

ويلاحظ المراقبون أن نسبة المرشحات عالية قياسًا إلى انتخابات جرت في العقود الماضية، فضلًا عن أن لائحة المرشحات تتضمن عددًا من النساء الآتيات من عائلات لا تحظى بـ"النجومية السياسية".

يشار إلى أن عدد النساء اللواتي ترشحن في آخر انتخابات، في العام 2009، بلغ 12 امرأة فقط.

ويعزو مراقبون هذا الازدياد في عدد المرشحات للانتخابات المرتقبة إلى صعود نجم المجتمع المدني في لبنان، إثر أزمة النفايات التي ملأت شوارع بيروت في العام 2015.

وبدت أكوام النفايات، آنذاك، رمزًا لنظام "مترهل" بارع في اقتسام السلطة، لكنه يتقاعس عن تلبية مطالب المواطنين البسيطة، بحسب ناشطين.

ويقدر عدد المرشحات القادمات من جمعيات المجتمع المدني بنحو 50 مرشحة من أصل 86 مرشحة.

ولم يرشح حزب الله أية امرأة، كما أن الأحزاب الكبيرة الأخرى اكتفت بأعداد قليلة من المرشحات.

ويرى متابعون للحملات الانتخابية أن النساء المرشحات يواجهن سباقًا غير متكافئ، فالأحزاب القائمة والشخصيات المكرسة لديها الكثير من المغريات، فهي تملك محطات تلفزيونية وصحفًا، ومستشفيات، وتوزع الوظائف الحكومية، وتتلقى تمويلًا إقليميًا، وهو ما يزيد فرصها في الفوز، على عكس المرشحات الجديدات على الساحة السياسية اللاتي لا يملكن سوى "الحسن والجمال".

ويعرب ناشطون عن سخريتهم من أن بيت الشعر لبشارة الخوري، والذي يقول "الصِّبَا وَالجَـمَالُ مُـلْكُ يَدَيْـكِ أيُّ تَـاجٍ أعَـزُّ مِـنْ تَاجَيْـكِ"، لن يفيد في السباق الانتخابي الحافل بألاعيب وتحالفات تعجز النساء عن مجاراتها.

وتأمل المرشحات، الطامحات للمشاركة في صنع القرار السياسي، أن يسهم نظام جديد للتصويت في إيصالهن للبرلمان وإبعاد الحرس القديم عن سدة السلطة، ولو بصورة جزئية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com