الكلاب في ألمانيا.. إفراط في الرفاهية والدلال (فيديو)
الكلاب في ألمانيا.. إفراط في الرفاهية والدلال (فيديو)الكلاب في ألمانيا.. إفراط في الرفاهية والدلال (فيديو)

الكلاب في ألمانيا.. إفراط في الرفاهية والدلال (فيديو)

أينما تجولت في ألمانيا، ستجد كلبًا برفقة ألماني أو ألمانية، فمنظر الكلب وهو يتبع صاحبه، منقادًا إليه بحبل مربوط في رقبة الكائن الأليف، هو الأكثر ألفة في شوارع وأحياء المدن والبلدات والقرى الألمانية.

ويوجد في بيوت الألمان نحو 9 ملايين كلب، ما جعل من هذا الحيوان، المعروف بالوفاء، جزءًا من المجتمع الألماني الذي أفرز ثقافة خاصة برعاية الكلاب والاعتناء بها وحمايتها وكيفية التعامل معها.

وتظهر هذه الرعاية والرفاهية، المتوفرة للكلاب، في المولات التجارية التي تخصص مساحات واسعة لمستلزمات الكلب وإكسسواراته "المبتكرة" من الألعاب وأدوات الزينة والعظام المصنّعة، فضلًا عن أصناف لا تعد ولا تحصى من الأطعمة المعلبة، والمغلفة بطريقة جذابة تجعل الزائر الغريب يخلط بينها وبين تلك المخصصة للبشر.

وإفراطًا في الدلال، تخصص منافذ البيع أطعمة خاصة توائم الكلاب "المعمرة"، أو تلك التي تعاني من الحساسية ومن أمراض أخرى، وتنتج المعامل الألمانية قرابة مليون طن سنويًا طعامًا خاصًا للكلاب والقطط فقط.

وثمة عيادات خاصة للكلاب، والحيوانات الأليفة الأخرى، إذ يبلغ عدد الأطباء البيطريين نحو 30 ألف طبيب، ناهيك عن أطباء مختصين بدراسة نفسية الكلب، ويوجد كذلك مقابر خاصة لهذه الحيوانات تحظى باهتمام بالغ.

ووفق بيانات الاتحاد الألماني لدفن الحيوانات، فإن عمليات الدفن تحقق سنويًا معاملات تقدر بنحو 10 ملايين يورو، إذ إن تكلفة الدفنة الواحدة قد تصل إلى 800 يورو.

وحذرت دراسة ألمانية حديثة، من أن انشغال أصحاب الكلاب بهواتفهم الذكية تؤثر على نفسية الكلاب، وأوصت بالتقليل من هذه العادة لدى وجود الكلب.

ويتأفف الألمان من أية نظرة غير ودية تجاه كلابهم، وما على الزائر والغريب إلا أن يخفي مشاعره وخوفه، ويحاول التودد للكلب حتى لا يتم تصنيفه كعدو لـ"الرفق بالحيوان".

وعادة اقتناء الكلاب قديمة في شمال أوروبا، ومنها ألمانيا، فكان الصياد يحتاج إلى "كلب صيد" يرافقه في الغابات الكثيفة، كما كان الكلب يستخدم في حراسة الماشية وحمايتها من هجمات الذئاب والحيوانات المفترسة، وتوارثت الأجيال اللاحقة هذه العادة، لكن لأسباب لم يعد لها علاقة بالصيد والحراسة بل بحثًا عن "أنيس" لا يتذمر أبدًا.

تقول هيرتا، إن كلبها يؤنس وحدتها بعد أن هجرها ابنها للعمل في الولايات المتحدة، مضيفة أن الكلب لا يعرف الأنانية أو الضغينة أو الكراهية، على عكس الكثير من البشر.

وتضيف هيرتا، وهي امرأة مسنة، لولا كلبها الذي تنشغل به طوال الوقت، لصعب عليها العيش في منزلها الكبير الذي لا يشغل غرفه أحد.

من جانبها، تقول إلينا إنها اقتنت كلبًا من أجل تسلية طفلها الوحيد، مشيرة إلى أن كلبها بات يعرف مزاجها إن كانت مكتئبة أو مبتهجة، فيتصرف وفقًا لذلك.

وليس من المستغرب أن تجد الألمان بلا أطفال، لكن يندر أن تجد أحدهم دون كلب.

وتفرض السلطات الألمانية المختصة ضريبة يدفعها أصحاب الكلاب، وتتفاوت قيمتها من مقاطعة إلى أخرى، لكنها تبلغ وسطيًا نحو 150 يورو، وتتجاوز قيمة هذه الضرائب التي تدخل خزينة الدولة سنويًا الـ 300 مليون يورو.

وفي حين ترتفع ضريبة بعض أنواع الكلاب الخطيرة لتصل إلى نحو 1000 يورو، فإن كلاب الإنقاذ وكلاب الشرطة والكلاب المدربة لمساعدة الضرير، معفاة من الضريبة.

ويحرص الألمان على الإمساك بكلابهم بحبل مشدود إلى أيديهم، أثناء التنزه في الحدائق والأماكن العامة؛ لأن عضة الكلب لأحد المارة قد تكلف صاحبها غرامة قد تصل إلى 10 آلاف يورو.

وتقول مصادر في البريد الألماني، إنّ حوالي 1500 من سعاة البريد الألمان يتعرضون لعض الكلاب سنويًا.

ورغم التكنولوجيا الهائلة، فإن ألمانيا ما زالت تعتمد، بصورة رئيسية على البريد المكتوب، وهو ما يتطلب توظيف جيش من سعاة البريد الذين لا يجدون، أحيانًا، في انتظارهم سوى كلب متجهم.

وتنظم في ألمانيا على مدار السنة مسابقات ومهرجانات للكلاب، تتنافس فيها هذه الحيوانات على لقب الكلب الأجمل أو الأذكى أو الأكثر رشاقة.

وتشمل هذه المسابقات تنظيم بطولات لرقص الكلاب وبطولات لخفة الحركة والرشاقة وبطولات للكرة الطائرة والغوص.. وسواها من الألعاب التي تستقطب الجمهور.

وكانت مدينة لايبزيغ الألمانية أقامت، قبل أشهر قليلة، واحدًا من أكبر عروض الكلاب على مستوى العالم، إذ حضر المناسبة نحو 31 ألف كلب من 73 دولة، ضمت 280 سلالة مختلفة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com