تجنيد المرأة في الجيش الكويتي يثير خلافًا بين الدعاة

أثارت قضية تجنيد المرأة في الجيش الكويتي خلافاً شرعياً بين دعاة وعلماء في الشريعة الإسلامية، وتباينت الآراء بين من رأى أن التحاق المرأة بالجيش غير جائز، ومن رأى أنه جائز بشرط أن يكون العمل المسند إليها مناسباً لطبيعتها.

وقال أستاذ الشريعة الدكتور شافي العجمي إن "دخول المرأة في العمل العسكري وأن تكون مساوية للرجل في كل وجه ينافي طبيعتها، وينافي ما أمر الله به المرأة من الستر، وليس هناك مساواة بينهما في كل شيء فليس الذكر كالأنثى".

وأوضح العجمي أن "هناك خصائص اختصت بها المرأة تراعي طبيعتها وما لديها من قدرات، فالشريعة لم تكلفها بالنفقة ولا بالعمل الشاق، ونهتها عن مزاحمة الرجال لما في ذلك من منافاة لطبيعتها".

وتابع العجمي بخصوص مشاركة النساء سابقاً في المعارك أنه "بالنسبة لمشاركة المرأة في المعارك فقد كانت النساء يشاركن للمداواة والسقيا مع كمال الستر والتحفظ، لكن اختلف الأمر في زماننا فأصبحت النساء تدخل السلك العسكري، وهذا جائز فيما يتعلق ببعض الأمور التي تتطلب الاطلاع على أمور النساء وهي الأمور الموكلة بوزارة الداخلية".

وعلى الطرف الآخر، أكد عضو هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف عيسى زكي أنه "يجوز التحاق المرأة بالجيش شريطة أن تكون في الوظائف التي تناسب أنوثتها، أما الوظائف المخصصة للرجال والتي لا تستطيع أن تقوم بها المرأة فيجب ألا تقحم فيها طالما أن الرجل يسد هذا المسد، كما أن الرجل لا يجب إقحامه في الوظائف التي تناسب المرأة".

بدورها قالت الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه المقارن في جامعة الأزهر "إذا التحقت المرأة بالجيش فثمة ضوابط عليها الالتزام بها، ومنها المظهر اللائق والملابس المناسبة التي لا تثير الرجال وعدم وضع المساحيق وعدم التحدث بصوت عالٍ والالتزام بضوابط الخروج من البيت".

يذكر أن الجدال حول قضية تجنيد المرأة في الكويت لم يقتصر على الدعاة، بل تعداه إلى جدل شعبي، وصل حد دعوة أحد النواب في مجلس الأمة إلى استجواب وزير الدفاع في حال تم اتخاذ أي خطوة بهذا الخصوص.

وكان وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح أشار في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2017، إلى وجود دراسة لتجنيد المرأة بالجيش إلى جانب الرجل، وجاء تصريحه أخيراً في مجلس الأمة مؤكداً أنه "لا مانع من تطوع المرأة في الخدمة الوطنية العسكرية في حال رغبت بذلك".