هل يخفف ارتفاع أسعار البنزين من عشق السعوديين للسيارات؟
هل يخفف ارتفاع أسعار البنزين من عشق السعوديين للسيارات؟هل يخفف ارتفاع أسعار البنزين من عشق السعوديين للسيارات؟

هل يخفف ارتفاع أسعار البنزين من عشق السعوديين للسيارات؟

أبدت أوساط واسعة من السعوديين عدم رضاها عن قرار زيادة أسعار البنزين بشكل كبير مع بداية العام الحالي 2018، رغم تعهد الحكومة بصرف دعم نقدي عن فارق السعر.

ويرى السعوديون أن قرار رفع أسعار البنزين سيحرمهم من متعة قيادة السيارات، وحصرها في الرحلات الضرورية، بعدما كانت هواية لدى الكثيرين أكثر من كونها ضرورة، نظرًا لانخفاض أسعار المحروقات بشكل كبير مقارنة بدول أخرى.

ومنذ دخول السيارات للسعودية قبل نحو تسعة عقود، بدأت علاقة السعوديين معها أقوى من علاقة أي شعب آخر، باستثناء سكان باقي دول الخليج التي تتوفر على مناخ مماثل، وتحولت قيادة السيارة لمتعة ومحاكاة لتاريخ السير في الصحراء على ظهور الجمال، إضافة لكونها وسيلة نقل ضرورية مع تباعد المسافات داخل المدن.

وساعدت أسعار الوقود المنخفضة في تنامي تلك العلاقة بين السعوديين وسياراتهم بشكل كبير، انعكس في المسافات الطويلة التي يقطعونها يوميًا، إضافة لقياداتهم الاستعراضية على بعض الطرقات وفي الصحاري.

"الدرباويون"

كما يشكل "الدرباويون" النموذج المتطرف لعشق السعوديين لقيادة السيارات، إذ إن ممارستهم للتفحيط تسببت بكثير من الحوادث المأساوية، ما أبعد هواتها عن كونهم عشاقًا للقيادة، وسط دعوات لاعتبارهم مجرمين.

وساعد تسابق مصانع السيارات على إرضاء السوق السعودي بسيارات كبيرة الحجم قوية التحمل قادرة على توفير جو بارد لمن يقودها في رمال الصحراء، التي تحتاج محركات وإطارات خاصة للتغلب عليها، وهو ما رسخ علاقة السعوديين بسياراتهم.

دعوات تصطدم بالشغف

وظهرت أولى الدعوات في السعودية لتغيير عادات قيادة السيارات واستهلاك البنزين أواخر العام 2015، عندما رفعت السعودية لأول مرة منذ عقود أسعار البنزين بنوعيه العادي والممتاز بنسبة وصلت حتى 66 %، بحيث زاد سعر البنزين العام من 0.45 ريال للتر إلى 0.75 ريال للتر، وسعر البنزين الممتاز من 0.60 ريال للتر إلى 0.90 ريال للتر.

لكن تلك الدعوات لم تجد استجابة تذكر، إذ لا تعكس أرقام الاستهلاك التي تقدمها شركة استخراج وتكرير النفط العملاقة في السعودية (أرامكو) أي تغيير في عادات استهلاك الوقود، لدى سكان بلد يبلغ عدد مواطنيه نحو 20 مليون نسمة، بجانب نحو 12 مليون نسمة من الوافدين الأجانب.

غير أن دعوات التقنين وترشيد استهلاك الوقود بدأت تستقطب كثيرًا من السعوديين بالفعل، مع الزيادة الجديدة في أسعار البنزين والتي وصلت بالنسبة للبنزين العادي 91 أوكتان إلى  1.37 ريال للتر، في حين بلغت بالنسبة لبنزين أوكتان 95 الممتاز 2.04 ريال للتر.

ولم يبدِ السعوديون عدم رضى عن زيادة أسعار كثير من موارد الطاقة أو فرض عدد من الضرائب بالشكل الذي فعلوه مع إعلان زيادة أسعار البنزين، التي تصدر الحديث عنها مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة طوال الـ 24 ساعة الماضية، وما زال مستمرًا.

وصفة اقتصادية

لكن الاقتصاديين السعوديين يعتقدون أنه ليس أمام سكان المملكة سوى تغيير عاداتهم الاستهلاكية بشكل عام؛ للتأقلم مع الأسعار والضرائب الجديدة، كي يتجنبوا العجز المالي بين دخولهم وبين مصروفاتهم التي ستزيد بشكل كبير مع زيادة أسعار الوقود والكهرباء، وفرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5 % على كثير من السلع والخدمات.

وتعكس النصائح المقدمة لسائقي السيارات لتوفير الوقود، التغيير الذي يجب عليهم أن يتبنوه في طريقة قيادتهم للسيارات لتحقق هدف التوفير، كالتوقف عن القيادة بسرعات عالية و تجنب التغيير في السرعات صعودًا وهبوطًا، وغيرها من النصائح التي ترتبط بشكل وثيق بعادات القيادة عند عشاق السيارات السعوديين.

وتبرز النصيحة الأهم لعشاق السيارات بأن عليهم اقتناء سيارات لا تستهلك كميات كبيرة من الوقود، وهو ما لم يعتادوه مع سياراتهم الكبيرة التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود، مقابل قوة المحركات التي تسير فيها في مختلف الظروف والعوامل الجوية.

ولمح خبير السيارات السعودي المعروف، حسن كتبي، للتغيير المرتقب في عادات القيادة عند السعوديين، عندما خصص حسابه في موقع "تويتر" لتقديم نصائح لمتابعيه بهدف إجراء تحسين على سياراتهم لتجنب صرفها العالي للوقود.

ويقارب عدد السيارات في السعودية نحو 20 مليونًا، من مختلف الأشكال والموديلات، بينما تعد القوة والحجم هما المعياران الأهم في قرار السعوديين عند شراء سيارة جديدة، غير أن ذلك قد يكون من الماضي الآن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com