بعد انتقالها من مصر إلى بريطانيا.. هكذا تعيش الأسرة السورية الوحيدة بقرية في ويلز
بعد انتقالها من مصر إلى بريطانيا.. هكذا تعيش الأسرة السورية الوحيدة بقرية في ويلزبعد انتقالها من مصر إلى بريطانيا.. هكذا تعيش الأسرة السورية الوحيدة بقرية في ويلز

بعد انتقالها من مصر إلى بريطانيا.. هكذا تعيش الأسرة السورية الوحيدة بقرية في ويلز

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية كيف استقرت أسرة سورية واحدة في قرية نابرث بتلال مدينة بيمبروكيشير بعيدًا عما يحدث في دمشق.

بفضل لطف وإنسانية سكان البلدة الويلزية وجدت عائلة من سبعة لاجئين سوريين فروا من وطنهم بدون أي شيء، راحة في أعماق المنطقة الريفية في جنوب غرب ويلز.

وللمرة الأولى منذ 6 سنوات التحق الطفل بالمدرسة ولعب الشباب كرة القدم مع السكان المحليين وذهبت العائلة في رحلات إلى الشاطئ ولعبت على الرمال.

وبعد أربعة أشهر فقط هناك، بدأت الأسرة تتأثر بالمجتمع الجديد حيث بدأت الأم "صفاء باتاك" حضور مجموعة الحياكة التي تحبها، وأقلع الأب "أحمد باتاك" عن التدخين.

وفي حديثه عن الطقس قال "حسين" شقيق أحمد: "لقد أحببت هذا الطقس. فأنا أحب المطر والبرد".

كانت العائلة من بين أول من يصل إلى المملكة المتحدة في إطار برنامج رعاية مجتمعية يهدف إلى تقديم بداية جديدة للاجئين المحتاجين، بما في ذلك الناجون من العنف والتعذيب، والأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.

وفقًا للتقارير يوجد عدد قليل من المسلمين ولا توجد مساجد في ناربرث التي يبلغ تعداد سكانها 2400 نسمة وقبل وصولهم في الصيف، كانت هناك مخاوف من أن الأسرة يمكن أن تشعر بالعزلة ولا تحب الطعام أو الثقافة أو الطقس.

ولكن في مقابلتهم الأولى قال أفراد العائلة إنهم شعروا بأنهم في وطنهم وقال أحمد: "إن الحياة هنا لطيفة والناس ودودون ويدعموننا أنا لا أتحدث الإنجليزية ولكن أستطيع أن أرى في أعين الناس وفي تعبيراتهم، أنهم يحبوننا، نحن نشعر بالأمان جدًا هنا فالجيران جيدون نحن نحترمهم وأعتقد أنهم يحترموننا".

بعد فرارهم من دمشق كانت العائلة عالقة في القاهرة لسنوات قبل أن تتاح الفرصة للانتقال إلى المملكة المتحدة في إطار برنامج الرعاية المجتمعية وعندما وصلوا في تموز / يوليه، كانت جميع ممتلكاتهم الدنيوية في عربة الترولي.

وقال أحمد: "شعرنا بالراحة بمجرد وصولنا وكان الطقس لطيفًا وكانت البيئة نظيفة وأنا أحب الهواء النقي والهدوء".

قبل نقل الأسرة، تُعِد مجموعات رعاية المجتمع خطة تفصيلية توضح كيف ستقدم كل ما تحتاجه الأسرة، من السكن إلى الرعاية الطبية، ودراسة اللغة الإنجليزية، ودعمهم للتحرك نحو الاستقلال.

وفي ناربرث هذا يعني رحلات إلى الأطباء والمستشفيات وأطباء الأسنان، حيث لم يزر أي من أفراد الأسرة طبيب الأسنان لمدة 6 سنوات وكانوا بحاجة ماسة إليها، والمواعيد لترتيب الإعانات ومقابلات مركز العمل.

التحق نجل أحمد وصفاء البالغ من العمر 14 عامًا بمدرسة محلية، حيث بدأ تعلم الإنجليزية والويلزية. وهما يأملان أن تلتحق ابنتهما البالغة من العمر 19 عامًا بالجامعة.

بدأ أحمد تربية الدجاج والحمام في الحديقة. فهي تذكره بالطيور التي كان يعتني بها في دمشق، وقال: "منذ أن كنت طفلا أحببت تأمل الطبيعة ومشاهدة الطيور والدجاج".

وكشف أنه الآن يحلم ببدء عمله الخاص، قائلًا "أنا أعمل على ذلك، فأنا لا أريد البقاء في المنزل، لقد كنت في مركز التوظيف اليوم أتحدث عن إقامة الأعمال التجارية وآمل أن أتمكن من الحصول على قرض، فبالنسبة لعمري لدي الكثير من الخبرة وأنا لا أريد أن تضيع خبرتي، أريد أن أرد شيئًا إلى المجتمع، أريد أن أتأكد من أن أولادي لديهم مستقبل ونأمل أن يكون المستقبل في المملكة المتحدة".

يأمل شقيق أحمد الأصغر "حسين" أن يتمكن من إنشاء مقهى مع شقيقه، وقال "أود أن أبدأ الأعمال التجارية مع أخي في ناربرث إذا كان ذلك ممكنًا، فالجميع يفضل الحصول على وظيفة دائمة وأريد أن أعمل ولا أريد أن أجلس في المنزل".

فقد سبق وقام بعمل غير مدفوع الأجر في مقهى ومطعم في المدينة لاكتساب الخبرة ومساعدته على تعلم اللغة الإنجليزية.

وأضاف: "في سوريا كنا سعداء ومرتاحين كانت لدي وظيفة جيدة وكان البلد جيدًا ونحن نشعر بالحزن لما حدث ولكن أشعر بالسعادة والحماس بوجودي هنا والحياة هنا جميلة ولطيفة والناس ودودون جدًا وأشكر حكومة المملكة المتحدة على هذه الفرصة".

أطلقت الحكومة برنامج رعاية المجتمع المحلي في تموز / يوليو 2016 وقد ساعد 53 سوريًا حتى الآن وهو يعمل بالتوازي مع خطة إعادة توطين السوريين الضعفاء والتي رحبت المملكة المتحدة بموجبها بـ 8،535 لاجئًا سوريًا حتى الآن وتعهدت بإعادة توطين 20 ألف شخص بحلول عام 2020.

جمعت مجموعة التنظيم المحلية "كرويسو أربيرث" التبرعات للأسرة من خلال بيع الأغراض المستعملة والحفلات الموسيقية وقد تم التبرع بالنقود والبضائع وطوال هذه الفترة حظيت العائلة بدعم من جمعية "سيمرو ويلز للمواطنين" الخيرية، التي تساعد المجتمعات المحلية على العمل معًا من أجل العدالة الاجتماعية والصالح العام.

وفقًا للصحيفة كان هناك بعض المقاومة الضئيلة في البلدة عندما تم إخبار السكان المحليين عن خطة إعادة التوطين، ولكن هذا قد تغير، وحصلت بلدة نابرث في الشهر الماضي على جائزة حقوق الإنسان من قِبل مؤسسة "ليبرتي". وقالت "مارثا سبورييه"، مديرة المؤسسة الخيرية، إن ناربرث أظهرت أن الإنسانية يمكنها التغلب على الخوف والريبة والكراهية.

وقال "جوناثان كوكس"، المنظم الرئيسي لجمعية "سيمرو ويلز للمواطنين"، إنه منذ أن انتشر خبر استضافة ناربرث للاجئين في يوليو، تقدمت 10 مجموعات أخرى بطلب لرعاية أسرة لاجئة سورية.

وأضاف: "أنارت ناربرث طريقًا يرغب الكثيرون في اتباعه، فعندما واجهوا حجم التحدي، شجعوا أنفسهم على الاستمرار بقول إذا تمكنت ناربرث من ذلك فنحن نستطيع القيام بذلك أيضًا".

لم يتضح ما يخبئه المستقبل للأسرة بعد حيث إن لهم الحق في البقاء لمدة 5 سنوات بالبلد فقط، وبعد ذلك يمكنهم التقدم بطلب للحصول على إذن بالبقاء لأجل غير مسمى.

وأوضحت "صفاء" أن أحد دوافعها للقدوم إلى بريطانيا هو رغبتها في حصول أطفالها على التعليم اللائق.

وبدأت لغتها الإنجليزية في التطور، وقالت إنها تمكنت من فهم الفيلم الأخير الذي شاهدته ويمكنها الدردشة قليلًا مع زميلاتها في مجموعة الحياكة.

كما تلقت العائلة بعض الأخبار العائلية الرائعة في الفترة الأخيرة، حيث تتوقع ابنة صفاء البالغة من العمر 23 عامًا وزوجها أول طفل لهما. وتتطلع صفاء إلى أن تكون جدة.

وقالت: "أشعر بالسعادة البالغة. والشيء الأكثر أهمية هو أنني تمكنت من إنقاذ عائلتي وإحضارهم إلى هنا. نحن نشعر هنا كما شعرنا في سوريا قبل الحرب، نفس الشعور الجيد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com