ميليشيات تقتحم مهرجان "كوميك كون" في ليبيا.. وتعتقل المنظمين
هاجم مسلحون مساء الجمعة، مقر إقامة فعاليات مهرجان "كوميك كون" في ليبيا، واعتقلوا المنظمين، بدعوى "نشر الإباحية، وتغذية عقول المراهقين".
وأعلنت جهة تُطلق على نفسها "قوة الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية" بقيادة عبدالرؤوف كارة، تبنيها تلك الحادثة، عازية السبب إلى أن المهرجان "يدفع باتجاه نشر الإباحية، وتغذية عقول المراهقين، وتحفيزهم على القتل واستعمال الأدوات الحادة لقطع الأطراف من خلال رسومات كرتونية مشهورة ".
وأصدرت "ميليشيات الردع" بيانًا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" قالت فيه "إنها تحركت بعدما تابعت ما نشر على بعض صفحات التواصل من صور أثارت استغراب عامة الناس، وأدّت إلى حملة انتقادات واسعة، وبات أمام ذلك من الضروري التصدي لهذه الظواهر الهدّامة ومحاربتها".
وقال البيان إن "مثل هذه المهرجانات المستمدة من الخارج استغلت ضعف الوازع الديني وانبهار الشباب بثقافات خارجية"، مبينًا أنه تم "إلقاء القبض على منظمي ومشرفي هذا المهرجان لتقديمهم للنيابة العامة، لقيامهم بأفعال خادشة للحياء والآداب العامة".
من جهتهم دعا القائمون على المهرجان، إلى الدفاع عن الفعالية ضد من أسموهم، "الجهلة والمتعصبين"، مقدّمين في الوقت نفسه اعتذارهم للجمهور عن حادثة الاقتحام.
وأقيم المهرجان للسنة الثانية على التوالي، حيث كان مقره العام الماضي داخل معرض طرابلس الدولي، فيما ارتأت الجهة المنظمة العام الحالي نقله إلى منطقة ذات العماد.
وأثارت الصورة التي نشرها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لأشخاص يرتدون ملابس وأقنعة شخصيات من الخيال العلمي "والأنيميشين" ردود فعل حادة، حيث وُجّهت للمهرجان انتقادات واتهامات من بينها أنه "احتفال هالوين يهدف لتشويه الدّين الإسلامي ونشر الانحلال".
لكن المنظمين للمهرجان نفوا تلك التهم، وقالوا إن "المهرجان لا يهدف قطعياً لتشويه الدّين وتمجيد ديانات أخرى، و لا يمكن أن يسمحوا بذلك".
وشددوا على أن مهرجان كومك كون، إنما هو "معرض لتجميع المهتمين بالرسم و الألعاب الإلكترونية ومحبي القصص المصورة ومن أهدافه الارتقاء بهذا النوع من الثقافة".
ويعتبر مهرجان "الكوميك كون" من أشهر الفعاليات المفتوحة في العالم، وتختص بأنشطة تفاعلية ومسابقات عديدة، مثل تقديم فعاليات حول القصص المصورة (comics) ورسوم الأنيمي والمانغا، التي تشتهر بثرائها التعبيري وتنوع عوالمها، بالإضافة لاستضافتها المشاهير من مختلف القطاعات في منصات حوارية مفتوحة، واحتوائها على أنشطة لألعاب الفيديو.
