من أين ينبع الغضب؟

من أين ينبع الغضب؟

الغضب انفعال منتشر اليوم، لكن قلة قليلة من الناس تدرك هذه القوة السلبية التي يحملونها معهم يومًا بعد يوم، فقد أصبح الغضب جزءًا من حياتهم اليومية، حياتهم الطبيعية.

ولحسن الحظ أن البعض يدرك ذلك، إذ يشعر بثقل الإحباط والغضب بداخله، ويختار الاعتراف بحاجته إلى مساعدة.

الآن، ماذا نفعل للتخلص من الغضب؟ عليك أن تحدد الفرق بين إدارة انفعالاتك وبين تحرير نفسك منها، فمعظمنا يتعامل ويدير الانفعالات، هذا ما تعلمناه، وهذا ما كنا نفعله منذ الطفولة.

ولإدارة انفعال من الانفعالات نقوم باحتوائه، ووضعه في صندوق وسجنه بداخله.. لماذا؟

• لأننا لا نريد أن نغضب.

• لأن الآخرين لا يريدون رؤيتنا غاضبين.

• لأن والدينا لا يعرفان ماذا وكيف يتصرفان مع مشاعرنا وانفعالاتنا، وبالتالي مع غضبنا.

• لأن الثقافة الاجتماعية والأسرية علمتنا تخزين انفعالاتنا وكبتها، فلا يحق لنا إظهارها، لا تختبر مشاعرك السلبية أمام الآخرين، هكذا يقولون لنا.

الإدارة الجزئية للانفعالات وثقافة اللاوعي، لذلك، كلما ظهر انفعال سلبي فإننا نخفيه.. نحن ندفنه ونكبته، لا نريد أن نعيش إحباطًا آخر أو حدثًا صعبًا آخر، فتأتي فكرة دفن الإحباطات الصغيرة في الحياة اليومية من ثقافة اللاوعي.

نريد أن نشعر بالرضا والسلام في داخلنا، لذلك نحاول التخلص مما هو سالب بداخلنا، مما يبقينا عالقين محاصرين بالداخل، لذلك نسكب الفائض أو نفجره

العودة إلى الماضي

حتى نفهم تمامًا ما هو الغضب والانفعالات الكبيرة يجب، وفقًا للتقرير الذي نشره موقع lesmotspositifs، أن نعود إلى "البيت" لمقابلة تعليمنا وتربيتنا.. يجب علينا تفكيك التعليم الذي تلقيناه حول الانفعالات لأن التطور الانفعالي يحدث وينمو في المنزل أصلًا.

بالطبع، يأتي تراكم الغضب من طفل متألم.. إنه طفل قيل له "أنت طفل سيء الطبع".

وبطبيعة الحال فإن الطفل الذي قيل له، أو أقنعوه بطرق مختلفة أنه سيء الطبع ولا قيمة له، سيفصل نفسه ببساطة عن الجانب السلمي فيه، وعن الجانب الهادئ فيه، الجانب الناعم فيه - الجانب الجيد من شخصيته.

عندئذ فهو يراكم السيئ في داخل نفسه.. يُراكِم الغضب.. يراكِم الإحباط من معرفة أنه شخص جيد، ولكن يقال في حقه إنه لا يمتلك هذه القيمة في داخله.

والوالدان غير مدركَين تمامًا لذلك، فلا جدوى من أن تقول لوالديك إنهما دمراك انفعاليًا، فلن يفهما ذلك ولن يقرّا به على الإطلاق.

لذلك، يجب إخلاء هذا التراكم في يوم أو آخر، لأننا نريد أن نشعر بالرضا والسلام في داخلنا، لذلك نحاول التخلص مما هو سالب بداخلنا، مما يبقينا عالقين محاصرين بالداخل، لذلك نسكب الفائض أو نفجره.

نفرغ ما لم نعد نستطيع إدارته، وما لم نعد قادرين على احتوائه، ليس لإيذاء الآخرين، ولكن لأننا نريد أن نشعر براحة البال، لذلك قيل لنا إننا أطفال سيئون يومًا بعد يوم.

عندما نتوصل إلى رؤية ما أعمانا عن جمالنا الداخلي، ننمو وننفصل عن تاريخنا الماضي
أخبار ذات صلة
هل تعرف آثار الغضب الرهيبة على شخصيتك؟ هذه 5 نصائح للتخلص منه

ماذا نفعل بهذه المعلومة الكاذبة عندما نكون أطفالًا؟ يجيب الطفل لا، لا، لا، أنا لست سيئًا، أنا طفل جيد.

وكيف نتخلص من هذا الاحباط؟ ببساطة عن طريق البحث عن مكان للتعبير عن انفعالاتنا لغرض بسيط هو الشعور بالسعادة والسلام مرّة أخرى.

إن عملية الغضب في جوهرها نداء، إنها صرخة من القلب لإيجاد طريقة لتحرير النفس انفعاليًا، وإن الهشاشة الداخلية هي التي تجعل الغاضب يسعى لأن يُرى ويُسمَع ويُفهَم على أنه الكائن الذي هو عليه.

انظروا إلى قيمتي.. أنا كائن.. أنا موجود.. اسمعوني.

الخطوة الأولى لتحقيق الشفاء هي التعرف على قيمتك الخاصة، وهي أيضًا تفكيك التكييفات الاشتراطية والأفكار المسبقة التي خضعتَ لها خلال طفولتك، وحتى في وقت لاحق من حياتك.

عندما نتوصل إلى رؤية ما أعمانا عن جمالنا الداخلي، ننمو وننفصل عن تاريخنا الماضي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com