مقتل 10 أشخاص في غارة إسرائيلية على مسجد شهداء الأقصى بدير البلح
مزيجٌ مدهش من الرهبة والجلال يقشعر له بدنك وأنت تتجول على قدميك مبهورًا بين جنبات المعابد والتماثيل التي تجعل من هذه المدينة تحفة معمارية لا مثيل لها على وجه الأرض ومتحفًا مفتوحًا يتزين بأجمل وأشهر آثار العالم في بقعة واحدة صغيرة لا تزيد مساحتها على 416 كم2.
إنها الأقصر إحدى أشهر وأقدم عواصم الحضارة الفرعونية، يعود تاريخها إلى آلاف السنين وتتنوع أسماؤها بتنوع الحضارات التي توالت عليها. اشتهرت باسم " طيبة" وكانت مقرًا للحكم بمصر، كما عُرفت باسم "مدينة الشمس" ربما لأنها واحدة من أكثر المدن سطوعًا بالشمس طوال العام وكذلك "مدينة النور" و"مدينة الصولجان". ورد اسمها في الملحمة الإغريقية الشهيرة "الإلياذة"، حيث أطلق عليها الشاعر والمؤرخ هوميروس اسم "مدينة المئة باب" لكثرة أبوابها ومداخلها.
يرجع تأسيسها إلى عام 2575 قبل الميلاد تقريبًا وظلت لفترة عبارة عن مجموعة من الأكواخ المتجاورة ومقابر تستخدم لدفن حكام الأقاليم حتى جعلها الفرعون "منوحتب الأول" عاصمة سياسية للبلاد وظلت كذلك حتى سقوط حكم الفراعنة على يد الفرس عام 332 .
وتضم المدينة أعظم دور العبادة في العالم من حيث الإبهار والعظمة المعمارية، وهي معبد الكرنك الذي يضم معابد الإله آمون وزوجته الإلهة "موت " وابنها الإله "خنسو"، ترجع بداية إنشائه إلى زمن "الدولة الوسطى" قبل الميلاد بما يقرب من 2000 عام. وشهد المعبد طفرة كبرى في عهد "الدولة الحديثة" التي ينتمي إليها عظماء التاريخ الفرعوني من الملوك والقادة، مثل "توت عنخ آمون" و"رمسيس الثاني"، حيث أنشِئت نسخة جديدة وفخمة من المعبد تليق بعظمة الإمبراطورية المصرية آنذاك.
وفي ظاهرة مبهرة تكشف عن براعة قدماء المصريين فلكيًّا، تم تصميم المعبد بحيث تتعامد الشمس عليه مرة واحدة سنويًّا وتحديدًا يوم الـ21 من ديسمبر/ كانون الأول، في يوم الانقلاب الشتوي أي مع بدء فصل الشتاء من كل عام. ويعدّ تعامد الشمس على "قدس أقداس" معبد الكرنك الحدث الثاني من حيث الأهمية في هذا السياق بعد تعامدها على معبد أبو سمبل.
وتشتهر الأقصر بوادي الملوك والملكات الذي يضم العشرات من مقابر أبرز الأسماء في التاريخ الفرعوني والذين تم نحت مقابرهم في الصخور بالبر الغربي من المدينة حتى تستعصي على اللصوص. كما تشتهر كذلك بمعبد الأقصر والدير البحري وطريق الكباش وتمثالي ممنون.
وكان العرب هم من أطلقوا بعد الفتح الإسلامي اسم "الأقصر" على المدينة نظرًا لتكدس "القصور" الفرعونية بها، إلا أنّ دراسة أعدتها الباحثة مديحة أحمد ابوالمجد، ترصد احتواء المدينة على العديد من القصور التاريخية التي بنيت في القرنين التاسع عشر والعشرين مثل قصر "السلطانة ملك"، وقصر"باسيلي باشا"، و"قصر الشتاء"، وقصر "يسي باشا أندراوس"، و"قصر بيت شيكاغو"، و"قصر عبود باشا".
وبحسب الدراسة، فإن قصر الشتاء، المعروف باسم "فندق وينتر بالاس" حاليا، هو الأعظم بين مباني الأقصرالحديثة وأعرقها، كما استقطب العديد من مشاهير العالم ولا يزال حتى اليوم.
وبحسب الدراسة، بنى هذا القصر عام 1903 وأشرفت على بنائه شركة "توماس كوك" العالمية وقد شيّد على الطراز الفيكتوري وكان من أول نزلائه الملك فؤاد الأول والملك فاروق الذي أصبح له جناح خاص داخل القصر يطلق عليه حتى اليوم اسم "رويال سويت" ويُعرف أيضًا باسم "جناح الملك فاروق". كما نزل في الفندق ونستون تشرشل وأغاثا كريستي وجين فوندا وخوان كارولس ملك إسبانيا وشاه إيران محمد رضا بهلوي والزعيم اليوغسلافي جوزيف تيتو، والملك المغربي محمد الخامس والرئيس الجزائري أحمد بن بيلا والزعيم الأفريقي لومومبا ووزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر.