الإيثار الفعال.. ما هو؟

الإيثار الفعال.. ما هو؟

الإيثار الفعّال تيار فلسفي وأيضا حركة اجتماعية تتساءل عن أكثر الطرق فعالية لمساعدة الآخرين، والإيثار الفعال أو الإيثار الفعلي فلسفة وحركة اجتماعية، وكما يوحِي اسمه، فهو مدرسة فكرية تهدف إلى مساعدة المحتاجين، ولكن بطريقة محدّدة للغاية.

أولئك الذين يتبعون هذه المبادئ، يقومون بتحليل شامل لاحتياجات وفرص شخص ما أو المجتمع قبل مشاركة أفكارهم.

ربما يكون ويليام ماكاسكيل وتوبي أورد وبيتر سينجر وتوماس بوجي من أهم الأسماء في هذا التيار. وهناك أيضا شخصيات من عالم الأعمال، مثل مؤسّسي باي بال، وسكايب وفيسبوك، وبيتر ثيل، وجان تالين، وداستن موسكوفيتز

يمكن تعريف الإيثار الفعّال على أنه نزعة هدفها تعظيم تأثير العطاء الخيري. في مفهوم الهبات هناك المال، ولكن هناك أيضا السلع وموارد أخرى غالبا ما تكون أقلّ تثمينا

ويشترك جميعهم في فكرة أنّ تحليلات شاملة تتحقق في كثير من الأحيان في الشركات قبل الاستثمار. ومع ذلك فالعملية ليست هي نفسها عندما يكون مثل هذا الاستثمار موجّها إلى مشروع إنساني.

وهذا يعني عادة أنّ الموارد لا يتم توزيعها بكفاءة وفعالية؛ ما يقلل من تأثير هذه المساعدات. سنرى في التقرير التالي ما هو الإيثار الفعّال وكيف تتم ممارسته.

يقول بيتر سينجر: "نحن مسؤولون ليس فقط عما نقوم به ولكن أيضا عما كان يمكن أن نتجنبه".

الإيثار الفعال

يمكن تعريف الإيثار الفعّال على أنه نزعة هدفها تعظيم تأثير العطاء الخيري. في مفهوم الهبات هناك المال، ولكن هناك أيضًا السلع وموارد أخرى، غالبًا ما تكون أقلّ تثمينًا، مثل الوقت. يتمحور نشاطها حول السؤال: كيف يمكن إعطاء أفضل شروط وظروف وفرص تشغيل الموارد المستثمّرة في التعاون؟

تأتي هذه الحركة من مجتمع أسسه الفيلسوف توبي (جامعة أكسفورد، 2009) يُدعَى "إعطاء ما نستطيع" Giving What  We Can .

ثم في عام 2011، وبمساعدة المجتمعات الأخرى تم تأسيس مركز الإيثار الفعّال. وهي مؤسسة معروفة لعامة الناس بفضل مؤتمر TED للفيلسوف بيتر سنجر، الذي أثار اهتمام الشخصيات والشركات المعروفة ذات رأس المال القوي من خلال هذه القناة.

منذ تلك اللحظة نما الدعم الاجتماعي للحركة. وهي حاليا إحدى مبادرات التضامن التي تحظى بأكبر قدر من الدعم الاجتماعي.

إنّ ما تسعى إليه هذه الحركة والفلسفة التي تقوم عليها هو تعزيز بناء العدالة الحقيقية في العالم من خلال المساعدة المتبادلة.

أصحاب هذه الحركة يعتقدون أنّ القوى العليا والشركات الكبرى تتصرف بشكل سطحي فقط في مواجهة الظلم؛ لذلك يفترضون أنه إذا تولى المواطنون العاديون الالتزام بمساعدة الآخرين فإن الطريق إلى عالم أكثر مساواة وعدالة سيكون أقصر.

يولد الفقرُ دورات من المعاناة، وهو يخلق صعوبات خطيرة أخرى، مثل العنف وعدم الشرعية

الأسباب ذات الأولوية

بشكل عام يهدف الإيثار الفعّال، وفقا للتقير الذي نشره موقع nospensees إلى تعظيم الخير المقدّم، والذي يهدف إلى إنهاء أو تخفيف معاناة الآخرين. ولتحقيق هذا الهدف تم تحديد أربعة مجالات ذات أولوية، وهي:

القضاء على الفقر المدقع في العالم: يولد الفقرُ دورات من المعاناة. وهو يخلق صعوبات خطيرة أخرى، مثل العنف وعدم الشرعية. الفقر المدقع لا يطاق عندما تكون هناك موارد على هذا الكوكب قادرة على تغطية الاحتياجات الأساسية لجميع السكان.

• التقليل من معاناة الحيوانات: الحيوانات جزء أساسي من الحياة على هذا الكوكب. يجب اعتبارها كائنات واعية تعاني أيضا. إذا كان الإنسان هو العرق المتفوّق فعليه أن يمارس التعاطف مع أشكال الحياة الأخرى.

حماية الكوكب من مخاطر كارثية: المخاطر الكارثية هي الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ وحوادث التكنولوجيا الحيوية والشتاء النووي. من الضروري اتخاذ تدابير لمعالجتها واحتوائها.

تعزيز النشاط الفوقي: النشاط الفوقي هو الاتحاد والاتفاق والعمل المنسق بين الحركات المختلفة والأشخاص الذين يمارسون النشاط في العالم. وكلما زاد تماسكها زادت فعاليتها لا محالة.

الإيثار الفعّال ليس حكرا على الشركات الكبرى أو الشخصيات العامة. يمكن لأي شخص مهتم ببناء عالم أفضل الانضمام إلى المبادرة والتعاون

الإيثار الفعّال يدعو إلى مساعدة مرئية وإيجابية عند الآخرين.

تتمثل الطريقة الأساسية لتقديم مساعدة فعّالة في إجراء تحليل دقيق للوضع الإشكالي الذي يتم اكتشافه في أحد هذه المجالات ذات الأولوية. بعد ذلك، يأتي قرار أين وكيف يتم التبرع بالمال أو الموارد. لذلك يجب أخذ ثلاثة متغيرات في الاعتبار قبل اتخاذ القرار:

المقياس: كم عدد الأشخاص الذين يمكنهم تحسين حياتهم بشكل ملحوظ من خلال دعم المنظمة "س"؟

تتبّع المراحل: هل يمكن قياس تأثير الاستثمار؟ وبأي شكل؟

التخلي: إلى أي مدى تم إهمال هذه القضية أو المنظمة؟

يمكننا جميعا تقديم المساعدة

إن الإيثار الفعّال ليس حكراً على الشركات الكبرى أو الشخصيات العامة. يمكن لأي شخص مهتم ببناء عالم أفضل الانضمام إلى المبادرة والتعاون، بأفضل ما لديه من قدرات، مع المحتاجين.

لا أحد فقير إلى الحدّ الذي يجعله لا يملك شيئا يعطيه للآخرين. والعطاء ليس المال بالضرورة، إذ يمكن أن يكون العطاء أيضا وقتا أو عملا

غالبا ما يكون هناك فهم خاطئ لظروف الفقر. يمكن اعتبار شخص ذي دخل منخفض في بلد متقدم شخصًا قويا اقتصاديا في بلد ذي اقتصاد ناشئ.

طوّرت مؤسسة Ayuda Efectiva Foundation وهي منظمة غير ربحية تقوم على مبادئ الإيثار الفعّال، آلةً حاسبة لكل شخص لقياس ثروته.

من المؤكد أنّ الكثيرين يندهشون عندما يرون أنّ مداخليهم أعلى بكثير من دخل الأغلبية. تركز حركة الإيثار الفعّالة على أولئك الذين يريدون المساعدة ويعتقدون أنهم يستطيعون ذلك. إنها مبادرة تهدف إلى الحفاظ على روح التضامن هذه وتعزيزها، مع الاستفادة المثلى من المساهمات التي تصل.

لا أحد فقير إلى الحدّ الذي يجعله لا يملك شيئًا يعطيه للآخرين، والعطاء ليس المال بالضرورة. إذ يمكن أن يكون العطاء أيضًا وقتًا أو عملًا.

والأهم من ذلك، في ضوء إيثار فعّال هو الأخذ في الاعتبار أنّ هذه المساعدة تولد بالفعل تأثيرًا واضحًا وإيجابيًا على الآخرين، ونأمل أن يكون هذا على المدى الطويل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com