تعيد صورة توثيقية لسيارة "نيرن"، التي أسسها نورمان نيرن وشقيقه جيرالد، حقبة تاريخية إلى الأذهان لخط "بغداد – دمشق – بيروت".
وأسس الأخوان "نيرن"، وهما من نيوزيلندا وكانا يعملان في الجيش البريطاني في الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها، ويتاجران بمركبات الجيش البريطاني، شركة لبيع السيارات عام 1919.
لكن الشركة لم تكن ناجحة بما يكفي، فقررا في عام 1920 تشغيل سيارات للأجرة بين بيروت وحيفا، لكنهما لم يتمكنا من بيع السيارات هناك.
وفي عام 1923، طلب القنصل البريطاني في دمشق من الشركة تجريب إمكانية عبور الصحراء السورية بالسيارات، وكان العراق آنذاك خاضعا للانتداب البريطاني، ما كان يعني أن لهذا الطريق أهمية كبيرة في نقل الموظفين البريطانيين بعد أن تعثرت خطط ربط سكة حديد بساحل البحر المتوسط، بينما كان الطريق الجوي مكلفا.
ووجد التجار كذلك في اقتراح القنصل، فرصة مؤاتية، إذ كانوا يستخدمون الإبل والتي كانت بطيئة، كما كانوا يتعرضون لهجوم القبائل، الأمر الذي دفعهم لدعم شركة "نيرن".
وانطلق عمل الشركة في عام 1923، وأصبح طريقهم الرابط بين "بغداد – دمشق – بيروت"، معروفا باسم "طريق نيرن"، واستمرّ عملهم حتى عام 1959.