صفارات الإنذار تدوي في عكا وحيفا ومحيطهما ومناطق عدة بالجليل الأعلى والغربي
من مدينة "العمارة" انبثق صوته الممتزج ببيئة الأهوار وصولاً للكويت العام 1984، حين جمعه المطرب العراقي سعدون جابر، أول لقاء مع الملحن المصري بليغ حمدي، الذي يحظى بمرتبة الشرف بين المطربين العراقيين ويلحن له.
أربعة نصوص غنائية كتبها الراحل، كريم العراقي، لحنها، بليغ، لسعدون جابر ليمتزج النغم المصري بالكلمات والصوت العراقي، في لوحة فنية رائعة.
يقول الناقد الفني، لطيف جيجان: "صوت سعدون جابر جذب بليغ حمدي الذي كان ينتقي الأصوات التي يلحن بها، ويستهويه هذا المطرب من ذاك، وكيف لا وهو لحن لأعظم من غنى الطرب العربي أمثال أم كلثوم وعبد الحليم ووردة وغيرهم".
وأضاف: "اللقاء الأول جمعهما في الكويت، ليتوج بلقاء ثان في العراق العام 1985، ولكن هذه المرة في بغداد بعد أن زار، بليغ، العاصمة العراقية، ليختار الملحن القدير نصوصاً عراقية وواضحة عربياً في نفس الوقت".
ومن بغداد والقاهرة إلى لندن، كانت رحلة بليغ وسعدون، حيث التقيا هناك ليتبادلا أطراف الحديث والاتفاق على أربع أغان، حملت توقيع الشاعر الكبير كريم العراقي، وهي كل من (مشوارك) و (من الأول يا حبيبي) و (رحنة) و (أريدك).
ويرى جيجان أن "ما حظي به سعدون جابر قليل ما ناله فنان عراقي آخر، سواء على مستوى غنائه ألحانا من ملحنين كبار، أو للعشق العربي بشكل عام والخليجي على نحو خاص له".
ورغم تلحين الموسيقار، بليغ حمدي، لأربع أغان وسفره وتنقله بين القاهرة وبغداد ولندن لاستكمال تلك الصفقة، بيد أنه رفض رفضًا قاطعًا، بحسب، ستار جابر، شقيق المطرب سعدون جابر أن يتلقى أي أموال مقابل تلك الألحان، وهذا ما عده، جيجان، "قمة الانغماس بعشق اللحن".