الوكالة اللبنانية: 9 غارات تستهدف المنطقة الحدودية مع سوريا في الهرمل
ربما يكون سوق المباركية التاريخي في العاصمة الكويتية، بشهرة الأبراج الثلاثة التي يعرفها القاصي والداني عن البلد الخليجي، لكن الأكيد أن ذلك السوق الذي يشكل رابطًا مع الماضي، لا يزال يقاوم مظاهر الحياة الحديثة ومراكز التسوق العصرية.
ففي بلد مثل الكويت، حيث الثراء الذي جلبه اكتشاف النفط منذ النصف الأول من القرن الماضي، تنتشر اليوم سلاسل لمراكز التسوق العالمية ومحلات لأشهر ماركات الملابس والعطور والإكسسوارات، لكنها لم تنجح حتى الآن في سرقة الأضواء من المباركية.
إذ يحرص سكان العاصمة والمقيمون فيها، والقادمون من مختلف مناطق الكويت، وزوارها الكثر من الخارج، على زيارة السوق الذي يظل مزدحمًا طوال النهار وحتى ساعات متأخرة من الليل بسبب ذلك الإقبال الكثيف الذي يختتمه المتسوقون بمقاهي ومطاعم المباركية الكثيرة.
وربما تكون حكاية السوق وطريقة نشأته، جزءاً من سر شعبية المكان، حيث بدأ قبل أكثر من 125 عاماً بمحل واحد صغير يشبه الكشك الذي أنشأه حاكم الكويت السابع والبارز، الشيخ مبارك الصباح، عام 1897، في منطقة القبلة بالعاصمة، بهدف الاستماع إلى شكاوى المواطنين والنظر في مشاكلهم.
لكن ذلك الدكان تحول بعد فترة إلى أول محكمة بالكويت تقضي في شؤون المتخاصمين، لتبدأ حكاية ولادة سوق المباركية، حيث كان التجار يجتمعون بالقرب من ذلك الدكان في تلك المنطقة التي يجلبون إليها بضائعهم من الهند والعراق وعمان وغيرها، لتتحول هذه المنطقة إلى أكبر سوق تجاري شعبي اكتسب اسمه من مؤسس أول دكاكينه، الشيخ مبارك.
وبدأ السوق بالتوسع تدريجياً، لكن بشكل منظم، حيث ينقسم لمجموعة شوارع متوازية ومتقاطعة، ليتحول في غضون سنوات لأشهر أسواق الكويت، بينما يجمع في داخله مجموعة أسواق للملابس والخضار والفواكه والسمك والبهارات والذهب وصرافة العملات وثمَّة قسم للمطاعم والمقاهي.
وتتنوع دوافع زوار سوق المباركية، فبعضهم لا يقصده للشراء من الأساس، بل يأتي لشرب الشاي أو القهوة في مقاهيه، والاستمتاع برائحة الماضي كما يصف بعض زوار السوق، بينما يفضل آخرون شراء حاجياتهم من الملابس التراثية والحديثة والحلويات والخضراوات والبهارات من المباركية لأسعارها الرخيصة مقارنة بمراكز التسوق.
ولا يقل سوق المباركية عن أكبر مراكز التسوق في البلاد حجماً، ففيه نحو 600 محل تجاري وركن للبيع، بينما تفوح منه رائحة الماضي على شكل ديكورات الدكاكين أو البضائع التراثية أو أشكال فناجين القهوة والشاي وقصص المقاهي المتداولة عن ماضي البلاد وقسوة العيش التي صبر عليها الكويتيون قبل أن تتغير أحوال بلادهم للأفضل.