تحدث الفنان اللبناني جورج خباز لـ"إرم نيوز" عن مسرحيته الجديدة "خيال صحرا"، التي تُناقش فترة الحرب الأهلية اللبنانية، في سبعينيات القرن الماضي.
وكشف خباز عن تفاصيل المسرحية والتحديات التي واجهتها عند تقديمها للجمهور، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان حاليًا، إذ نفدت التذاكر جميعها خلال الساعات الأولى من فتح باب الحجز.
كيف تنظر لتقديم مسرحية "خيال صحرا" وتحقيقها نجاحات كبيرة بأوقات وظروف صعبة يمر بها لبنان حاليًا؟
على الرغم من كل الأوضاع والظروف التي يمر بها لبنان، مسرحية "خيال صحرا" مُكتملة العدد طوال الوقت. فاللبناني معروف بوضع إرادة الحياة فوق كل اعتبار، إلى جانب أن الكثيرين يجدون متنفسًا من خلال الفن والثقافة، خاصة أن المسرحية تحكي عن فترة السبعينيات، التي شهدت الحرب الأهلية، فهذه الحقبة أعطت قيمة للزمن، الذي يتم عرض المسرحية فيه حاليًا.
هل تعتبر المسرحية سياسية أم أنها اجتماعية إنسانية؟
المسرحية ليست سياسية، بل قصة صداقة بين شخصين، لا يُشبهان بعضهما بأي شيء، إذ يمران بظروف مُعينة، ليكتشفا أن لديهما القواسم المُشتركة، فهما وجهان لعملة واحدة، على الرغم من أنهما من عقائد، وبيئات، وطوائف مختلفة، لديهما أحلام مشتركة إنسانية، وعلاقة خاصة بالبيئة والتربية، لذا المسرحية تدور أحداثها في هذا البُعد بعيدًا عن السياسة تمامًا.
لماذا استخدمتم رمزيات مُتعلقة بالتواريخ والأحداث الواقعية خلال أحداث "خيال صحرا"؟
كُنا أوفياء لتلك المرحلة التي تناقشها أحداث المسرحية، فحرصنا على نقلها بواقعية ودقة شديدة للغاية. مشهد وقف إطلاق النار بالمسرحية، عقب مؤتمر بغداد، هو نقل للواقع نفسه، الذي حدث في السبعينيات، هذا الموقف أتاح للمقاتلين الالتحام مع بعضهم، حتى ولو أنهم من بيئات وعقائد مختلفة، ولم يكن الأمر مجرد رمزيات، بل هو وفاء للحقبة الزمنية التي تدور فيها أحداث المسرحية.
لماذا تُصر على تقديم المسرحيات في ظل الظروف الصعبة والعوائد المادية القليلة مُقارنة بالسينما والدراما؟
أعمل بالمسرح لعدة أسباب، منها أنه وسيلة تعبير مُهمة بالنسبة لي ككاتب ومخرج وممثل، الأمر الثاني، لأنني أعده وسيلة تلاق وتفاعل مباشر مع الناس.
المردودان المادي والمعنوي، يأتيان مع الاستمرارية، والحمد لله أنا من القلائل في لبنان الذين تحقق مسرحياتهم النجاح، ويستمر عرضها لشهور طويلة، فمنذ الساعات الأولى التي تم فتح باب الحجز للمسرحية في الأول في يونيو الماضي، نفدت البطاقات كلها، هذا دليل محبة ووفاء وثقة من الناس.
في النهاية، هل هناك خطة لعرض المسرحية ضمن جولة أوروبية قريبة؟
سوف نعرض المسرحية بدول أوروبية خلال الأسابيع المُقبلة، لنعود بفترة الأعياد مع نهاية العام الجديد لعرضها من جديد في لبنان، كما أن عرض المسرحية، مُستمر حتى الصيف المُقبل، ومن المقرر أن نعرضها أيضًا في أحد المهرجانات الكبيرة في لبنان.