أطفال مصابون بالسرطان شمال شرق سوريا يعانون غياب الدعم

أطفال مصابون بالسرطان شمال شرق سوريا يعانون غياب الدعم

يسعى مركز خاص لدعم أطفال السرطان، افتتحته مجموعة من الشباب في شمال شرق سوريا، لتقديم الرعاية الصحية والنفسية لهذه الفئة من الأطفال، إلا أنه يواجه أوضاعا صعبة بسبب غياب الدعم المادي، وعدم تعاون الجهات المعنية، ما يعرّض أطفال المركز لخطر إنساني مضاعف، وفقا لمؤسسي المركز.

ومما جاء على صفحة "مركز فرح لأطفال السرطان" على "فيسبوك": "ويبقى الورد وردا مهما خانته الظروف"، وإن هذا المركز الذي افتُتح العام الماضي بمبادرة شبابية أدارتها الشابة السورية لينا ميرزا في قرية "كركي لكي/ معبدة" التابعة لمدينة القامشلي، يسعى دائما إلى تحقيق تلك المقولة والعناية بالأطفال المرضى بكل ما أتيح له من إمكانيات بسيطة.

المركز الذي كان حلما تحقق لميرزا بعد سعي دام قرابة السبع سنوات، اتخذ شعارا له "نزرع الأمل لنمحي الألم"، بينما اللوغو الخاص به فهو شريط ذهبي خاص بأطفال سرطان دم العظام وهو يرمز إلى القوة والشجاعة، بمعنى أن مركز فرح ينطلق من الأمل بحياة أجمل لأولئك الأطفال المرضى، والسعي بعزم وتصميم لخلق القوة والشجاعة لدى الأطفال لمواجهة مرضهم، وصولاً إلى زوال الألم.

ويعتبر مركز فرح الأول من نوعه في المنطقة لرعاية الأطفال المصابين بالسرطان، وتقديم الدعم المعنوي لهم ومساعدتهم بالاندماج، ومنذ ثماني سنوات كان عبارة عن منزل طيني قديم، إلى أن قامت لينا مع مجموعة من المتطوعين التي آمنت بأهمية إيجاد مثل ذاك المركز بتحويله إلى مكان يستقبل كل طفل يحتاج إلى العناية والرعاية ويقدم له الفرح والبهجة.

وفي حوار مع مديرة المركز لينا ميرزا أوضحت لـ"إرم نيوز"، أن أهم أهداف مركز فرح هو تحسين الواقع النفسي للأطفال المصابين بالسرطان ودمجهم مع المجتمع من خلال نشاطات ترفيهية تعليمية وتأمين الجو المدرسي الملائم لهم"، مستطردة "لكن المركز يعاني من غياب الدعم المادي الذي يؤثر على استمراريتنا، فلا نملك ثمن إيجار المكان ولا نستطيع تأمين الاحتياجات الأساسية للأطفال عادة".

وقالت ميرزا: "نعمل ما استطعنا لتشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، وكسر حاجز الخجل لديهم، ودعم مواهبهم وإقامة أنشطة ومهرجانات ترفيهية لمساعدتهم على تخطِّي محنتهم، فضلاً عن نشر التوعية حول هذا المرض ورفع مستوى الوعي المجتمعي من خلال عقد ورشات عمل وندوات وحملات توعوية للوقاية من الأمرض، وتوعية الأهالي لكيفية التعامل مع طفلهم المريض، إلى جانب تدريب المتطوعين على طرق التعامل مع الأطفال".

وبيَّنت مدير مركز فرح أنه من بين الخدمات المتنوعة التي يقدمها للأطفال المصابين بالسرطان هناك نشاطات حركية منها ألعاب رياضية كالشطرنج والسباحة والكاراتيه، وحسية كالموسيقا والحساب الذهني واللغة الإنجليزية والعربية.

ولعل أهمية هذا المركز تأتي أيضاً من كونه يسهم في تقديم خدمات الدعم النفسي والترفيهي لأطفال السرطان من مناطق رميلان والمالكية والقحطانية واليعربية والجوادية نظرا لقربه من البلدات المذكورة.

ويتواجد في المركز حاليا ما يزيد عن خمسة عشر طفلاً من قرية معبدة والقرى المجاورة لها، وفق "ميرزا"، ويقوم فريق العمل التطوعي بتقديم أقصى درجات المساعدة النفسية والمعنوية لهم، وتذليل مصاعب الحياة أمامهم، لكن تبقى إمكانيات مركز الفرح ضئيلة، لاسيما على الصعيد المادي، وذلك لأنه يعتمد على منح من المنظمات الدولية والمحلية والتبرعات والصدقات وهي قليلة جدا.

إضافة إلى دعم أطفال السرطان يتضمن المركز قسما آخر يقدم دعما نفسيا للنساء المصابات بسرطان الثدي، وذلك من خلال نشاط دوري يتم مرتان في الأسبوع، إلى جانب إقامة ورشات عمل تتخللها فقرات حوارية لتقديم معلومات حول مخاطر الأمراض الاجتماعية كالمخدرات والتدخين وغيرها.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com