لعبت دورًا بعد زلزال تركيا.. ما هي "كلاب SAR" وكيف تُدرب على البحث والإنقاذ؟
لعبت الكلاب المدربة دورًا مهما في عمليات الإنقاذ والبحث عن الضحايا من تحت أنقاض الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا فجر السادس من الشهر الجاري.
وسارعت العديد من دول العالم إلى إرسال فرق الإنقاذ إلى تركيا بعد الكارثة، وكانت مع هذه المجموعات كلاب عالية التدريب، ووصل عددها إلى 388، وفق ما ذكرت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية للأنباء، اليوم الإثنين.
ونقلت الوكالة عن بابلو جارسيا، أحد أعضاء فريق الإنقاذ المكسيكي، الذي عمل في مدينة أنطاكيا في ولاية هطاي، قوله إن "كلاب البحث والإنقاذ تخضع لبرنامج من التدريب والتأهيل يستمر من عام إلى عامين".
وأضاف جارسيا أن "الكلاب المشاركة في جهود البحث والإنقاذ بكهرمان مرعش تلقت تدريبات خاصة على تتبع بقايا الملابس، والتمييز بين روائح البشر والروائح الأخرى، والتعامل مع مختلف المواقف الخاصة المحتمل حدوثها خلال أعمال البحث والإنقاذ".
وأشار إلى "أهمية هذه الكلاب في أنشطة البحث والإنقاذ، خاصة في حالات الكوارث والطوارئ، وتحديد أماكن تواجد الأشخاص تحت الأنقاض، واشتمام رائحة الضحايا العالقين تحت الأنقاض الذين مازالوا على قيد الحياة".

كلاب البحث والإنقاذ “SAR Dogs"
لا تتوقف مهام الكلاب في تربيتها كحيوانات أليفة، بل إن لها أدوارًا أخرى في مساندة الفرق المعنية خلال الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والأعاصير، والعمل مع الشرطة في مسرح الجريمة والبحث عن المخدرات والأسلحة والمفقودين.
كما أنها تتلقى تدريبات للتعامل مع مرضى الزهايمر والتوحد والمكفوفين.
ورغم تقاطع تدريباتها مع كلاب أخرى إلا أن “SAR Dogs" يتم تأهيلها للتكيف مع مجموعة متنوعة من الظروف الشديدة والعمل تحت الضغط.
ما الذي يميزها؟
بفضل تكوينها، تمتلك الكلاب قدرات شم تفوق ما لدى البشر بأضعاف مضاعفة، إذ إنه ووفق مستشفى الحيوانات الأمريكي "VCA"، فإن الكلاب لديها أكثر من 100 مليون موقع مستقبلات حسية في تجويف الأنف، مقارنة بـ6 ملايين عند البشر.
وأشار المستشفى إلى أن "مساحة دماغ الكلاب المخصصة لتحليل الروائح أكبر بحوالي 40 مرة من الجزء المماثل في دماغ الإنسان"، وبالتالي فإن أنفها مهم جدًا في أعمال الإنقاذ والبحث.
وتستطيع الكلاب بهذه الميزة تتبع جزيئات الروائح المحمولة في الهواء، لكن أحيانًا تؤثر الظروف الجوية على أدائها الوظيفية مثل سرعة الرياح واتجاهها ودرجة الحرارة والرطوبة.
إلا أن فرق البحث والإنقاذ تعتمد على أنواع معينة من الكلاب بسبب موهبتها وقدراتها الفريدة.

ما التدريبات التي تتلقاها؟
تتلقى كلاب البحث والإنقاذ “SAR Dogs" تدريبات مكثقة تصل إلى 600 ساعة حسب بعض المختصين، وهي مدة تشكل عامًا أو عامين.
تبدأ الكلاب بالتدرب وهي جراء بعمر 8-10 أسابيع على الطاعة، ثم تتعلم تتبع المدربين والإشارة إليهم، إلى جانب التعامل مع المواقف العصيبة.
ويبدأ العمل الحقيقي لـ “SAR Dogs" في عمر السنة والنصف، وعندما تصل إلى سن الخامسة تتقاعد.
تتعلم كلاب البحث والإنقاذ والسباحة بشكل جيد، وتستطيع بعض الأنواع تتبع الرائحة وتمييزها على بعد ميل.
وعند عثورها على أي أثر تبدأ بالنباح لتنبيه الفريق.
ولديها القدرة على تمييز روائح الناجين تحت الأنقاض، حتى لو كان بجوارهم جثث.
ما هي أفضل سلالات الكلاب العاملة في البحث والإنقاذ؟
بلودهاوند Bloodhound
هو فصيل ينحدر من سلالة كلاب الصيد في بلجيكا، كان قديمًا يتم تربيته لصيد الغزلان والخنازير، قبل أن يستخدم في تتبع الهاربين من العدالة.
يمتاز هذا الكلب بقدرته على تمييز رائحة الإنسان من مسافات بعيدة جدًا، إلى جانب غريزته العنيدة في التتبع.

كون هاوند Coonhound
هو كلب صيد أمريكي ومن هذا النوع 6 سلالات لديها مهارات كبيرة في تعزيز قدرة فرق الإنقاذ على التتبع والبحث والإنقاذ.

بوردر كولي Border Collie
هو سلالة من كلاب الرعي متوسطة الحجم، تنحدر من بريطانيا، وتتمتع بذكاء شديد ويتم استخدامها في مهام البحث والإنقاذ ومهام الشرطة.

جيرمان شيبرد German Shepherd
كلب الراعي الألماني يحمل اسم بلده الأصلي، ويعتبر من أكثر الكلاب تعلقًا بالإنسان وإخلاصًا له.
يفضله رجال الشرطة في مهامهم وكذلك فرق البحث والإنقاذ، بسبب قوته وذكائه وسهولة تدريبه.

لابرادور ريتريفر Labrador Retriever
من أكثر سلالات الكلاب شعبية في كندا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، يتم تدريبها ككلاب رياضية وصيد.
وتستخدم أيضا في مساعدة المكفوفين والمصابين بالتوحد، ويتم الاعتماد عليها في مهام فرق البحث والإنقاذ لقوة حاسة الشم لديها.
