بسبب القهوة.. مصرية تروي قصة نجاتها من الإعدام بعد سنوات بالبذلة الحمراء (فيديو)

نجت سيدة مصرية من "حبل المشنقة"، بأعجوبة، بعد 4 سنوات من ارتدائها "البذلة الحمراء" و6 سنوات من وجودها خلف القضبان، في انتظار تنفيذ حكم الإعدام فيها.

السيدة التي تُدعى كريمة عبدالحميد، من محافظة الدقهلية في دلتا مصر، لديها طفلتان، وأُلقي القبض عليها، في العام 2017، لاتهامها بقتل زوجها بوضع "سم" له في مشروب "القهوة"، والتي للمفارقة كانت السبب في حصولها على البراءة.

وفي العام 2019، صدر الحكم بشنقِها، وأيَّده رأي مفتي الجمهورية، وارتدت "ملابس الإعدام" لمدة 4 سنوات في انتظار التنفيذ، إلّا أن إرادة الله شاءت أن تحصل على البراءة من محكمة النقض.

وقالت السيدة "كريمة عبدالحميد": "كانت لدي ثقة، ولم أفقد الأمل للحظة بأن الله سيُنقذني من حبل المشنقة، وأخرج من السجن لتربية ابنتي".

وأكدت "كريمة"، في لقاء مع "إرم نيوز"، أنها لم تقتل زوجها، وأنها من خلال محاميها ستسعى إلى إعادة فتح التحقيقات في القضية للوصول إلى المتهم الحقيقي، والقصاص منه.

وأشارت إلى أن الحزن تملك منها بعض الشيء بعدما علمت وهي داخل السجن، بإيداع ابنتيها في دار أيتام، ما أدى إلى إصابتها بـ"جلطة" في القدم.

وذكرت أن سعادة الناس من الجيران وأهالي بلدتها بحصولها على البراءة، كانت مفاجأة بالنسبة لها، مشيرة إلى أن فرحتها لا توصف بعودتها إلى ابنتيها من جديد، بعد أن غابت عنهما لمدة 6 سنوات، منذ القبض عليها في العام 2017 تحديدًا.

ولفتت إلى أنها تزوجت عن حب، لكن والد زوجها هو من كان يرفض ارتباط نجله بها، مشيرة إلى أن من اتهموها بقتل زوجها هم أهله.

ولفتت إلى أن "هناك شاهد (زور)، أُوكل ربنا فيه، شهد بأنني قتلت زوجي، وبقوله ربنا يسامحك، وحقي ربنا هو إللي جابه، وسيأتي ليّ مرة ثانية في الآخرة".

وقالت: 'لبست البذلة الحمراء، وكنت في انتظار رحمة ربنا، وكان عندي يقين بأنه سيُنجيني، لأنني لم أرتكب تلك الجريمة، واتظلمت، وربنا استجاب لدعواتي".

وواصلت: "أنا اتولدت من جديد كيوم ولدتني أمي، وأشكر ربنا، والقاضي إللي حكم بالبراءة، وعرف أنني لست الجانية، وأن الشهادة ضدي كانت زورًا".

ولفتت إلى أنها أُغمي عليها بجوار زوجها عندما رأته ميتًا من الصدمة، لتجد بعد ذلك المفاجأة بأن أهله يتهمونها بقتله.

من جهته، كشف وهدان الباز، محامي السيدة، أن "الجريمة وإلقاء القبض على كريمة كان، في العام 2017، وصدر الحكم عليها من محكمة الجنايات بالإعدام، في العام 2019".

وأضاف الباز، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "جلسة النقض كانت، يوم 6 ديسمبر / كانون الأول 2022، وفي 17 يناير / كانون الثاني، تم قبول النقض، والحكم بالبراءة".

ولفت إلى أن "السيدة كانت متهمة بقتل زوجها بسم في القهوة، إلّا أن شهود الإثبات لم يُشاهد أحد منهم المجني عليه أثناء صعوده إلى زوجته في توقيت الجريمة، وكلها عبارة عن أقوال سمعية ، بناءً على علمهم بأن هناك خلافات بين الزوجين".

وأوضح أنه "قبل الواقعة (وفاة الزوج بالسم)، بأسبوع كان الزوج قد ترك منزل الزوجية وذهب إلى بيت أهله، وعاد في يوم الحادثة، ومن هنا وجهت للزوجة أدلة الاتهام".

وحول الأدلة التي تمكن من خلالها إثبات براءة موكلته، قال الباز، إنه "كان هناك خيط من خلال نقطة فنية، وهو أن الزوج تناول مشروب القهوة، وفقًا لشهود الإثبات، لكن هو في الفترة من الساعة 6.30 وحتى 8.30، كان جالسًا على القهوة، ومن هنا جاء الدليل".

وبين أن "هناك نقطة فنية في أملاح الأمونيوم، أنها تحتاج حتى تتفاعل داخل جسم الإنسان وتحدث وفاة، على الأقل 4 ساعات".

وتابع: "بحساب التوقيت، فالزوج توفي من الساعة 11.30 إلى 12، وبذلك يكون قد تناول القهوة أثناء فترة تواجده على الكافتيريا في حدود الساعة 7.30 إلى 8، بحسب ما قال الشهود إنه كان متواجدًا عليها في هذا التوقيت، وهذا كان دليلًا لنقض الحكم".

وواصل: "كانت هناك أدلة أخرى، وهي أن السيدة نقلت الجثمان من الدور الثالث، وسارت به مسافة 800 متر لعبور مصرف ثم أرض زراعية، لتتركه بجوار شجرة، وهذا كلام ليس فيه معقولية".

وتابع: "المباحث والنيابة لم يتوصلا إلى أن كريمة لديها أي أثر للبن، أو أي من أدوات الجريمة التي جرى ذكرها، أو أنها اشترت سم الفئران من أي مكان، لكن الفيصل كان هو توقيت شرب فنجان القهوة، ومدة الـ4 ساعات ليتفاعل السم داخل الجسم".

وأشار إلى أن "أفراد أسرة الزوج اتهموا زوجته اتهامًا صريحًا بقتل نجلهم"، لافتًا إلى أنه "سيتم رفع دعوى ضد أهل الزوج ووزير الداخلية المصري بصفتهم، للمطالبة بتعويض لصالح السيدة بقيمة 20 مليون جنيه".

ولفت إلى أن "كريمة تسعى حاليًا إلى استعادة ابنتيها، بعدما جرى إيداعهما في دار أيتام، عقب ترك أسرة الأب لهما، خاصة أن حكم البراءة أصبح نهائيًا".