كيف سيتعامل المهاجرون العرب مع السياسات الجديدة في السويد؟

كيف سيتعامل المهاجرون العرب مع السياسات الجديدة في السويد؟

منذ أن تولّت حكومة اليمين المتطرف إدارة دفة الحكم في السويد، سارت مخاوف بين العرب المقيمين، في ظل مصير صعب قد يلوح في الأفق.

كيف سيتعامل العرب مع إعلان بنود سياسة الهجرة الجديدة؟ تساؤل جعل أجواء القلق والتوتر تسود الشارع العربي منذ وصول الحكومة الجديدة، ليتجدد وتزداد حدته مع إعلان الحكومة للإجراءات الجديدة فيما يخص ملف اللاجئين.

أخبار ذات صلة
ما أسباب انتشار البطالة بين اللاجئين في السويد؟

وتضمنت البنود التي اتفقت عليها الأحزاب الأربعة في سياسة الهجرة والاندماج تشديد شروط الحصول على الجنسية ووضع متطلبات أكثر صرامة، وتوسيع العمل على زيادة الضوابط الداخلية للأجانب، وتشديد شروط هجرة العمالة.

كما جاء فيها ضرورة العمل المكثف على عودة المهاجرين الاختيارية إلى بلادهم وفحص طلبات اللجوء من الدول الآمنة، كذلك إمكانية الترحيل بسبب سوء السلوك.

زمن العيش المشترك انتهى

وقال نزار القبوات (39 عاما) وهو سويدي من أصول سورية لـ"إرم نيوز": "ما صدر عن الحكومة أخيرا أشبه برسالة إلى كل اللاجئين حول العالم، في تغيير وجهة رحلة لجوئهم من السويد إلى أي دولة أخرى، فالإجراءات الجديدة هي عبارة عن سياسات تجعل إقامة اللاجئ في السويد شبه مستحيلة".

وأضاف القبوات وهو مقيم في السويد منذ 9 سنوات "الدولة المرحبة باللاجئين في السويد منذ العام 2016 انتهى عهدها، وبدأ زمن ترحيل المهاجرين ذوي الشخصية السيئة، فما الشخصية السيئة بنظرهم..!؟ هذا ما سنعرفه مع الأيام".

الدولة المرحبة باللاجئين في السويد منذ العام 2016 انتهى عهدها
نزار القبوات، سويدي من أصول سورية

المعايير الجديدة التي تم وضعها فضفاضة بعض الشيء بحسب القبوات، ويمكن تنفيذها في اتجاهات متعددة، فالسلوك السيئ للاجئ كما اندرج في القانون، قد يكون بضرب شرطي وقد يكون بخطأ صغير أزعج سويديّا في الشارع، أو توجيه نظرة لشخص مثلي الجنس، وهذا ما يفسح المجال إلى الإجراءات الكيدية.

وتابع القبوات الذي يعمل في محل أزهار في ستوكهولم "من الأمور غير المفهومة أيضا مسألة مراجعة دعم الترسيخ ليكون أقل من الدعم العام، واشتراط الحصول عليه كاملا بالمشاركة النشطة في SFI بدوام كامل، ولم توضح السياسات الجديدة ما المقصود بالمشاركة النشطة".

أخبار ذات صلة
السويد ترحل عضوا في حزب العمال الكردستاني إلى تركيا

وختم الشاب حديثه "نسمع أن الحكومة تبحث إمكانية سحب الجنسيات من أصحاب الجنسية المزدوجة، في حال قيامهم بمخالفات قانونية، وهذا ما يجعلنا تحت الخطر دائما".

الكراهية تجتاح المجتمع

وكشفت الدراسات أن ظاهرة العنصرية والكراهية أصبحت تشغل حيزا واسعا في حياة المهاجرين في السويد، خاصة المسلمين منهم، ففي تقرير لمجلس منع الجريمة تبين أن مخاوف المسلمين من المواقف السلبية تجاه الإسلام قد ازدادت في السويد، وأن المسلمين الذين يرتدون ملابس تسمح بالتعرف على هويتهم الدينية يعانون من اعتداءات مباشرة في الأماكن العامة.

ظاهرة العنصرية والكراهية أصبحت تشغل حيزا واسعا في حياة المهاجرين في السويد، خاصة المسلمين منهم

أخبار ذات صلة
تصاعد خطاب الكراهية ضد العرب في أوروبا بعد التضخم وأزمات الطاقة

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الاستفسارات حول مسألة الإقامات المؤقتة، فبموجب الإجراءات الجديدة، إذا حصل اللاجئ على إقامة دائمة من خلال إعالته نفسه عبر عمل غير مدعوم، ثم خسر هذا العمل نتيجة ظروفه الخاصة أو ظروف تعسفية، سيخسر إقامته الدائمة، ويكون بذلك تحت تهديد الترحيل من السويد.

لم تَعد خيارا جيدا

وغير الآلاف من اللاجئين القادمين إلى أوروبا وجهتهم من السويد إلى دول أخرى في القارة التي لا يزال اللجوء فيها متاحا، وتمنح اللاجئين امتيازات مثل تلك التي كانت تمنحها السويد في عهد اللجوء الذهبي.

وقال أنس بيرخان (45 عاما) وهو لاجئ أفغاني وصل إلى السويد أخيرا "يزداد شعوري بالندم كل يوم منذ وصولي إلى السويد على اختيارها، فالإجراءات تزداد صعوبة يوما بعد يوم، وأصبحت البلاد تأبى اللاجئين مهما كانت جنسياتهم".

يزداد شعوري بالندم كل يوم منذ وصولي إلى السويد على اختيارها.
أنس بيرخان، لاجئ أفغاني في السويد

وأضاف أنس الذي تقدم بطلب اللجوء منذ نحو 8 أشهر "منذ أن فكرت بالسفر إلى أوروبا منذ سنوات اخترت السويد، لأن أقاربي يعيشون فيها وتحدثوا لي عن حسن استقبالهم والامتيازات التي يقدمونها، لكن اليوم كل شيء تغير".

كان أنس ينوي المكوث في منزل قريبه خلال فترة انتظار قبول اللجوء، كما يفعل معظم اللاجئين، لكن إدارة الكامب رفضت ذلك.

وهنا قال "لم يعد هناك تساهل في هذا الأمر، لم يسمحوا لي بمغادرة الكامب كما كانوا يفعلون في السابق، والخدمات في المخيم غير جيدة، والطعام لا يكفي في بعض الأحيان، هذا فضلا عن تأخر الإجراءات بشكل كبير".

أخبار ذات صلة
الأمم المتحدة تدعو لفتح الحدود أمام طالبي اللجوء الأفغان

وأردف الشاب "أخشى كثيرا من تشديد قوانين منح الجنسية وربطها بتوفر وظيفة وتعلم اللغة السويدية، وهذا المعلن عنه حتى الآن، لا أعلم ما سيتبعها من إجراءات، لكن ما أستطيع قوله إن السويد أصبحت مكانا صعبا للاجئين والمسلمين تحديدا".

يذكر أن الإجراءات الجديدة أقرت بحظر التمويل الأجنبي للجماعات الدينية والمنظمات الأهلية، والجماعات ذات الصلة بالإسلاميين والتطرف.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com