تعرف على حياة عمال تنظيف مسرح الجرائم
تعرف على حياة عمال تنظيف مسرح الجرائمتعرف على حياة عمال تنظيف مسرح الجرائم

تعرف على حياة عمال تنظيف مسرح الجرائم

"للموت رائحة مختلفة ومميزة، والديدان تزحف في كل مكان" هذه هي الأجواء التي يتعامل معها سينيسا ماتوكوفيتش وزملاؤه في أي يوم من أيام عملهم في ألمانيا.

عمال نظافة مسرح الجريمة يخوضون مغامرتهم بشكل مختلف عن الآخرين حيث لا يجرؤ الكثيرون على خوضها بعدما تنتهي الشرطة من عملها.

وفي مدينة كاسل الألمانية، يتزايد الطلب على خدمات أولئك العمال، فهم بمثابة المنقذ لأصحاب العقارات التي كانت ستظل خاوية من ساكينها لولا عملهم.

ويستمتع ماتوكوفيتش " 40 عاما" بعمله قائلا :"إنه تشكيلة كاملة من العمل" ،مضيفا أن القيام بالعمل هو مسألة تتعلق بالعقل أكثر من الموضوع.

والشركة التي يعمل فيها وهي "تور" توظف مديرا للعمليات إلى جانب خمسة من عمال النظافة.

ويقول المدير دومينيك كراشيلتس، وهو مدير مؤهل للأعمال الجنائزية: "إن الحماس في العمل يأتي من العملاء"، مضيفا:" إنه كلما جاء متعهد الدفن لنقل جثة ما، يثور تساؤل من الذي سيقوم بتنظيف كل ذلك؟".

ووفقا لشتيفان نويزر المتحدث باسم رابطة متعهدي الدفن الألمان، فإنه على الرغم من أن عملية تنظيف مسرح الجريمة لا تتعلق بالعمل الرئيسي لمتعهدي الدفن، هناك منهم من يعرض القيام بذلك أو بإمكانه الترتيب مع آخرين لإتمام ذلك.

ومنذ ستة أعوام، تقدم شركة تور خدمات تنظيف مسرح الجريمة وعمال النظافة هم في الأصل كانوا يعملون في دفن الموتى ويخضعون لتدريب مستمر من أجل البقاء في الوظيفة التي من بين مهامها تنظيف الجثمان من السوائل والدم .

ولا يقتصر استدعاء عمال نظافة الى مسرح الجريمة على حالات الجرائم فقط، بل يتم أيضا في حالات الوفاة الطبيعية عندما لا تكتشف الجثث لفترات طويلة، وكذلك من أجل التعامل مع الشقق التي كان يعيش فيها المصابون بالبدانة المفرطة.

أما مظهر أولئك العمال، فهو يختلف إلى حد كبير عن عمال النظافة العاديين إذ يلبسون سترات بيضاء تغطي أجسامهم بالكامل، ويرتدون أقنعة حماية للأعين بشكل يجعلهم أقرب إلى شكل مسؤولي الطب الشرعي.

ولطبيعة عملهم، تكون إجراءات حمايتهم أعلى بكثير من المحققين بحسب مدير العمليات ألكساندر لانجفيلد الذي عزا ذلك إلى أنهم يلمسون الجثة مضيفا "لا نعرف إذا كان الراحل مصابا بمرض ما أو لا".

وفي العام الواحد، يتم استدعاء عمال نظافة مسرح الجريمة ما بين 50 إلى 60 مرة، وعادة ما يكون عملاؤهم شركات إسكان وأصحاب أراضي ممن يرغبون في تأجير عقاراتهم مرة أخرى.

ويقول لانجفيلد :"إن أخصائيي علم الأمراض يتعاملون مع الرفات البشرية الأكبر، لكن عمال النظافة يتعاملون مع كل شئ آخر بدءا من التخلص من الحشرات الطفيلية إلى القيام بأمور التعقيم وحتى جمع القمامة"،بدوره يقول كراشليتس:" إن أسعارنا ليست رخيصة ... لكننا مهنيين للغاية".

وفي بعض الأحيان، يتم استدعاء فريق النظافة من أجل تنظيف سيارات، لكن قبل عشرة أعوام، لم يكن ذلك ممكنا حسبما يقول كراشليتس، فالسيارات التي تترك فيها جثة لمدة طويلة كانت تتحول إلى خردة، لكن اليوم إذا كان الأمر يتعلق بسيارة باهظة الثمن أو شاحنة، فإن الأمر يستدعي استدعاء فريق نظافة متخصص.

وفي نهاية العملية بأكملها يحصل العميل على شهادة بأن العقار معقم نظرا إلى أن أصحاب العقارات غير ملزمين قانونا بتعريف المستأجرين بتاريخ عقارهم. وإذا حدث نزاع قانوني، فبإمكان صاحب العقار أن يتقدم بشهادته التي حصل عليها من فريق النظافة.

ووظيفة تنظيف مسرح الجريمة ليست حكرا على الرجال، فبإمكان السيدات التقدم للعمل، لكنه لا يزال يقتصر على الرجال نظرا لأنه متعب للغاية بدنيا حسبما يقول كراشليتس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com