بعد إغلاق مراكز العلاج.. المدمنون يروعون سكان طهران
بات سكان العاصمة الإيرانية طهران محاصرين بالمدمنين المنتشرين في الشوارع، على خلفية إغلاق السلطات لمراكز العلاج والتأهيل بسبب جائحة كورونا، وهو ما نشر آلاف المتعاطين في شوارع البلاد.
وكان مركز بحوث البرلمان الإيراني قد قدر في السابق أعداد المدمنين الذين أطلق سراحهم من مراكز الاحتجاز بـ11 ألف شخص على الأقل.
وفي تقرير نشره موقع "إيران واير" المعارض، السبت، تحدث عدد من سكان العاصمة عن انتشار ظاهرة المدمنين الطلقاء، وكيف سيطر الرعب على حياتهم كلما فكروا في الخروج من المنزل.
المواطنة "صديقة" إحدى سكان منطقة "مولوي" تقول: "أصبحت أخشى الخروج من المنزل حتى لشراء الخبز، في ظل مضايقات المدمنين المستمرة، إلى حد أن أحدهم خطف مني الخبز وركض مسرعًا".
وأضافت صديقة (50 عامًا): "كلما أتذكر هذا المشهد يكاد قلبي أن يفقز من مكانه من شدة الخوف، فرغم تصريحات المسؤولين بجمع المدمنين والمشردين من الشوارع إلا أنهم لا يزالون في الشوارع ويضايقون الأهالي".
وتابعت المواطنة: "أصبحنا محاصرين بين الفزع من المدمنين من جهة، والرعب من وباء كورونا الآخذ في التفشي".
كما قال علي آقا، وهو أحد سكان منطقة هرندي بطهران: "لقد عجزنا في ظل هذا الوضع، فتارة نجمع السرنجات من الشوارع، وتارة نهرب من الحدائق حينما نرى مدمنا يحقن نفسه أو آخر بالمخدرات"، لافتا إلى أن تفشي وباء كورونا وإغلاق مراكز علاج الإدمان تسبب في أن تسوء أوضاع مناطقهم بشكل أكبر.
وتابع: "الأسبوع الماضي رأيت أحد هؤلاء المدمنين نائمًا أمام باب منزلي، في حين خافت ابنتي أن تخرج من المنزل لكي تذهب إلى عملها، وعندما أردت إبلاغ السلطات لم أتلق جوابا، ووقتما أجابوا أخبروني أنه لا يوجد مكان لاستيعاب المدمنين، ولا يُمكننا نقلهم إلى مركز آخر قبل إجراء فحوصات كورونا لهم والتي نفذت هي الأخرى".
وتحدثت تقارير محلية في وقت سابق عن عجز السلطات عن جمع المدمنين المنتشرين في شوارع وميادين العاصمة طهران، مع تفشي فيروس كورونا.
وقال أمين مجلس تنسيق مكافحة المخدرات بمحافظة طهران، مصطفى هادي زاده، في إبريل الماضي: "نظرا لتفشي فيروس كورونا، فإننا لن نتمكن من جمع المدمنين الطلقاء في الشوارع مثلما كان الأمر في السابق".
وأضاف زاده في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "إيلنا" المحلية آنذاك أن "السلطات تعمل على وضع آلية تُمكنها من جمع الأعداد بقدر المستطاع، فيما سنعمل على إخضاع هؤلاء المدمنين لفحص فيروس كورونا“.
وكان مدير إدارة مكافحة المخدرات في إيران، إسكندر مؤمني، كشف مؤخرًا، عن تعاظم تجارة المخدرات وأعداد المدمنين في بلاده.
