رسائل استغاثة عمال صينيين "يائسين" تصل إلى الغرب عبر البضائع
رسائل استغاثة عمال صينيين "يائسين" تصل إلى الغرب عبر البضائعرسائل استغاثة عمال صينيين "يائسين" تصل إلى الغرب عبر البضائع

رسائل استغاثة عمال صينيين "يائسين" تصل إلى الغرب عبر البضائع

عثرت طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات في جنوب لندن، هذا الأسبوع، على رسالة استغاثة مكتوبة بخط اليد داخل بطاقة معايدة تم شراؤها من سلسلة متاجر "تيسكو" في المملكة المتحدة.

احتوت بطاقة التهنئة على رسالة مقلقة من شخص يدعي أنه سجين في سجن "شانغهاي كينغ بو" في الصين.

كُتب في الرسالة: "نحن سجناء أجانب في سجن شانغهاي كينغ بو بالصين ونجبر على العمل ضد إرادتنا. الرجاء مساعدتنا وإخطار منظمة حقوق الإنسان".

وبحسب صحيفة "بيزنس إنسايدر"، أصبح اكتشاف مثل هذه الرسائل أكثر شيوعا في السنوات الأخيرة، حيث تعرضت شركات التجزئة الدولية الكبرى مثل "زارا" و"وول مارت" و"كيه مارت" إلى الانتقادات بعد اكتشاف الرسائل المماثلة في المنتجات التي تباع في متاجرهم.

ويشير مؤشر العبودية العالمي لعام 2019 إلى أن هناك 40.3 مليون شخص من العبيد في عالمنا المعاصر، ولا توجد دولة في العالم خالية من العبودية بغض النظر عن حجمها أو عدد سكانها أو ثروتها. ومن بين هؤلاء البالغ عددهم 40.3 مليون شخص، يُجبر ما يقدر بنحو 16 مليون شخص على العمل بالسخرة في جميع أنحاء العالم.

ونشرت الصحيفة أمثلة على نداءات الاستغاثة التي وصلت إلى الغرب عن طريق بضائع في متاجر التجزئة الشهيرة حيث كانت إحداها داخل حقيبة يد من متجر ساكس في نيويورك، في سبتمبر/ أيلول 2012، حين عثرت امرأة أسترالية على رسالة داخل حقيبة يد اشترتها من متجر "ساكس فيفث أفينيو" الراقي في نيويورك.

وكانت هذه المذكرة صادرة من رجل يُعرف باسم "توهينين إيمانويل جونغ"، والذي ادعى أنه يُجبر على العمل لمدة 13 ساعة في مصنع تابع لسجن صيني، كما أرفق بالرسالة صورة صغيرة لرجل يرتدي سترة برتقالية.

من جانبها، أكدت مؤسسة لاوجاي لأبحاث حقوق الإنسان من صحة الخطاب وأحالته إلى وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، لكن لم يتضح ما إذا كانت الوزارة قد حققت في الشكوى.

وفي حادثة ثانية، عثرت سيدة من أيرلندا الشمالية على رسالة في سروال اشترته من أحد متاجر التجزئة الرائدة في مجال الأزياء البريطانية "بريمارك"، وزعم كاتب الرسالة أنه يعمل دون أجر في سجن شيانغ نان بمقاطعة هوبى بوسط الصين.

وقالت الرسالة بالصينية: "مهمتنا داخل السجن هي إنتاج ملابس للتصدير، ونعمل 15 ساعة في اليوم والطعام الذي نأكله لا يجوز إطعامه للكلاب أو الخنازير حتى".

وفي واقعة منفصلة، في عام 2015، عثر رجل في نيوكاسل في شمال إنجلترا على رسالة مخبأة داخل جوارب في متجر بريمارك.

وكانت الرسالة من شخص يدعى "دينغ تينغكون"، والذي ادعى أنه احتُجز في مركز في مقاطعة لينغبي في شرق الصين.

وقال متجر بريمارك في ذلك الوقت إنه يعتقد أن هذه الرسالة كانت مجرد خدعة "تستخدم لتسليط الضوء على محنة هذا الشخص"، وكشف أن عدة رسائل أخرى قد ظهرت في نفس الوقت تقريبا.

وفي عام 2017، بدأت الرسائل تظهر داخل جيوب ملابس زارا في اسطنبول في تركيا، والتي ادعي أنها قد أرسلت على أيدي عمال يعملون بالسخرة.

وأفادت البي بي سي آنذاك بأن الرسائل ادعت أن الموظفين في مصنع "برافو تكستيل" في تركيا لم يحصلوا على أجورهم، وكشفت أن المصنع كان قد أنتج ملابس لعلامات تجارية كبيرة مثل زارا ومانجو قبل إفلاسه فجأة في يوليو 2016.

وقال أحد العمال في الرسالة: "لقد صنعت هذا المنتج الذي ستشتريه، لكنني لم أتقاضى أجرا مقابله". من جانبه، قال المتحدث باسم شركة "إنديتكس" آنذاك، وهي الشركة الأم لزارا، إن الشركة تعمل على إيجاد حل، ومع ذلك لا تزال الظروف الحالية للعمال مجهولة.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2012، عثرت امرأة من ولاية أوريغون تدعى "جولي كيث" على رسالة داخل حزمة من زينة عيد الهالوين تم شراؤها من متاجر التجزئة الأمريكية كيه مارت.

وذكرت الرسالة أن العمال في الصين "يكدحون طوال أيام الأسبوع لمدة 15 ساعة في اليوم بينما يراقبهم الحراس الساديون"، وطلبت من المشتري إعادة إرسال الرسالة إلى نشطاء حقوق الإنسان الدوليين.

وبعد 7 أشهر، اعترف سجين سابق يبلغ من العمر 47 عاما في معسكر العمل في منطقة "ماسانجيا" شمال شرق الصين، بكتابة هذه الرسالة و20 آخرين، على أمل أن يكتشفها المتسوقون الغربيون.

وفي مارس/آذار 2017، ادعت امرأة من ولاية أريزونا أنها عثرت على رسالة داخل محفظة اشترتها من وول مارت، والتي تمت صناعتها في الصين.

وكانت الرسالة مكتوبة باللغة الصينية، وتقول إن هذا المنتج قد صُنع من خلال العمل القسري في سجون الصين.

وقال وول مارت إنه لا يمتلك طريقة لإثبات ما إذا كانت الرسالة حقيقية أم لا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com